الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (13)
عزة عبدالنعيم
الحلقة الثالثة عشر
فـهنا ( أولياء الله ) لا تلحقهم مكاره الآخرة بإطلاق وقد تلحقهم في الدنيا
مكاره يعقبها ما هو خير منها ، ومن يناله مكروه ثم يعقب ذلك المكروه خير أكبر منه
، صح أن ينظر إلى ذلك المكروه الذي يصيبه بعين الإستصغار .
ويقال : إن أولياء الله هم تحت رعاية الله في كل حال فلا يدركهم في الدنيا
ما يوجب الخوف عليهم .
وقوله سبحانه وتعالى : ( ولا هم يحزنون )
ف (الحزن) غمٌّ يلحق النفس من فوات نافع أو ضار .
والمراد من نفي ( الحزن ) نفي ما يوجب الحزن .. أي : إن ( أولياء الله ) لا
يمسهم ضرر ولا يفوتهم خير فلا يدركهم حزن في الحياة الآخرة البتة .
وأما في الدنيا فقد يلحقهم ما يثير شيئاً من الحزن .. كحزن يثيره الإحساس
بشدة وجع أو تثيره عاطفة رحمة أو محبة .. كأن يرى ولده يعالج سكرات الموت أو يرى
أخاً أو قريباً قد أزمع على سفر طويل .
وحزنه في كل حال يصاحبه الرضا بقضاء الله ، والحزن المصاحب للرضا بالقضاء
في الدنيا يُكسب صاحبه خيراً ويعود عليه بأجر فلا يراد نفيه عن ( أولياء الله ).
و( أولياء الله ) لا يغتمون لفوات نافع أو حصول ضرر في الآخرة بإطلاق وإذا
ضاقت صدورهم في الدنيا للوقوع في أذى أو عدم الظفر ببغية فإنما هو حزن تثيره طبيعة
الحياة ك المحبة والشفقة ولا يلبث أن يزول .
و نستكمل الآية فى حلقة الغد ب أمر الله
عزة عبدالنعيم
اكتب تعليقاً