اقرأ ايضاً

أهواء متصحرة للشاعرة خديجة الحمراني

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025

الأدب و الصحافة

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025

" الكلمة..... " بقلم : إيميلي أيما وولف _النمسا 🇦🇹 ترجمة : حامد حبيب _ مصر 🇪🇬

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو الفر

 

الأدب و الصحافة

العقيد بن دحو

العقيد بن دحو

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%AF%D8%AD%D9%88

حتى القرن الثامن عشر كانت الناس لا تقرأ الصحف و المجلات و الدوريات إلا اذا تضمنت أحد صفخاتها شيء من الأدب و أخبار الفن و الثقافة.

ذاك يعني أن الأدب خاصة و الثقافة عامة أنقذ الصحافة و الإعلام على الصورة التي عليها اليوم ،  من ستاتيكية و رتابة الخبر مقدس و التعليق واجب .  انقذها من جمود المقروئية كعمل رابع ، و اقتصاديا و تقنيا.

اليوم ومع دورة التاريخ -شئنا أم أبينا- الثقافة في أزمة فهل يرد الإعلام الجميل للثقافة و ينقذها مما هي عليه من جمود و محاولة احالتها الى الفلكلور ، ترفيه الرجل القوي (....) ، اصحاب المجالات الحيوية و الحقوق التاربخية ، سواء كانوا داخل الاوطان متربصين او خارج الاوطان حراس امناء على مصالحهم حرصين !.

 و على الرغم ان الثقافة انقاذ و ما يبقى بعد أن يخسر المرء كل شيء ، و ما يجب أن يتعلمه بعد أن يكون قد تعلم كل شيء ؛ إلا أن الحماقة و ثقافة هز الأكتاف و الأرداف و ثقافة (الزردة) و (الهردة) كما يقول المفكر الجزائري الألمعي الأودعي المرحوم مولود قاسم نايث بلقاسم ؛ أعيّت من يداويها !.

يا رجال العلم يا اهل البلد *** من يصلح الملح اذا ما الملح فسد ؟

صحيح الإعلام ومنذ نابليون بونابرت 1792 قوة....توعية..تعبئة...و

سلاح ، اذ يقول : " جربدة واحدة تعادل مئة حرب " الا انه ظل أسير مجاراة التاريخ ، يقوم بدور الحاجب و الدعاية (البروبجندا) العمودية الشمولية الموجهة للحاكم المستبد الديكتاتوري . و مع التقدم الثقافي و الادبي و الفني و الديمقراطي و حجم التضحيات الجسام التي قدمتها رجالات الإعلام  في مجرى التاريخ ؛ قربانا على محراب الحضارة الديمقراطية عدالة و حرية و مساواة

فمركز الفرد في المجموعة هو في أساسه حريته ، اما علاقته مع الأفراد الآخرين هو في أساسها مساواة، جعل

النضال في هذين المبدأين ولو انهما فكرتان سياسيتان تتأثران بنوع و طبيعة و نشاط الحكومات ،  و لأن الكبار هم وحدهم الذين يعملون (كافكا) لا يصنعون الإستراتيجيات و انما المصطلحات أيضا ؛ مكنتا الإعلام منذ منتصف القرن التاسع عشر الى أن يصير " سلطة رابعة" في غرفة الإعلاميين ، تضاهي باقي السلطات المتعاهد عليها : السلطة التشريعية ، القضائية ، و التنفيذية.

و لو أن الأدب و من خلاله الفن و الثقافة صار سلطة  سنة 1755 ، منذ نشر رسالة الكاتب صمويل جونسون الشهيرة ، إلا أنها ظلت سلطة معلقة ، غير مفعلة ، و لم تتبن سياسيا في حين السلطة الإعلامية الرابعة كانت غير بعيدة عن نشاطات دوائر دواليب الحكم الأوروبي انذاك.

الأدب سلطة تسمى (مانا) Mana نسبة الى (الماناليزم) Manaleisme في اشارة الى وجود قوة و طاقة و قدرة في جوهر الشيء.

غير أنها ظلت طاقة مكنونة و قدرة مكبوثة حتى لا يصل الأدباء و الفنانون و المثقفون الى (الحُكم) على اعتبار الحكم عند الاغارقة القدامى بمثابة (الكنز) Le pouvoir c'est un trésor

وعندما يلتمس الملاحظ حجم الصراع على الحكم ، او حجم البقاء فيه ، أو حجم توريثه يكتشف الخديعة ، مدى أهمية الوصول الى هذا (الكنز) !

لا يخفى على ان رجل السياسة كان تاريخيا اكثر دهاءا و ميكيافلية بحكم التجربة و الخبرة و التكرار بلا كلل و لا ملل ، و كذا النفس الطويل و ضبط الاعصاب و التكيف مع الطارئ ، بينما ألزموا منذ البداية الأديب أو المثقف (سلطة) أنه تحت العين الحارسة ، الراعية ، الحريصة ، الشفيعة ، الوريثة التي لا تنام !

و كأنه قاصر لم يتجاوز مرحلة الأحلام ، ليحول احلامه باليقظة و النوم الى كلمات ، الى افكار ، و الى افعال !

بل و في الغالب الأقل ما يجودون عليه ببغاث جوائز كرتونية ترضية يحسبها الجاهل رغدا على اعين الناس و الملاحظين الدوليين ، أو كأن تسند اليه مهام ادارية مموهة او مهام دبلوماسية هيولى ، يقوم من خلالها بلعبة دور البديل (الكومبارس). في حين وزارته الموسومة بإسمه يضعون على رأسها أشخاص من كوكب آخر لا علاقة لهم لا بالأدب و لا بالثقافة و لا بالفن و لا بالجمال ، على حسب تعبير لسان الغرب الجزائري شخص " ما قاري ما شباب" !

على حسب رأيهم ان وزارات الثقافة هي وزارة غير سيادية و بالتالي لا تحتاج الى هذا القلق ، و لا تحتاج الى مفكر أو كفاءة تفكير و تغيير و تقدير !.

عموما هذا منطق رجال الحكومات العربية و دول العالم الثالث المعادية للفكر و الجمال ، المهم شخص - مهما يكن- ياخذ الراي....!

تحت شعار : " اعطيه لي فاهم الله لا يجعلو قرا " و الفاهم يفهم !

من جانب آخر يجب أن نقر أن السياسي متقدم عن المثقف ، المثقف قَبِلَ بالدور الذي خُطط و هُندس اليه بالكواليس ، صارت له "القابلية" للإستلاب و الإحتواء إلا من رحم ربي ، على أن يكتفي بالمشاعر و الأحاسيس و تدريس الجمال ووضع خطوط بافلوفية حمراء تمنعه حسب المنعكس الشرطي لدوائر السلطة و أصحاب (الفوق) على اعتباره منذ 1755 صار سلطة.

الأديب يطلب حقا و ليس صدقة ، شريكا في هرم تأسيس اسس و أساس الدول و الحكومات.

اما الإعلام بشقيه الخفيف و الثقيل صانع الحدث ، ما بعد الحدث، و الأثر الذي يخلفه الحدث ، و كذا الإعلام الإلكتروني صانع المحتوى ، و في عصر اعلام المواطن قذف الناس اليه قذفا تغيرت قواعد اللعبة ، و رفعت شبكات منصات التواصل الإجتماعي عن ستارة الفارس الحقيقي و مدى افلاس الكومبارس الحقيقي. لا سيما اذا ما رد الإعلام الجميل الى الفئات الإنتلجنسيا " المثقفة" ولو بشق كلمة ، عمل على نقل اخبار الأدباء و اخبار الأدب ، أخبار المثقفين و أخبار الثقافة كواجب و مهنية و نزاهة الى الدوائر الشعبية وقتئذ ستظهر مطالب المثقف الحقيقية بأن له نصيب و أسهم بأثر رجعي في مجمل مجاميع المخرجات الثقافية الإقتصادية الإجتماعية السياسية في مناهج و برامج الإستحقاقات القومية المحلية الوطنية الحكومات و الدول.

و ان ما لله لله و ما لقيصر لقيصر !

هكذا تتم الرؤى للكأس نصف المملوء و نصفه الآخر الفارغ. أن لا تضع الفئة العليّة ملعقة بالكأس و تريد أن تقنع الجميع ان الملعقة مكسورة ؛ الحقيقة أن الشعاع الضوئي النابع من الشمس هو الذي انكسر نتيجة تغييره للوسط المادي الفيزيائي من الفراغ الى الماء بالنسبة للناظم.

بالمعنى سيكون مثقف اليوم في ظل الإنبعاث الحضاري العالمي العولمي الحديث ان يكف اليد المغلولة بالصدفات الساذجة غير الشريفة ، انما يدعو الى استرداد حقوقه كاملة غير منقوصة على اعتباره سلطة (مانا) Mana .


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *