اقرأ ايضاً

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (14)

فريق ألفا تيم - مارس 15 2025

ألف مبارك عاطف مصطفى شخصية الأسبوع بتعليم الجيزة

فريق ألفا تيم - مارس 15 2025

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (13)

فريق ألفا تيم - مارس 14 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما

 

منطق ابليس

العقيد بن دحو

61462602_2167022990013775_6037811664043114496_n

كم هي رنانة و جميلة تلك العبارات أللغةيى الإصطلاحية الفيلولوجية  الآسرة الساحرة ، التي تطلعنا بها وسائل الإعلام الخفيفة و الثقيلة و حتى الرقمية منها الديجيتالية مثل : "حدود انتشار السلم العالمي" ، "التسامح الدولي" ، "حقوق الإنسان" ، "حرية التعبير" ، "حوار الأديان" ، "حوار الحضارات" ، " حوار الثقافات" ،  سائر الحقوق الأخرى ، حقوق البشر و الشجر و الحجر ، الإنسان و انسنة الإنسان ، الإنسان و الحياة ، و الإنسان وبيئته.

كلمات تبدو بالغالب ليست كما هي في ذاتها انما كما يجب أن يكون. على أمل أن تكون البشرية على احسن ما يرام تجنح فيها الدةل للسلم أكثر منها للحرب .  الدول تعيش على مبدأ حسن الجوار و الإحترام و الود ، و ما يجمع اكثر مما يفرق !

عبارات و لا أروع سالبة للعقول و الألباب ، الحب فيها كل شيء و الكراهية لا شيء ؛ غير أن الواقع البراغماتي الذي يربط الدول  بعضها البعض يلقي بظلاله ، غير هذا النشيد الافلاطوني الأعم الفاضل.

 منطق البشر غالبا عندما يفكرون ، و لا يوضعون في حالة تفكير أو هو منطق ملائكي بالمرة لا يظلم عنده احدا ، و لا يجوع احدا ، و لا يشرد و يهجر أحدا ، و أن ثروة البلد الواحد  ، و ثروة المعمورة توزع على جميع البشر بعدل و قسطاس. و ان الحريات المتاحة و المساواة الممنوحة تكفي لساكنة هذا الكوكب المعتدل الواقع بين كوكبين متناقضين شديد الحرارة و شديد البرودة ضمن المجموعة الشمسية.

كوكب تشده الجاذبية الأرضية الى اسفل ، و يغلفه الغلاف الجوي الأرضي كيما يقيه من رجم جور الأجرام السماوية الأخرى.

غير ان السائد منطق ابليس هو الذي يحكم الدول ، حينما تفكر الدولة الواحدة وقق منطق قوتها التدميرية ، و فق أسلحتها التقليدية و الإستراتيجية ، الخفيفة و الثقيلة و الردعية المنضبة ، المخصبة ، المواكبة و كذا الإلكترونية.....

منطق ابليس حتى عند أولئك الدول الأكثر حيادا.

و في عز عصر (النهايات) القيم التي تشهدها الدول و العالم عامة ، و في عز فشل الدبلوماسية و السياسة العالمية يبقى منطق ابليس هو المهيمن و هو النطق الصحيح عندما تتكلم غالبية الدول بلسان الوعيد و التهديد . عموما..عندما تعي الدولة الواحدة أنها تنام بعين الذئب الواحدة ، حتى لا تؤكل كما أوكل الثور الأبيض.

كما علمنا التاريخ و رأينا تأثير الأسلحة ، و مختلف القوى العسكرية بالحرب العالمية الثانية ، الأرضية و البحرية و الجوية  و كذا الفضائية و الرقمية كما هو معمول به اليوم على الجغرافيا و السياسة ، كما هي القوة الجوية الامريكية ، و القوة البحرية البريطانية ، و القوة الردعية النووية كما كانت قي عهد الإتحاد السوفياتي السابق قبل قيام البروستوريكا. منطق ابليس كما يقول الخبراء الذي مكن الدول الخمس الكبرى الإنتصار على النازية و بالحرب العالمية الثانية. منطق ابليس هذا عو الذي مكن هذه الدول الكبرى أن  تكون كبيرة سياسيا و تعود اليها الأصوات الراجحة من الحق الأعلى (ڤيتو) ، انما مكنها أن تكون مهابة الجانب عسكريا سياسيا اجتماعيا اقتصادية ، كأنها (القضاء و القضاء) بالمعنى الأرسطي الأغريقي الكلاسيكي للكلمة ، يتحكم في مصائر البشر و الدول الأقل تسليحا و الأقل عزيمة وارادة ، دول فاشلة ، مهزومة ، مهضومة تاريخيا و جغرافيا مولعة بتقليد الغالب !

منطق ابليس هذا هو الذي اليوم يفرض منطقه الخلاق و غير الخلاق ، يفرض تنظيره النقلي و العقلي على الجميع الفوضى ؛ الفوضى المدمرة ، و الفوضى الخلاقة !

منطق ابليس هذا هو الذي قسم العالم الى عالم اول ، عالم ثاني ، و عالم ثالث !

قسم الكرة الارضية و اختزل اقطابها الأربعة الى غرب ثري ثراءا فاحشا و الى جنوب فقير مفقع محبط فاشل.

منطق ابليس اختزل الفكرة في مخبر واحد و في ورشة واحد ، في كوكب واحد  و في عولمة واحدة شعاره : (اما تكون معي أو ضدي) !..هو من أقنع الجميع عندما تكون القوة بجانبك يكون الحق بجانبك ، حق المجال الحيوي و الحق التاريخي على البلدان الأقل تسليحا ؛ بل قنن و سطر و شرع لنفسه مساطر و قوانين يسترد مجالاته الحيوية و حقوقه التاريخية متى شاء و في أي ظرف و على أي مكان و زمان على وجه هذه البسيطة .

جميل أن تشنف مسامعنا بتوشيات هذه الكلمات التي تهتف الينا في كراتين البروبحندا القيم الإنسانية ، لنعيش و نموت في سلام و هدوء بعيدا على تهريج و ضجيج وعجيج هذا العالم ، نموت على أسرتنا المخملية كما يموت البعير. في حين اصحاب (منطق ابليس) لم يعد لهم حتى منطق النوم !

اربع ساعات نوم تعني النجاح و خمس ساعات نوم تعني الفشل !.

هذا هو منطق ابليس عندما صار الإنسان يفكر وفق قوته التدميرية العسكرية ، أما الحديث عن السلام و التسامح و التعايش مسكنات صيدلانية تلجأ اليها الدول الكبرى كنوع من أنواع بيع الوهم الدول الاقل مصيرا لتواصل لإستمرارية التواكل و الإطمئنان على ان العالم يسير نحو التهدئة الشاملة العادلة حرية و مساواة و عدالة و خبزا.

هذا هو منطق ابليس الذي حكم العالم بالأمس و يحكمها اليوم و سيحكمها غدا ، و من لا يقبل هذا فليعش كالنعامة تدفن رأسها بالرمال ، حتى اذا. قيل لها احملي قالت انا طائر ، و أن قيل لها طيري قالت أنا بعير !.

من لا يقبل هذا المنطق فليعش كالديدان تنضح من رطوبة الأرض.

غير ان النفس البشرية الثواقة للعدل و الحرية ترقض الإستسلام لهذا المنطق ، و تظل تجتهد و تناضل و تفدم التصحيات الجسام قربانا على محراب الإنسانية في سبيل انسنة الإنسان ، الإنسان أخا لأخيه الإنسان ، و ليس الإنسان عدوا للإنسان..و لا حرية لأعداء الحرية.


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *