اقرأ ايضاً

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (14)

فريق ألفا تيم - مارس 15 2025

ألف مبارك عاطف مصطفى شخصية الأسبوع بتعليم الجيزة

فريق ألفا تيم - مارس 15 2025

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (13)

فريق ألفا تيم - مارس 14 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو الفرق بين واي فاي Wi

 

الأدب ورمضان

العقيد بن دحو

.com/img/a/


يقول عميد الأدب العربي د.طه حسين عن الصيف و أدب الصيف ما يلي : الصيف فصل الكلل و الملل ، الناس تميل فيه الى الرفاه و الترفيه عن النفس ، و البحث عما يريح الالباب و ينعش الخواطر ، بل الصيف و أدابه إن كان للصيف من أداب و فنون و فكر!

كم تشبه هذه الكلمة منا نعيشه اليوم من كلل و ملل رمضائي عوضا عن جد و كد و نشاط رمضاني !

تشابه مع الفارق ، و من النقيض الى النقيض اقوالنا تعاكس أفعالنا فمتى نستيقظ (...)!؟

خشيتنا و نحن في هذا الشهر الفضيل رمضان ، رمضان العبادات و الورع و التقرب من رب العباد و البلاد. و انت تمر على المرفق العام الثقافي و الفني الأدبي ، تشعر بأن كل مرفق صار منبرا دينيا ؛ أو شبيها بالدين  فالخطاب الطارئ اللغوي و الأسلوبي المنتفخ المنفوش أنتقل فجأة الى هذه المنابر الخاصة التي كانت مقتصرة على فئة بطبيعة سوسيولوجيتها الأدبية ، الدائرة المثقفة الإنتلجنسيا الضيقة الى هكذا خطاب و لغة و أسلوب !

يُشعرك بأن كل الوزارات صارت وزارة واحدة ، ووزارة الثقافةوالفنون أصبحت وزارة الشؤون الدينية..منابر خاوية على عروشها أرادوا لها أن تكون (رمضاء) بكل ما تعني الكلمة من معنى لغوي و اصطلاحي و فيلولوجي ، و من معنى ، إلاً شدة الجوع و العطش.

رمضاء فعلا ، و أنت تمر على هذه الديار الذي صيًرها رمضاء و لا أقول رمضان الى جوع و عطش ثقافي ادبي فني ، اللهم من لغة الخشب و لغة الدراويش ، تعيد تكرار المكرر و تجريب المجرب ؛ آذ صار الصوت أهم من الفكرة و من الكلمة و من الإبداع ذاته !. التقليد (الببغاوي) الأعمى لمشايخ دُعاة الخليج ، و التقليد الأصم الأبكم لبعض الوجوه الإعلامية السياسية المحلية و العربية . انجوم شاشات الصغيرة.

التقليد لا يصنع نجما و لا مبدعا ، انما الحرية و الإستقلالية الفردانية هي التي تصنع الشخصية الفنية.

ربما يكون هذا جائزا ابان فترة ما بعد الطفولة و المراهقة الاولى ، أما عندما يبلغ المرء أشده عليه أن يتخلى عن هذه العادات السيئة !

ان الذي لا يكتب و لا يرسم و لا يمثل و لا يبدع في هذا الشهر عموما في اي وقت و في أي شهر و في أي سنة هو مبدع فاشل.

الفن و الفكر و الثقافة هي ايضا عبادة ؛ هي صلاة ، هي دعاء.

فعندما يتقرب المرء من اية لوحة فنية فهو مارس بطريقة او بأخرى عبادة ما ، عبادة فنية فكرية تكمل له بها عبادته الإجتماعية ، تلك العبادة الدنيوية التي تُكمل عبادته السماوية.

جميع الفنون في الإسلام تقود الى المسجد و المسجد يقود الى الصلاة كما يقول المفكر المستشرق (روجي غارودي) ، الذي أسلم على أرض الجزائر و صار يُدعى بعد اسلامه (رجاء غارودي) ، ذاك المفكر المُتهم بمعاداته (السامية) ! خين شكك في محرقة اليهود النازية (الهلوكوست) !.

لماذا هذا النفاق الأدبي و الثفافي و الفني و الفكري !؟

ما هذا الرياء و الخيلاء ، و نزايد على الدين !؟

الدين لله و الوطن للجميع . نُفرغ حيزا أكثر مما هو فارغا و نملئ ديار الناس.

لسنا كُسالى و لا مُملين في فصل الصيف فحسب ، انما في جميع الفصول الأربعة ، و لسنا فاشلين كل الفشل في هذا الشهر الفضيل رمضان ، انما في بقية الأشهر الأثنى عشر !

صار يسقط علينا مثل نعامة براهام نكولن : إن قيل لها أحملي قالت أنا طائر ، و إن قيل لها طيري قالت أنا بعير !.

فمتى نبدع اذن اذا ما فاتنا شهر رمضان ، الفرصة الذهبية الدنيوية الدينية !؟

يؤسفنا أن تمر على أطلال هذه الديار و ان تجد شابا في مقتبل العمر ، يدعي التنوير لا يزال يتحدث بهذه الدردشة المدروشة و المُتن الصفراء ، و يريد أن يواكب العصر بالرُكب وهو يجلس على كرسي يدور على محور !.

أدب رمضان ما بعده أدب ، خلاًق ، يملك كل اللحظات البديعة الساحرة و الآسرة.

و الذي لم يتكلم فنيا و أدبيا و فكريا في رمضان لن و لم يتكلم في أي وقت !.

ادب الصيف هو نفسه أدب رمضان ، هو نفسه أدب رمضاء حين تجنح المنابر الأدبية الفنية الفكرية الثقافية الى الكلل و الملل و الفشل بحجة الصوم فمتى نكتب يا قوم !؟


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *