اقرأ ايضاً

جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك م

 

يحيى محمد سمونة

إشراقة شمس
= 30 =

.com/img/a/

كان المدير قد أغلظ القول في حق فتى الشبيبة الأحمق، و طلب منه الاعتذار عن فعلته، و توعده أن يعود لمثل هذا السلوك الأرعن تجاه شعيرة من شعائر الدين، و بين له أن فعلته الشنيعة تلك كادت تشعل فتيل فتنة يتطاير شررها في كل مكان، ثم أنهى المدير المقابلة و تم التحفظ على الموضوع

لم يمض وقت طويل حتى تم استدعائي إلى فرع أمن الدولة الكائن في منطقة المحافظة، لم أكن أعرف سببا لهذا الاستدعاء الذي أدخلني خضم دوامة من تساؤلات مريرة مرعبة تفتت الأعصاب و تسحقها

بحثت بخاطري و بالتعاون مع أمي و أبي، بحثنا عمن يمكن أن يرافقني في تلك الرحلة المرعبة إلى فرع أمن الدولة سيء الصيت، عسى ذاك الشخص أن يخفف عني مصيبتي، و قد اهتدينا فعلا إلى ذاك الشخص الذي قال بكل ود أن لا مانع لديه من مرافقتي إلى الفرع و التوصية بي

في الموعد الذي تم إخطاري به بضرورة مراجعة الفرع انطلقنا متوجهين إليه أنا و الشخص الذي طلبت منه أن يرافقني، و كانت نفسي قد هدأت بعض الشيء بعد قضاء ليلة مريرة تقمصتني فيها الأخيلة السوداء و أرقتني

اسمحوا لي أيها السادة و السيدات أن أخرج هاهنا قليلا عن النص كي أوجه أنظار العالم أجمع بما في ذلك دول أوروبا و أمريكا إلى عقدة كنا نعيشها نحن في سورية أيام النظام البائد لا تقل فظاعة و وحشية عن السجون و المعتقلات و التغييب القسري و انتهاكات حقوق الإنسان، ألا وهي عقدة الخوف و الهلع التي كان يعيشها شعب سورية 🙈🙉🙊و هي عقدة قضت لمدة ستة عقود من الزمن على أحلام هذا الشعب و طموحاته و تطلعاته و آماله.

عند باب الفرع تقدم مرافقي و همس في أذن رئيس المفرزة الذي ما لبث أن مد نظره إلي و سألني عن رقم الغرفة التي تم استدعائي إليها، قلت له قالوا لي عند النقيب فلان، قال: - بصيغة الأمر الجارح - انتظر لحظة، انتظرت ريثما حضر شخص من داخل الفرع فقال له رئيس المفرزة  بطريقة تقريرية جافة: خذه [ هكذا .. خذه ] إلى النقيب فلان.

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *