اقرأ ايضاً

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (14)

فريق ألفا تيم - مارس 15 2025

ألف مبارك عاطف مصطفى شخصية الأسبوع بتعليم الجيزة

فريق ألفا تيم - مارس 15 2025

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (13)

فريق ألفا تيم - مارس 14 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو ال
آراءالعقيد بن دحومسرح

يوم وقفت ممثلا على ركح مسرح مدينة (وهران)

 

يوم وقفت ممثلا على ركح مسرح مدينة (وهران)

العقيد بن دحو

العقيد بن دحو

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%AF%D8%AD%D9%88

 ما أشقى فنانا كان أم أديبا أم مثقفا أوحتى مجرد موظفا ساميا او عاديا لم يغني يوما ، لم يعزف موسيقى ما ، بل لم يرقص حتى ، و لم يمثل يوما قط في مجرى حياته اي دور من أدوار لعبة الحياة ، حتى ان كانت تلك اللعبة العميقة الجذور ، لعبة سذاجة بداية الطفولة البريئة ، يوم كان الطفل أبا الرجل ، و من حيث الرجل ابا الإنسان . لعبة عروس و عروسة او لعبة الشرطي و اللصوص.

نقول لقد تعلمت و علمت شيئا و غابت عنك أشياء.

كل تلك الأشياء المخملية التي كنا (نلعبها) بوعي منا أو بغير وعي و نحن صغار ، و نحن يافعين ، و نحن صغار مراهقين ، و نحن شبابا قد أستفدنا  ايما استفادة حين احترفنا الفن و الادب و الثقافة ، او حينما  استلمنا وظائفنا أو حين تقلدنا مهام اخرى..... ذاك أن الفن و العمل يقوم على ما يسمى تراسل الحواس كما تتداعى الافكار من فن الى فن آخر ، و من جنس ادبي الى جنس أدبي آخر ، و من وظيفة الى وظيفة أخرى.

يضيق كل ادب و كل فن بذات نفسه ، ان لم تلحقه نفائس اداب و فنون  اجناس اخرى  ؛ تهز الخلق من ديباجته /(هوراس).

في ثمانينيات القرن الماضي كنت طالبا شابا بمعهد تكوين الأساتذة للعلوم الفيزيائية بمدينة وهران الباهية. هذه المدينة الساحلية ، المتوسطية ، تلقي غبيك غلى حين غرة بظلالها و ظليلها الساحر الآسر و تحولك مجبرا لا مخير الى أحد العناصر المكونة لها الرشيقة الخفيفة المرحة ، تهب ا

عليك  نسائم عيق الأندلس.

كنا ندرس داخل هذا المعهد مختلف العلوم التجريبية و التجريدية ، بالمقابل كنا ندرس الموسيقى و فن المسرح.

ولكم ان تتخيلوا كم كنا محظوظين حين كان يدرسنا الأدب التمثيلي ، الفن الدرامي أستاذ و ممثل من جمهورية مصر العربية.

كان أستاذ مقربا الينا ، كان يشبهنا كثيرا في حبه ووده ، لم نشعر البتة بذاك الطابو الحاجز الحائل بين الطالب و أستاذه.

الأستاذ : نادر حسام الدين اراد أن يؤسس فرقة مسرحية تليق بإسم المعهد ، و تشرفه و ترفع اسمه عاليا في المحافل المحلية و الوطنية.

لست أدري حينها كيف وقع اختياره على اسمي في دور (هيمون) بطولي ، من روائع ينابيع الفكر الكلاسيكي (أونتجون) للشاعر الدرامي التراجيدي الاغريقي (صوفوكل) ؛ و باللغة العربية القُحة.

لست ادري كيف رأى إلي هذا الدور البطولي و أنا لا أملك من زاد و عتاد (وهراني) إلا سُمرتي التي تعلو محياي كل ما تحركت ببنت خطوة ، و كل ما نبشت ببنت شفة !

ربما رأى مني أن اقوم بهذا الدور اليوناني طبعا و تطبعا أكثر من مجرد محاكاة.

فجأة صرنا أغارقة أكثر منا عرب شمال أفارقة ، اندمجنا في أدوارنا ، و صرنا جمعا وفرادى نتدرب على أدوارنا صبحا و مساءا.

حان وقت العرض النهائي ، و حان أن نعرض أمام الجمهور العام مخرجات قدراتنا الإبداعية الخلاقة ، و ما جادت به مدخلات و متفاعلات تدريباتنا عليه من مختلف التعابير المسرحية طيلة أشهر متواصلة ليلا نهارا.

جاء يوم العرض الختامي بالمسرح الجهوي لمدينة وهران ، دخلنا فريقا متكاملا متجانسا أنجما تحفنا الجماهير من  جوانب عدة . شبابا يريد أن يقول شيئا جديدا مختلفا ، ليس لساكنة المدينة و انما العالم بأسره.

حان الوقت أن نضبط ساعاتنا و ساعاتتا البيولوجية السيكولوجية ، انفاسنا ، أن نركز أكثر على أدوارنا المسندة الينا ؛ انفصلنا كليا على العالم ، تجردنا من كل ماهو مادي عائق ، يينما بدا أستاذنا المخرج كمدرب فريق كرة القدم مقبل فريقه على لعب بطولة كأس مصيرية ضد فريق آخر مجهول... !

ببهو قاعة المسرح جمهورا مختلف الاعمار ؛ من الجنسين ، و من مختلف الشرائح الإجتماعية ، مسؤولين محليبن ، اطارات ، موظفين و طلبة أيضا.

فترة هدوء..  ينتابنا بعض القلق الحميد الإيجابي ، كل واحد منا نسي اسمه و تقمص اسم دوره.

ما هي الا دقائق معدودات سمعنا النقرات الثلاث للمسرح التقليدي ، رفعت الستارة ، دخلت أونتجون يقودانها حارسين وسط تصفيقات الجمهور هزت الكواليس ، قدمت أونتجون دورها كما يجب ، و توالينا تباعا مل حسب زمانه و موضعه المحددين له سلفا.  كان الركح كان يعرفنا مما قبل الميلاد.

أنتهت المسرحية في وقتها بالحكم النهائي على اونتجون في وسط التصفيقات الحارة ، ووسط دموع الجميع جمهورا و ممثلين ، حزنا على تضحية أونتجون الأبية و فرحا على نجاح العمل الدرامي.

كانت وقفتي هذه مهيبة و رهيبة يوم وقفت على ركح مسرح مدينة وهران و أنا الشاب الأسمر القادم اليها من أقصى الصحراء. كان يلزمني الكثير حتى يتسنى لي التأقلم مع الجو هناك.

لكن حبنا للفن اختزل كافة المسافات و ضرب بكل الوحداث ، وجعلنا وجها لوجه امام مدينة لا تعترف بالمسلمات و لا بالجمود.

صحيح بعد الإنبهار المذهل المدهش الهائل ، و بعد أن اعدتا الى واقعنا الملموس ، مثلنا عدة مسرحيات اخرى كالإسباتي المغامر للكاتب (ميشيل سيرفانتيس)  ، أو كمرحية في (سييل التاج) لمصطفى لطفي المنفلوطي.....

غير أن تمثل دور في مسرحية أونتجون عمل رائع ، و أن تقف ممثلا على ركح مسرح ما عمل و لا اروع !.


***********************


***********************

هذا أحدث مقال.
منطق ابليس

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *