الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (14)
الحلقة الرابعة عشر
عزة عبدالنعيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الحلقة الرابعة عشر
وقوله تعالى : ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ) هذه جملة مستأنفة لبيان المزية
التي رفعتهم إلى منزلة الولاية،
وهي جمعهم بين الإيمان وحُسن الطاعة
فإن الاتقاء يصدق بامتثال الأوامر واجتناب النواهي .
والجملة واقعة موقع جواب يتشوف إليه السامع عندما يسمع أن ( أولياء الله )
في نجاة من كل مكروه .
فكأنه قيل : من هم ( الأولياء )؟
وبماذا أدركوا ذلك الفضل العظيم؟
فقيل : هم ( الذين آمنوا وكانوا يتقون ).
وذَكَرَ ( الإيمان ) بصيغة الماضي لأنه يقع عقب الحجة دفعة ثم يستقر في
النفس، وذكر ( الاتقاء ) بصيغة المضارع لأن فِعْلَ المأمور به وتَرْكَ المنهي عنه
يتجدد ويقع مرة بعد أخرى .
وبعد أن أخبر سبحانه بسلامة أوليائه من المكاره التي توجب الخوف أو الحزن ،
أشار إلى ما ينالونه بعد هذه السلامة من خير وكرامة .
فقال جل شأنه : ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة )
( البشرى ) الخبر السار .
والمعنى : أنهم يبشرون في الدنيا وفي الآخرة بما يسرهم ، ولم يذكر
المبَشَّر به لتعم البشارة كل ما يوعدون به من فضل ونعيم .
أما البشرى في الدنيا فقد رويت أحاديث تنبئ بأنها ( الرؤيا الصالحة ..
يراها المسلم أو تُرِى له ) رواه مسلم .
و( الرؤيا الصالحة ) من قبيل الإلهام الصادق فهي داخلة في البشارة في
الدنيا.
والمفسرون .. غير ما جاء في الحديث
.. ذهبوا في تفسير ( البشرى ) مذاهب، أظهرها أن البشرى في الدنيا: ما جاء في
الكتاب أو السنة من وعد الله المتقين بالفضل ورفعة المنزلة .
مثل قوله سبحانه وتعالى : ( وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا )
(الأحزاب:47)
وقوله تعالى : ( يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم )
(التوبة:21).
و نستكمل الآية فى حلقة الغد ب أمر الله
عزة عبدالنعيم