أحمد الخواجة
كَلِيلَة ودِمْنَة
كتاب يتضمّن مجموعة من القصص،
ترجمَهُ عبد الله بن المقفع من الفهلوية إلى
اللغة العربية في العصر العباسي وتحديدًا في القرن الثاني الهجري الموافق
للقرن
الثامن الميلادي وصاغه بأسلوبه
الأدبي مُتصرفًا به عن الكتاب الأصلي.
أجمع العديد من الباحثين على أن الكتاب يعود لأصول هندية: كُتِبَ الفصول
الخمسة
باللغة السنسكريتية في القرن
الرابع الميلادي، ومن ثم تُرجم إلى اللغة الفهلوية في
أوائل القرن السادس الميلادي بأمر من كسرى الأول.
تذكر مقدمة الكتاب أن الحكيم الهندي «بَيْدَبا» قد ألّفه لملك الهند
«دَبْشليم»،واستخدم
المؤلف الحيوانات والطيور كشخصيات رئيسية فيه، وهي ترمز في الأساس إلى
شخصيات بشرية وتتضمن القصص عدة
مواضيع من أبرزها العلاقة بين الحاكم
والمحكوم، بالإضافة إلى عدد من
الحِكم والمواعظ. حينما علم كسرى فارس
«أنوشيروان»بأمر الكتاب وما يحتويه
من المواعظ، أمرالطبيب «بَرْزَوَيه» بالذهاب
إلى بلاد الهند ونسخ ما جاء في ذلك
الكتاب ونقله إلى الفهلوية الفارسية.
يتألف الكتاب من خمسة عشر باباً رئيسياً تضم العديد من القصص التي أبطالها
من الحيوانات، ومن أبرز شخصيات
الحيوانات التي يتضمّنها الكتاب، الأسد الذي
يلعب دور الملك، وخادمه الثور الذي
يُدعى «شَتْرَبه» (أو شَنْزَبَه في بعض النسخ)
، بالإضافة إلى اثنين من بنات آوى وهما «كليلة» و«دمنة». كما يتضمن أربعة
أبواب أخرى جاءت في أولى صفحات
الكتاب، وهي: باب مقدمة الكتاب، وباب
بعثة برزويه إلى بلاد الهند، وباب
عرض الكتاب (ترجمة عبد الله بن المقفع)،
وباب بروزيه (ترجمة بُزُرجِمِهر بن البُخْتَكان). وقد لعبت النسخة العربية
من
الكتاب دوراً رئيسياً مهماً في
انتشاره ونقله إلى لغات العالم إما عن طريق
النص العربي مباشرة أو عن طريق
لغات وسيطة أخذت عن النص العربي
. يصنف النقاد العرب القدامى كتاب كليلة ودمنة في الطبقة الأولى من کتب
العرب ويجعلونه أحد الكتب الأربعة الممتازة إلى جانب الكامل للمُبَرّد
والبيان
والتبيين للجاحظ والعمدة لابن رشيق.
--------------------
إعداد ..داحمد الخواجه