الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (12)
عزة عبدالنعيم
الحلقة الثانية عشر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الحلقة الثانية عشر
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ
يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَىٰ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ
لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)
سورة يونس
إفتتحت الآية الأولى بحرف (ألا) لتنبيه السامع وإحضار ذهنه والإستعداد
لتلقي الكلام بعدها فيقع في نفسه أمكن وَقْع . و(الأولياء) جمع ولِيٍّ و(الوليُّ)
وَصْفٌ مأخوذ من الوَلْي ... وهو القرب وإطلاقه على المؤمن الصادق لأنه قريب من
الله ، وهو القرب الذي ينال بطهارة القلب وخلوص النية واستقامة الأعمال .
وقوله عز وجل : ( لا خوف عليهم ) ( الخوف) غمٌّ يلحق النفس لتوقع مكروه .
والمراد من نفي الخوف هو نفي ما يوجب الخوف .
أي : إن ( أولياء الله ) يكونون في نجاة وسلامة من المكاره ومن خاف على
وليٍّ من الوقوع في مكروه فخوفه آتٍ من غير طريق وواقعٌ في غير موضع .
وإذا حصل لبعض المتقين خوف من عقاب الله ... فإنما هو الخوف من أن يقعوا
فيما يسلبهم الولاية .. وما عدا هذا .. فهو خشوع القلب أمام جلال الله وعظمته .
وقد يبدو للناظر أن الآية نفت الخوف على أولياء الله ، ومن أولياء الله من
تلحقه المكاره في الدنيا فقد يصاب في بدنه أو ماله وقد يناله بعض المجرمين
بأذى كالسبِّ أو السجن أو الضرب أو القتل
.
والجواب هنا أن الآية نفت الخوف على ( أولياء الله ) من مكاره يوم القيامة
.
تلك المكاره التي تنتفض قلوب الموقنين عند توقعها فزعاً .
وأما مكاره الدنيا فإنهم يسألون الله تعالى أن يكفيهم شرها ، وإذا مسهم شيء
منها تلقوه بصبر جميل ومتى نظروا إلى ما يترتب على صبرهم عليها من رضا الخالق خفَّ
أمرها وحمدوا عاقبتها .
و نستكمل الايه فى حلقة الغد ب أمر الله
عزة عبدالنعيم
اكتب تعليقاً