مصطفى الحاج حسين
** جبروت الفراغ..
قصة: مصطفى الحاج حسين.
بعد أن أنهى أبي، بناء معمل
(الزّجاج)، في منطقة (المسلميّة)، الذي كان موقعه، ما بين معمل (الإسمنت)،
و (السّجن) المركزيّ، وكنت قد رافقته، على مدار أكثر من سنتين، في بناءه، في هذا
المعمل، تعلّمت، من أبي مهنة البناء، وتحوّلت من (طيّان)، إلى معلّم.
بدأ أبي يعتمد عليَّ في أصعب الأمور، ويعطيني نصف أجرة، والنّصف الثّاني
يأخذه، مساعدة منّي له، لينفقه على أسرتنا الكبيرة، مقابل إقامتي، ومأكلي، ومشربي،
وتأمين ما يلزمني.. وكنت من خلال نصف أجرتي، أنفق على نفسي، دخّان، وألبسة،
وسينما، وثمن كتب وجرائد ومجلّات، وأعطي لأخوتي الصّغار (الخرجيّة).
أبي.. تحسنت أحواله، من خلال شغلنا، في معمل الزّجاج، بعد أن كنّا نسكن
داراً صغيرة بالآجار، في (كرم الميسّر)، اشترى أبي أرضاً (صلاح الدّين)، وقام
بعمارة، أربع غرف واسعة، وصالون، مع سطح مسوّر.
بعد معمل (الزّجاج)، راح أبي يبحث، عن مشروع آخر، لنعمل فيه.
أخيراً.. استطاع أبي، أن يتعاقد بمشروع بنايات الشّرطة، عند مفرق
حلب (الجديدة).. خمس عمارات ضخمة.. كتب والدي عقداً، مع متعهّد مسؤول، وهو
غنيّ، وقويّ.. معروف ومسنود، يده (طايلة)، وواصلة.
أخذنا عدّتنا، وذهبنا نباشر العمل، نزل والدي إلى (باب أنطاكية)، ليحضر
البنائين، والعمال، ليشاركونا في البناء.
كان العمل في البداية على ما يرام.. لكن صدور قرار، زيادة الرّواتب، انعكس
على الفور، على أجور العاملين.
كان أبي قد نزل، إلى معرض العمال،
ليحضر معه، اثنان من المعمارين، ولكلّك منهم حجّاره و(طيّانه) .. لأنّنا
سنبدأ بالعمل، على سطح الطّابق الأوَّل.. كنت أنا سبقته إلى العمارة، وكان يعمل
معي،(فواز)، ابن المتعهّد الثّري (أبو فواز)، كان يريد أن يعمل، خلال فترة عطلة
الصّيف.. فهو لا يريد لابنه الوحيد، على رأس سبعة بنات، أن يكبر، ويكون ضعيفاً، لا
قدرة له، على مواجهة الصّعاب. ومنذ ذلك اليوم، أصبحنا أنا و (فوّاز) صديقين، نعمل
مع بعض، في بناء القرميد، والحجر النّاري.
أحببّت (فواز)، كما أنه أحبني، وكنّا قد تواففنا، فقد كان محبّاً للشعر
وإلى المطالعة، فأخذت أسمّعه، بعضاً من قصائدي، فنالت إعجابه، وكان عاشقاً، لابنة
جيرانه.. فراح يحدّثني عنها، وأنا حدّثته عن فتاتي التي أكتب عنها.. وبلغ به الأمر، أن طلب منّي، أن يكتب
قصائدي بخط يده، ليعرضها على حبيبته، ابنة جيرانه، ويدّعي بأنّه كتب هذه القصائد
عنها، رغم أن عينين حبيبتي سوداويتين، وعبنيّ حبيبته خضراوين، ولكنّنا صرنا نحرّف،
ونزوّر، ونغيّر، ونحذف، ونضيف، حتى يستقيم الأمر.
كان متواضعاً، وبسيطاً، لأبعد الحدود.. كان يناديني في الشغل معلّمي.. وفي
الشّعر أستاذي، وفي التّعامل أخي، أو صديقي.. وتعاهدنا إن نكون صديقين، مدى
الحياة.. ولا نفترق، حتّى إن انقضت العطلة الصّيفيّة.. أو انتهى بناء المشروع.
(فواز) شاب أنيق، وجميل، وذو أخلاق عالية، متواضع، وطيّب، وصادق لا يكذب..
أحببته من كلّ قلبي.. سأتخذ منه صديقاً، رغم حساسيتي المفرطة، من مكانة وثراء
أبيه.. عنده أموال طائلة، وله مكانة عظيمة، ومخيفة.. الكل يهابه ويحسب له ألف
حساب.. لكنّ ابنه عكسه تماماً، وإلّا لكان رفض، أن يعمل معي (طيّاناً)، بكلّ
بساطة.
كنْا نعمل ونتحدث، لا ننقطع، أو نتوقّف عن الكلام، والضّحك، والمزاح، ورويّ
النّكت.. وفتحان القلب، والتّحدث بمنتهى الصّراحة، عن كلّ ما يدور برأسينا، من
خواطر وأفكار، وأحلام، وذكريات، وعشق نحسّه اتّجاه حبيباتنا.. صرت أعرف كلّ شيء عن
حبيبته، ابنة جيرانه، التي تجرأ وكلّم أمّه عنها.. وقولها له، وهي باسمة:
- يا ولدي.. يا وحيدي.. لا تتعجّل، انتظر، لا زواج ، إلّا بعد تخرجك من
الجامعة.
صار يعرف عن حبيبتي أيضاً كلّ شيء، حتى صورتها، واسمها، وماذا تحبُّ، وماذا
تكره.. وكيف أذهب مساء كلُْ يوم خميس، إلى بلدتي التي غادرتها، مع أهلي إلى حلب،
بحجة عملنا، ومستقبلنا.
أذهب كلّ أسبوع، لألتقيها، وأكتب عنها قصائد الحبّ والتي صار (فواز) يأخذها
منّي، ويدّعي أمام حبيبته (ربا)، بأنّه كتبها عنها.
(فواز) أجمل وأحبّ صديق لي، ولكنّي قطعت على نفسي عهداً أن لا أزوره في
بيته، وأن لا يزورني في بيتي.. نلتقي في أيّ مكان يرغب، في الشّغل، أو الحديقة، أو
الشّارع، أو المقهى.. إلّا عندي، أو عنده، بسبب الفوارق الطبقيّة.
أتى أبي من (باب أنطاكيا) بمفرده، من دون إن يصطحب معه، أحد من العمال..
فتعجْبت، ورحت لأسأله، قبل أن يدخل لعند (أبو فواز)، في المكتب.
قلت له:
- خير!!.. أراك عدت لوحدك.. أين المعامرة والعمال؟!.
ردْ عابساً ومنزعجاً:
- لم أجد أحداً.. كلْهم يطلبون أجوراً كبيرة.
قال لي هذا.. ودخل المكتب، عند
(أبو فواز).
بسبب ارتفاع الأسعار، التي رافقت زيادة رواتب الموظّفين.. قرّر العمال رفع
أجورهم.. وفي حال أراد أن يدفع أبي الأجور كما يطلبون، سوف يخسر ويدفع من جيبه..
يجب على (أبو فواز) أن يرفع لأبي الأجور، حتى تتوازن الأمور.. لكنّ (أبو فواز)
رفض، الزّيادة بحجّة أن هناك عقد، موقْع عليه من قبل والدي، وفيه محدّدة أسعار
المتر الواحد، وعلى أبي أن يلتزم بهذا العقد، لينتهي من البناء.
رفض أبي.. لا يمكن له، أن يستطيع
أن يكمل البنيان، دون أن تكون هناك، تعديلات على العقد، الذي بينهم.. فقد
أصبح هذا العقد عبئاً ثقيلاً على أبي.
تناقشوا في الأمر، تحدّثوا مطوّلاً،
اختلفوا، ارتفعت أصواتهم، تعالى زعيقهم، وبدأت لغة التّهديد.. ثمّ خرج
والدي، من المكتب غاضباّ.. والعرق يتصبّب من وجهه، المحروق بأشعة الشّمس.. فأمرني
بحزم:
- أترك الشّغل من يدك.. واذهب إلى البيت.
ثلاثة أيام، وأبي وأنا، في البيت، متوقّفين عن العمل.. لم يأتي أحد إلينا..
ولا نعرف ماذا يحدث، في العمارة؟..هل تعاقدوا مع غير أبي، من البنائين
؟.. وتركو أبي لحاله؟.. أم هم ما زالوا يتمسكون بالعقد، الذي وقع عليه أبي،
بدون استشارة محام، من قبله، كما هم فعلوا؟!.
وكان علينا أن نجد حلّاً، وأن نعمل،
فالأسرة كبيرة، والغلاء فاحش، والمصروف لا يرحم.. لذلك قرّر أبي، أن
نتحرّك، ونجد عملاً آخر.. ولكن عدّة عملنا، هي في الورشة.. ويجب علينا إحضارها..
ولكن كيف؟.. والحارس مؤكد سيرفض أن نأخذها، لن يسمح لنا (أبو فواز).
وطلب.. منّي والدي، أن أذهب إلى العمارة، وأتسلّل إلى قبوها.. مكان ما نخبئ
عدّتنا، حين ننصرف. ولكن دون أن يشعر، أو يراني الحارس،(أبو عمشة) سأذهب وأحضر
عدّة عملنا، وهي ملكٌ لنا، في السّر، كأننا حراميّة، نقوم بالسّرقة!!.
ذهبت إلى العمارة، تسلّلت، وغافلت الحارس (أبو عمشة)، وبحذر شديد، نزلت إلى
القبو المعتم.. لكنَّني صادفت (فواز) هناك، كان يتبوّل، وحين رآني فرح، وقال
يعاتبني :
- أين ذهبت وتركتني يا مخادع؟!.
قلت له أنت تعرف القصّة، لا داع لأن أكلمك عنها.. ووالدك السّبب، في تركنا
للعمل أنا وأبي.
قال، وهو يبتسم:
- هل جئت تراني؟.. أنا أيضاً مشتاق لك.
- لا يا صديقي.. لقد أرسلني والدي.. لأسرقَ له عدّة شغلنا.. والآن عليك
مساعدتي.. لنخرجها من هنا، دون أن يراني (أبو عمشة) .
- ولكن قبل قليل، كان والدي يحذر (أبو عمشة) من أن يعطيكم، عدّة شغلكم..
انتبه واحذر أن يراك.. لأنّه (جحش) سيكسر عظامك إن وقعت بين يديه.
بمساعدة (فواز) تمكّنت من إخراج
العدّة الثّقيلة من القبو.. وتهريبها بنجاح بعيداً عن الورشة، وعن عينا
(أبو عمشة) (المعمصتان) دائماً.
وما إن تناولت لقمتي الأولى، من فطوري، حتى سمعت صوت سيّارة، تقف عند
بابنا، ويدقّ علينا.. هرعت لأفتح، بعد أن نهضتِ، عن سفرة الطّعام.. وإذ بي ألقى
(أبو فواز) هابط من سيّارته الفخمة والسّوداء، والتي ربما تكون للمرّة الأولى،
تدخل حارتنا مثل هذه السّيارة الفارهة.. فقلت مرحباً، والحرج والارتباك باديان
عليّ:
- أهلاً وسهلاً.. عمّي (أبو فواز).. تفضّل.
قال (أبو فواز)، بزخم وتعجرف:
- أين أباك؟.. ناد عليه، بسرعة.
- أبي ليس هنا.. خرج باكراً.
سيارته.. لفتت أنظار بعض الجيران.. فالتمّوا إلى الفرحة.. وخاطبني بصوت
مقيت:
- هل أنت من جئت إلى المشروع،
وسرقت عدّة الشغل؟.. قسماً بالله لأخرب بيتكم.. وسأتّهمك بسرقة أشياء مهمة،
أخذتها مع عدّة عملكم.
وأردت أن أشرح له، لكن سرعان ما ركب (أبو فواز) سيّارته، وساقها بسرعة،
وذهب.
جاء أبي، وأخبرته بما حدث وصار، من أبي فواز، فقال:
- ليذهب ويبلّط البحر، طالما عدّتنا صارت عندنا.
قالت أمّي بجزع وقلق، فقد كانت خائفة:
- أنا خائفة.. هذا ابن حرام.. لا يخاف الله، ولا يحسب له حساب.
أجابها أبي، والخوف أيضاً كان بداخله، يحاول أن يخفيه:
- نعم.. (أبو فواز)، أحقر واحد، في فرع الحزب.
كنت سعيداً بهذه العطلة عن العمل، رغم انشغال بالي وقلقي، مّما سيحدث بعد..
هل ستنتهي الأمور على خير؟.. ولكن على (أبو فواز) أن يتفهّم الأمر.. فوالدي رجل
فقير وبسيط، وهو من الأثرياء.. فهل يعقل أن يطمع بعرق جبيننا؟!.
كنت قد أمضيت هذه الأيام الأربعة، في القراءة وكتابة الشّعر.. فقد قرأت
(لناظم حكمت) الشّاعر التّركي، و(لبابلو نيرودا) شاعر (تشيلي) وإلى (أنطون تشيخوف)
عظيم أدباء (روسيا) ، وإلى (زكريا تامر)شيخ القصّة القصيرة، وإلى (نجيب محفوظ)،
كبير الكتاب العرب..
وكذلك.. كتبت قصيدتين، ولقد نالتا إعجاب ومديح أخي والأصدقاء.
في المساء، وبعد أن ذهب أبي وأمّي ليسهرا عند ابن خاله، في منطقة (المشهد)، سمعت صوت سيّارات، تقف عند بابنا،
ويطرق علينا الباب، بعنف ووحشيّة، ثمّ تلى الطّرقات، خبطات عنيفة، ومتتالية، تهمّ
بتحطيم الباب، لولا أنّه مصنوع من الحديد.. تراكض أخوتي الصّغار ليفتحوا.. وما كاد
الباب أن يفرج عن فتحه، حتّى انبعث صوت مرعب، يشبه نباح الكلب.
- أين أبوكم، وأخوكم (شادي)؟.. هيّا نادوا عليهما بسرعة.
أبعدت أخوتي، وخرجت لعندهم.. لأسألهم :
- من أنتم؟.. وماذا تريدون؟!.
- نحن من الفرع الجنائي.. هل أنت (شادي)؟.
- نعم.
- أين أباك؟.
قلت، وكنت لمحت (أبو فواز)، يقف بالقرب من سيّارته.. ففهمت القصّة في
الحال.. لقد قدم شكوا إذاً.. وأبي غير موجود.. ماذا سأفعل؟!.
سألني أحد رجال الأمن، فهم بلباس مدنيّ، لذلك لا أعرف ما هي رتبته:
- أين أباك؟.. نحن نريدكَ أنت، ووالدك.. فأين هرب؟.
- والدي لم يهرب.. بل ذهب ليسهر.
- أرسلوا خلفه.. ودعوه يتبعك.. ولكن أين (الصّاروخ)، الذي قمت بسرقته من
الورشة؟.. هاته معك.
قلت مستغرباً:
- عن أيّ (صاروخ) تتحدّث؟!.
التفت عنصر الأمن نحو (أبو فواز)، وكأنه يعيد عليه سؤالي.. فقال (أبو
فواز)، وكان الضّوء بالكاد، أن يضيءُ، جانب وجهه:
- ( الصّاروخ) الذي تقطعوا الحجارة به.. إنّه غالي الثّمن.. أين أخفيته؟!.
وصرخت.. أمام جيراننا:
- أنت تكذب.. هذا بلاغ كاذب.. ستدفع ثمنه.. نحن أشرف منك، بألف مرّة.. يا
لص.
هجموا عليّ.. أمسكوا بي من زندّي.. صاح رجل الأمن، الذي كان يكلّمني:
- جرّوه إلى السّيّارة.. ولكن هل هويّتك الشّخصيّة معك؟.
قلت:
- لا.. اسمح لي أن أبدّل ثيابي، وألبسهم حذائي، وأجلب هويّتي.
لم يوافق.. خاطب أخوتي الأصّغر
منّي سنّناً:
- أرسلوا بطلب أبوكم، ليتبعنا إلى (قسم العزيزيّة)، وعليه أن يجلب الهويّة،
و (الصّاروخ)، إن كان لا يريد البهدلة.
في (البيجما)، وأنا حافيّ القدمين،
صعدت سيّارتهم.. وانطلقت بنا.. وتنبّهت أيضاً بأنّني تركت خلفي، على
الطّاولةِ، علبة السّجائر والقدّاحة.. وحتّى نقودي ظلّت في جيب بنطلوني.
بعد وصولي قسم (العزيزيّة)، خرج عليّ ضابط كبير، لأن الجميع كانوا يخاطبونه
بكلمة، سيّدي.. اقترب منّي، وبادرني بسؤاله:
- هل أنت من سرق (الصّاروخ)؟.
- سيّدي أنا لم أسرق.. أخذت فقط عدْة شغلنا.. وأمام ابنه (فواز).. وهو من
ساعدني بحمل العدّة.
دهش (أبو فواز).. فصاح:
- لا تكذب.. ابني في زيارة عند خالته، في اللاذقيّة، منذ يومين.. ولكن لا
يهمّني أنت، بل أبيك، أريد تكسير رأسه.. ولهذا أنا أوصيت الشّباب هنا، أن يعاملونك
برفق.. فكن عاقلاً، أنت ضحيّة أبيك، الذي هرب، وتركك تدفع ثمن عناده، وتحدّيه.
- أنا لا أكذب.. وأنت قمت بتهديدي.. بأنّك ستدفع الرٍشوة للجنائيّة، وتوجه
لي ولأبي هذا الاتّهام.. ويبدو أنّك فعلت هذا بالفعل.
لم أنته من كلامي.. وإذ بي أتلقّى لطمة مفاجئة على وجهي، كانت قويّة،
ومؤلمة، وموجعة، جعلتني أترنّح، وأفقد توازني، خاصّة وأنا مقيّدَ اليدين، كدت أقع،
وأسقط على البلاط.. لكنّ الدّم، انبثق من أنفي وفمي.. وكان من ضربني، ذات صاحب
الرّتبة العالية:
- خذو به، انزلوه إلى تحت، قيّدوه.. واتركوه، مثل الكلب.. و لا تعطوه شربة
ماء، أو يأكل لقمة، أو يدخل، (المرحاض).
اقتادوني إلى قبو القسم، ودمي لم ينقطع، ويدايّ مقيّدتان، وكنت أبصق دمي..
ضربني من يدفعني من الخلف، على رأسي، وأمرني:
- لا تبصق على الأرض، يا حيوان.
فكْوا لي القيد، ربطوا لي يد واحدة، في جنزير غليظ، وثقيل.. وربطوا الطّرف
الثّاني من الجنزير، في أحد أسرّة النّوم .. وحذّروني من أن أجلس على حافة
السّرير.. قالوا لي:
- أقعد على الأرض.. وكان الله في عونك، إن تخلّى والدك عنك، ولم يأتي.
جلست على بلاط الأرض، قمت بمسح دمي، بأكمامي، وأطراف (البيجاما)
الفوقانيّة.. وحاولت أن أمنع نفسي عن البكاء.. بل أخذت أسأل نفسي:
- هل أنا أخطأت بحق (فواز)، أمام أبيه؟.. وهل سيعاقبه بسببي؟!.. اللعنة
عليّ حين أقدمت، على خيانة صديقي.
لكن سرعان ما انتفضت، وأخذت
أواجه نفسي.. وأبرّر أفعالي لذاتي:
- كان يجب أن يكون عندي شاهداً، فهم يتّهمونني بالسّرقة، فما بالك إن كان
شاهدك هو ابنه (فواز)؟.
وتمنّيت ألّا يأتي أبي.. حتى لا
يوقفونه، أو يضربونه، أو يسيئوا له بالكلام.. أنا لا يهمّ.. المهمّ هو أبي.
أبي لا يمكن أن يتركني لوحدي.. من المؤكّد أنّه سيأتي.. ومن المستحيل أن
يتركني جائعاً، وبلا دخان، أو نقود.. وخاصة حين يخبروه أخوتي، أنّني موقوف في
(البيجما)، حافيّ القدمين.. ليت كان أخي (رامي) موجودا، هنا في حلب.. هو بعد أن
تخرّج معلم صفّ، من دار المعلّمين، تمّ تعينه في(عين العرب)، صرنا لا نراه إلّا كلّ
شهر، أو شهرين.
سأنتقم منّه القذر.. أقسم بأنّني سأنتقم.. بعد أن تنقضي مدّة من الزّمنِ، و
تنسى هذه الحادثة، سأتسلّل إلى المشروع، وأقتله.. وإن عجزت، سأحرق سيّارته.
كلّما دخل عنصر من رجال الجنائيّة
عليّ، وأنا مربوط في السّرير، الذي منعت من الجلوس عليه.. يبصق عليّ، أو
ينحرني، أو يعطيني ركلة على خاصرتي، أو يقول لي:
- سهرتنا اليوم ستكون جميلة، معك يا حرامي.
أحياناً يدخل أكثر من عنصر، أثنان،
أو ثلاثة، وريّما أربعة.. كذلك الأمر يحصل معي.. يضربوني، ويسخرون،
ويتوّعدوني، بسهرة جميلة.
كنت أراقب سجائرهم المشتعلة، وأتمنّى أن أحظى بواحدة، لكن هيهات.
الوقت هنا يمرّ بطيئاً، ربما وضعوا
لعقارب السّاعة قيود، لكي لا تمشي، أو تتحرّك.. ليل ثقيل، بالكاد يجرّ
نفسه، على بلاط بارد، وصلب.. إن وقفت أتعب، وتؤلماني ساقايّ.. وإن جلست تنهشُني
البرودة، وتلوك مقعدي الأرض.. وأنا أشعر بالضّيق، أريد أن أذهب إلى (المرحاض)..
لكنّ معلّمهم أوصاهم، أن يتركوني، أن (أبول وأتبرز)، في ثيابي.
وتناهت إليّ أصوات، منفعلة، وغاضبة، وقاسية، وحازمة، وآمرة، ومهدّدة،
ومتوعّدة، وكلمات نابية، غليظة، حاقدة، لئيمة، شاتمة، لاعنة، عنيفة، صادمة.. وكان
يرافقها، صوت تأوّه، وأنين، وترجّي، وتوسّل،
وحلفان، وبكاء، ونحيبَ، وانهيار.
بعد أن رشو عليه بالماء، واستعادَ وعيه، نزّلوه لعندي.. وكان متورّم الوجه،
والعينين، ونازف الأنف، وممزق الشّفتين.. أمّا عن جسده، فقد كان متهالك، وممّزق
الثّياب.. ومقيّد اليدين إلى الخلف.
حاولت أن أطلب، من أحد هؤلاء، أن يسمح لي بالذهاب لدورة المياه.. ولكنّني
خفت، وجبنت، ولم أجرؤ، وفضّلت أن (أفعلها)، في ثيابي، إن فقدت قدرتي على الاحتمال،
الصّبر.
فكّوا وثاقَ زميلي الموقوف، والذي لم أعرف بعد، ماهي تهمته الموجّهة له،
وقيّدوا له يداً، وربطوه مثلي بالسّرير الثّاني، والقريب من السّرير،
المقيّد أنا به.. وقال له من كان يربطه بالسّرير:
- ستموت هنا إن لم تعترف.. أنصحك بالاعتراف، فهو خير لك من النّكران.
وهتف المتّهم، بصوت عاجز عن النطق:
- والله يا سيّدي.. أنا بريء.
لم ينتظر أحداً منهم، أن ينهي كلامه
، تحرّكوا، وذهبوا، وخرجوا، ليصعدوا الدّرج.. وكأنّ كلام المتّهم لا يعنيهم
بشيء.
كنت أنظر إليه، وأنا خجل منه، لأنّي
مربوط بالسّرير، ومقيّد بالجنزير، مثل الكلب.. وأنا أسأل نفسي:
- تراه ماذا سيظنّني؟.. مجرماً، أم
لصّاً، أم قاتلاً ؟!.
المهم، سيعتقد أنّني لست محترماً، لأنّ الشّخص المحترم، لا يمكن له أن
يعامل، بهذه الطّريقة السّيئة، والغير إنسانيّة أبداً.
وسألتني نفسي:
- أيضاً أنت ماذا تظن به؟!.. هل تعتبره إنساناً محترماً؟!.. أم تنظر له على
إنّه
مجرماً، وسيئاً؟!.. ويستحقّ ما هو فيه.
وبعد أن مسح دمه، واستعادَ أنفاسه، وجلس على الأرض، ليريح جسده المنهك،
بسبب ما تعرض له، من ضرب، وركل، وتمسيح الأرض به، وبكرامته.
كنت أريد أن أتعرّف عليه، وأفهم منه مشكلته، وهل هو مظلوم، أم مخطئ، يستحق
منهم هذه المعاملة.. ولكن فجأة نزل عنصرين لعندنا، وتقدّما منّي، وقال أحدهم:
- تفضل معي، لقد جاء والدك.
ثمّ فكّ قيدي، وطلب منّي مرافقتهما.. فمشيت وأنا انظر إلى زميلي المقيّد،
وكأنّي أعتذر منه.. مع أنْ الفرحة، كانت بادية على وجهي، رغم أن شعوراً آخرا، كان
قد هاجمني.. لفزعي من فكرة، ان يوقفوا أبي، أو أن يضربوه، أو يقيّدوه، فهنا ما
أسهلَ أن يقيّد الإنسان!!.. وما أهون أن يضرب، ويسيل دمه، وتنتهك كرامته؟!.
وجدت أبي حاضراً، وبصحبته عمّي (أبو حافظ)، واخويه عمّي (أبو عبد الله)،
الكبير، وعمّي (أبو عبد الله)، الوسطاني.. وهم أبناء عمّ والدي، (عبد الله)..
ففرحتُ وشعرتُ بالأمان، لأنّ ابن عمّ والدي (أبو حافظ) يكون عضواً في قيادة فرع
الحزب، يعني هو زميل لأبي (فواز)، ومن المؤكّد أن يكون صديقه.. وهو أيضاً يملك
أموالاً طائلة، كسبها عن طريق تجارته، ببيع وشراء كافة أنواع السّيّارات
المستوردة، والمستعملة، والمصادرة، والتّالفة.
كان يقف معهم، أيضاً، (أبو فواز)، والضّابط الذي أقدم على ضربي، واحتجزني،
مقيّداً بالسّرير.
حين اقتربتُ، وشاهدني والدي، وكان وجهي المتورّم، والدّم المتيبس عند أنفي
وفمي، تقدّم منّي.. يسألني بهلع:
- من فعل بك هكذا؟!.
لكنّ ابن عمّه (أبو حافظ)، أشار له بيده أن يصمت.. وطلب منّا أن نخرج،
ونغادر، ثمّ التفت، وودّع الضّابط، (وأبو فواز)، ثمّ لحق بنا، إلى خارج مبنى قسم
العزيزيّة.
الصدمة كانت، حين فهمت من أبي، بأنّنا سنعود في صباح الغد، للعمل في ذات
البناية، عند (أبو فواز) وشريكه.
والكارثة.. أنّنا سنعود للشغل، دون أيّ فائدة، أو رفع السّعر لأبي، ولو كان
بقيمة (قرشاً) واحداً.
غضبت، ورفضت، ونهضت مقاطعاً أبي، لأخرج، وأغادر مجلسه.. الذي تشاركنا فيه
أمّي، المتورّمة عيناها من البكاء، من لحظة دخولي عليها، بعد عودتي من قسم
الجنائيّة.. وحين أراد أبي أن يستوقفني، قلت مقهوراً:
- كيف؟!.. كيف نعود ونعمل بخسارة
؟!.. معقول هذا يا أبي؟!. هل نحن في زمن العبوديّة؟!.
صاح أبي، ليجعلني أفهم:
- نعم.. نحن ما زلنا في عصر العبوديّة.. يا أبني.. يا من تقرأ الجرائد
والمجلات والكتب، وتكتب الشّعر.. نحن يحكمنا الأثرياء، ورجال الدّولة، أصحاب
(الخصاوي) الكبيرة.. دعني أشرح لك ولأمّك الأمر، وعلى ماذا تمّ الاتفاق، مع عمّك (
أبو حافظ).
قلت في نفسي، المشتعلة بنيرانِ الحقد، والثّورة والغضب:
- نعم.. نعم.. هذا ما يقوله لنا (كارل ماركس)، و(أنجلس)، و(ناظم حكمت)،
و(بابلو نيرودا)، و(زكريّا تامر)، و(الشّيخ إمام)، في أغانيه.
سنعود نعمل بذات الأجر.. تنفيذاً لما
جاء في العقد، الذي وقعه أبي، مع(أبو فواز)، الذي لا يقهر.. وإلّا سندخل
السّجن أنا وأبي، أنا بتهمة السّرقة، وأبي بتهمة عدم تنفيذه، ما جاء في العقد
المبزم، بين أبي، وبين (أبو فواز)، وكلّ هذا تمّ بواسطة، وكفالة، (عمّي أبو حافظ)
رفيق (أبو فواز)، في فرع الحزب.
صباحاً، وفي اليوم التالي، نهضتِ مع أبي إلى الشغل، مشيت وأنا أحمل العدّة
بمساعدة أبي، وكأنّي ذاهب إلى الأشغال الشّاقة، أو إلى الموت.
كان (فواز) سعيداً بعودتي، فهو صديقي بحق.. حتّى أنا لم أستطع أن أكرهه،
كما كرهت أباه.. ومع هذا، كنت معه جافاً، وصامتاً، وعابساً.. رغم تقديم اعتذاراته،
عنه وعن أمّهِ، التي كانت رافضة موقف زوجها، ومعارضة له.. قال:
- أتصدّق.. أبي طيّب القلب.. وكان يفكّر أن يرفع الأسعار، استجابة لأبيك..
لكنّ والدك تسرّع، يوم أرسلك، لأخذ عدّة الشّغل، بعد أن غافلت الحارس.. وأبي عنيد
و(جكر)، غضب من والدك، وأراد أن ينتقم منه، ويعطيه درساً.
ثمّ ابتسم (فواز)، وأكمل حديثه:
- تبيّن أنّ عمّك (أبو حافظ)، صديق لأبي، ورفيقه في فرع الحزب.
ولكي يفتح معي حديثاً، فقد سأم من صمتي، وانشغالي عنه، طلب منّي أن ألبي
طلبه، الذي كنت وعدته بتلبيته سابقاً، قال بينما كان يناولني القرميدة:
- متى ستكتب لي القصيدة؟.. إن حبيبتي (ربا) تنتظر، فقد صدقتها القول، وقلت
لها بصراحة أنَّك من تكتب هذه القصائد الجميلة، ولست أنا.. لا أخفيك في البداية
غضبت، وانزعجت منّي، لكنّها في النّهايةِ تفهمت أنّ كتابة الشّعر موهبة.. وأنا لا
أملكها.. لكنّها أعجبت بك، لأنّك ذو إرادة قويّة، تكافح وتطّور نفسك، وأنت لم تكمل
تعليمك، وتكتب الشعر بهذا الجمال.
أسعدني كلامه، وأخذت أكلّمه، ولكن ليس كما في السّابق.. فأنا لم أنسى ليلة
البارح بعد، الذي لا ذنب (لفواز) فيها، ولكن يبقى الظّالم، هو أباه للأسف.
حين جلسنا لنأكل، ونشرب الشّاي، في الطّابق الأرضي، بينما أبي وعمّاله
يعملون فوقنا، في الطّابق الأوَّل، وكان (فواز)، يغلي إبريق الشّاي، في
(البوفيه) عند الحارس، وبعد أن سكب
الشّاي، قال:
- هل تذهب معي بعد الانصراف إلى مزرعتنا؟.. هي قريبة في (خان العسل)، نأخذ
سيّارة أجرة، ونكون هناك خلال دقائق.. وهناك في المزرعة، الغنيّة بأشجار الفاكهة،
يوجد عندنا مسبح جميل، نسبح فيه حتى المساء، ثمّ نعود إلى بيوتنا.
سألته:
- ومن يوجد هناك؟.
- لا أحد سوى الحارس، وهو شقيق حارسنا (أبو عمشة).. يعمل عندنا منذ سنوات..
يقدّم لنا الشّاي، والقهوة، وكلّ ما نحتاجه، حتّى الطّعام والشّراب، إن شعرنا
بالجوع.
كان العرض مغر، فأنا كثيراً ما أسمع بالمزارع والمسابح الخلابة.. قلت:
- ربما جاؤوا أهلك، أو أبيك.
فندفع (فواز) يقول:
- أبي.. اليوم عنده (مناوبة) في فرع الحزب.. وأمّي وأخواتي، لا يأتون من
دون صحبة أبي.
ثمّ سألني بدعابة:
- هل تجيد السّابحة؟.
أجبته ساخراً :
- نعم.. لقد تعلّمت السّابحة في هذا البرميل.
وأشرت له بيدي، إلى برميل الماء، الذي نستخدم ماؤه لجبل الإسمنت، ونقع)
حجارة القرميد النّاري، قبل أن نعمر بها المدافئ، الخاصّة لبيوت الأكابر، مثل
أسرته.. وتابعت قولي:
- في هذا (البرميل) أغطْ رأسي، أو (أغطس)، بكامل جسدي، وفي ثيابي، كلّما
شعرت بالحرّ الشّديد.. لأنّ (جرن) الماء في حمامنا الصّغيرة، لا يسعني.
كنّا بعد أن ننصرف من الشّغل أنا وأبي، وفي الطّريق إلى بيتنا، ونحن في
الحافلة:
- خسارتنا لهذا اليوم، بعد تعبنا، بحدود، المائة وخمسون ليرة.
كنت أتألم، وأتضايق، وأثور، وأعترض على صمت أبي، بل على خنوعه.
فيردّ عليّ أبي، بصوت مخنوق:
- يا ابني.. إن كنت سأقدم شكوى، فعلينا أن نوكّل محام.. والمحامي سيخاف
منهم، وبالتالي سيخسّر نفسه الدّعوة، ربما خوفاً منهم.. أو ربما يذهب ويتعامل
معهم.. فيقبض منّا ومنهم.. والنتيجة دخولنا إلى السّجن، أنا وأنت.
وكنت أصيح، مغتاظاً:
- ولكن إلى متى، سيستمر هذا الأمر؟!.. البناية كبيرة وضخمة، ونحن ما زلّنا
في الطّابق الأوَّل، وهي ثلاثة طوابق، عدا السّطح، والدّرج، والمدخل.
- حتّى يبعث لنا الله الفرج.
باع أبي لأمّي، سنّارة الذّهب، وصرف ثمنها على الخسائر، ثمّ باع مرّة
ثانيّة، القرط، وللمرّة الثالثة، باع الخاتم.
وفي كلّ صلواتها، كانت أمّي تدعو، الله على (أبو فواز)، أن ينتقم منه، وأن
يأخذ منه حقنا.. وأنا كنت أسبُّ وأشتمُ.. وأسقط الحكومة، التي تحمي هؤلاء الخونة.
ذهبنا إلى العمارة.. أنا وأبي، وكنت ليلاً قد كتبت القصيدة، التي ينتظرها
(فواز) منّي، ليقدّمها بدوره إلى حبيبته، التي أعرفها من خلال صورتها، التي لا
تفارق (فواز).
كان الأمر غريباً، اشتغلت دون (طيّان)، كنت أناول نفسي، الإسمنت وحجر
النّار، ولم يكن هذا بالصّعب عليّ، على أيّ حال.
في اليوم التالي، لم يأتي أحد أيضاً، لا (فواز) ولا أبيه.. لكنّ الحارس
(أبو عمشة)، قال لأبي:
- (فواز) مريض.. في المشفى.
صدمت، وحزنت، وتبعت أبي، إلى الشّغل.. وكان يدمدم:
- إنّ الله كبيراً.
بعد أكثر من ساعة، ونحن في العمل، جاء شخص، نزل من سيّارته.. دخل المكتب..
تحدّثْ مع الحارس.. وغادر بعجلة.. فخرج الحارس، لينادي على أبي.. ولمّا نزل إليه
والدي، قال (أبو عمشة) بأسى وحزن.. توقّفوا عن الشّغل.. (فواز) أعطاكم عمره.. مات.
مات (فواز).. (فواز) الذي أحببته، رغم أبيه الظّالم.. بكيت عليه، وحزنت، لم
أكن أعرف أن الموت، يطال الشّباب! كنت أحسب أنّه يلاحق المسنيّن فقط.
لم نحضر جنازته، ذهبنا أنا وأبي، إلى العزاء، كان المنزل فخماً وأنيقاً،
وصالته الممتلئة بالرّجال، واسعة وعظيمة، بما تحتوي من أساس، يخطف الأبصار.. وحين
تقدمنا أنا وأبي من (أبو فواز) المفجوع بموت ولده الوحيد.. ترك أبي وحضنني، وانكبّ
فوقي يقبّلني، ويقول لي باكياً:
- راح صاحبك يا (شادي).. تركنا قبل أن نفرح به.
وبكيت، وتأوّهت، وتعالى نحيب روحي، رغماً عنّي، وأنا أردّد، بصوت مخنوق:
- رحمة الله عليه.. يا عمّي، (أبو فواز).
والتفت (أبو فواز) إلى أبي، أخذ يده، ثمّ حضنه، بقوّة، وهو ينشج بالبكاء،
ويقول:
- سامحني يا (أبو رامي).. أرجوك.. سأعوّض خسارتك.. لقد ظلمتك.. مات (فواز)،
وهو غاضب منّي، بسبب ظلمي لكم.*
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول