اقرأ ايضاً

U NGJIT LIGËSIA

فريق ألفا تيم - مارس 14 2025

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (12)

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025

أزمة الأغنية العصرية

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو الفرق بين واي

 

سمية بنت الخياط .. أول شهيدة في الإسلام

سمية بنت الخياط .. أول شهيدة في الإسلام

00000000000000000000000000000000000000000000
إعداد هاني الشافعي
سمية بنت الخياط .. أول شهيدة في الإسلام

مَنْ سمية؟

اسمها × سمية بنت الخياط وقيل الخباط -وكنيتها أم عمار- وكانت أمة لحذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم، وقد زوجها لياسر الذي كان حليفًا له كما سنذكر.

عاشق مكة

قبل بزوغ نور الإسلام بنصف قرن. وكانت مكة، فضلاً عن مكانتها الدينية عند العرب مركزاً تجارياً مهماً، وكانت قوافل التجارة تأتيها من اليمن والشام حاملة كل أنواع السلع، وكانت إحدى هذه القوافل الوافدة من اليمن، تضم ثلاثة إخوة هم ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي القحطاني وأخواه الحارث ومالك، ولم يكن التحاقهم بالقافلة من أجل التجارة أو جني الأرباح، بل كان هدفهم وشاغلهم هو البحث عن أخ لهم رابع كان قد خرج في تجارة ولم يعد.. وما إن استقرت القافلة في مكة حتى انطلق الأشقاء الثلاثة يبحثون وينقبون ويسألون عن أخيهم الغائب. ومرت الأيام سراعاً وحان موعد عودة القافلة وتأهب الأخوان الحارث ومالك للعودة. غير أن أخاهم ياسر استهوته مكة وشعر بما يشده إليها، فقرر البقاء وودع أخويه اللذين عادا إلى قومهما وقد فقدا أخاً ثانياً.

بقي ياسر في مكة وحيداً غريباً ضعيفاً لا مال له ولا سند. وحسب العرف السائد كان يتعين عليه أن يدخل في جوار إحدى القبائل أو العائلات الكبرى في مكة بحيث يصير عبداً لها يخدمها، وتكفل له العيش والحماية، فاختار ياسر أن يحالف أبا حذيفة بن المغيرة في بني مخزوم. وكان ياسر مجداً في عمله طيباً في خلقه مستقيماً في سلوكه ما حدا بأبي حذيفة إلى أن يعطف عليه ويبره ويزوجه أمة عنده هي سمية بنت خياط، التي أنجبت له ولدين هما عمار وعبيد الله.

وبعد أن أنجبت عمار قرر أبو حذيفة عتق عمار؛ لتكتمل سعادة الأسرة، ومضت الحياة بهم جميعاً في هدوء ودعة. وتقدم ياسر وسمية في السن وبلغ عمار مبلغ الرجال، ثم ما لبث أن مات أبو حذيفة.

نور الإسلام يشرق بقلب ابنها

وهنا أراد الله أن يشرق نور الإسلام، وتبلغ رسالته عمار والرسالة لا تزال في مهدها فأشرق لها قلبه وهامت بها روحه، فذهب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، حيث التقى بغريب آخر اجتذبته الدعوة الوليدة. وهو صهيب الرومي ودخل الاثنان الدار وخرجا منها، وقد انضما إلى ركب السابقين إلى الإسلام.

إسلام الأسرة

ومن شدة فرحه واعتزازه بإسلامه عرض عمار على أبويه الطاعنين في السن وأخيه عبد الله دعوة الإسلام وبلّغهما رسالة الإسلام وكيف أنه دين عدل ومساواة وقرأ عليها قوله Uمن سورة الحجرات "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" فتهللوا فرحاً وبادروا بنطق الشهادتين وقالت لعمار خذني إلى رسول الله r.. وكانت سمية سابعة السبعة السابقين للإسلام بعد خديجة بنت خويلد زوج النبي rوأبي بكر الصديق وبلال بن رباح وخباب بن الأرقم وصهيب الرومي وابنها عمار.

ولم يتكتم آل ياسر أمر إسلامهم بل أعلنوه بكل شجاعة واعتزاز وفخر. وكان لذلك وقع الصاعقة على بني مخزوم. فحاولوا أن يفتنوهم عن دينهم ويعيدوهم إلى الكفر، غير أن آل ياسر أبوا واستعصوا عليهم، فأذاقوهم من العذاب ألواناً، وكانت بنو مخزوم يخرجون الأسرة إذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة (الرمل الحار من شدة حرارة الشمس)،  فكانوا يلبسونهم الحديد ويضعون في أيديهم القيود والأغلال الحديدية ويطرحونهم على رمال الصحراء ويضعون على صدورهم الصخور ويحرمونهم قطرة الماء.

وتحولت سمية لشخص آخر رغم أنها كانت عبدة عجوزا ضعيفة متقدمة في العمر ولكن الإيمان تجذر في قلبها جدا لدرجة لم يعد يهزه شيء. ولم تعد تخاف جبروت سيدها ولا غيره بل تحملت كل صنوف العذاب الذي حل بها وبعائلتها حيث بدأ سيدهم وغيره بتعذيبهم ليل نهار وهم مكبلين بالسلاسل والأغلال، وكان أحد رجال بني مخزوم يهوي على جسدها الضعيف بالسوط فيمزق لحمها وينثر دمها الطاهر في كل مكان ولكنها كانت تبدي طمأنينة عجيبة رغم الألم ولم تكن تتوسل أو تتراجع عن إيمانها ولو كذبا للتخلص من هذا العذاب. وكان كل من يشترك في تعذيبها يستشيط غضبا من ردة فعلها وثباتها وكان رسول الله  rيمر عليها وعلى عائلتها وهم يعذبون تحت حر الشمس فيقول لهم " صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ " ويقول أيضا "اللهمَّ اغفِرْ لآلِ ياسرٍ، وقد فعَلْتَ" فكانت تنزل كلماته هذه كالبلسم على جراحهم ويزدادون ثباتا على ثباتهم وإيمانًا على إيمانهم.

عذاب ابنها أمامها

وكان نصيب عمار ابنها من العذاب هو النصيب الأوفى، فكانوا يغرقونه في الماء حتى يكاد يختنق ثم يرفعونه، كما كانوا يعرضونه للحرق. وقد وصف بعض أصحاب عمار بعض ما وقع به من العذاب بكلمات بليغة مؤثرة، يقول عمرو بن الحكم: (كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول) ويقول عمرو بن ميمون: (أحرق المشركون عمار بن ياسر، فكان رسول r يمر به ليمر بيده على رأسه ويقول: "يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى عَمَّارٍ، كَمَا كنتِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ"..

بكاء سمية

 ولكن ذات يوم بكت سمية تحت التعذيب على غير عادتها، لقد كانت في الحقيقة تبكي ألمـًا على ما حل بابنها ياسر من تعذيب؛ فقد حرقوه وجلدوه وجروه على الرمال الحارقة، والذي أبكاها أكثر أنه من شدة التعذيب قد امتثل لهم وسب رسول الله r وذكر آلهتهم بخير، وفرح جلادها بذلك وظن أنها انهارت الآن فطلب منها أن تسب محمدًا r فأبت.

عزيمة لا تلين

وتولى عمرو بن هشام (أبو جهل) الإشراف على تعذيب آل ياسر، كما عذب كثيراً من المسلمين. وحاول صرف سمية عن دينها وأغاظه صمودها واستفزته عزيمتها التي لا تلين أمام تعذيبه.

استشهادها

وذات يوم مر أبو جهل على سمية –كالعادة -ورأى ثباتها على الحق، قالت له سمية وهي تحت التعذيب: أتحاجونني في الله وقد هداني؟. فقال لها: أريني إلهك هذا. قالت: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، فلم يملك أبا جهل أن يتحكم في أعصابه فأخذ حربة وطعنها في فخذها فبلغت الحربة فرجها فاستشهدت على الفور وهكذا كانت أول شهيدة في الإسلام.

وهكذا كان دم سمية بنت خياط، وهو الدم الزكي الطاهر أول دم يراق في سبيل الله، في مكة قبل الهجرة بسبع سنين وكانت سمية في طليعة شهداء الإسلام، وكانت من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

واستشهد زوجها ياسر من شدة التعذيب، وبقي عمار يتلقى صنوفاً من العذاب حتى لم يدر ما يقول فقال ما يكره ونال من رسول الله r وذكر آلهتهم بخير. ففكوا وثاقه فلما أفاق وأدرك ما حدث أصابه الهم والكرب، وهنا ركض بسرعة إلى رسول الله r فَلَمَّا أَتَى النَّبِيُّ -r- قَالَ: "مَا وَرَاءكَ"؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَاللهِ مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُم بِخَيْرٍ قَالَ: "فَكَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ"؟ قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالإِيْمَانِ قَالَ: "فَإِنْ عَادُوا فَعُدْ". لذلك قيل أن الآية التي تقول "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"(سورة النحل :106) قد نزلت بهذه المناسبة.

دعاء الرسول r لآل ياسر

وعن واقعة استشهادها قال عمار لرسول الله r "لقد بلغ منها العذاب كل مبلغ" فقال له رسول الله r:"صَبْرًا أَبَا اليَقْظَانِ، اللَّهُمَّ لَا تُعَذِّبْ أَحَدًا مِنْ آلِ يَاسِرٍ بِالنَّارِ".

انتقام الله

وفي العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة كانت غزوة بدر الكبرى التي شارك فيها عمار. وفي هذه الغزوة قتل عمرو بن هشام (أبو جهل). فنادى النبي عمار ليريه انتقام الله عز وجل من قاتل أمه قائلا r "لقد قتل الله قاتل أمك". 


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *