الأزهر يرد علي زعم تشابه صيام المسلمين واليهود
الأزهر يرد علي زعم تشابه صيام المسلمين واليهود
قالت لدكتورة ياسمين شقوير، الباحثة بوحدة اللغة العبرية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن تشابه بعض التشريعات الإسلامية مع تشريعات الديانات الأخري، هو تشابه اسمي فقط، فالصلاة والصوم والزواج يختلف كثيرا .
الفرق بين صوم المسلمين واليهود
وأوضحت الباحثة بوحدة اللغة العبرية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال
حلقة برنامج "فكر "، المذاع على فضائية الناس، اليوم الجمعة:
"الصيام المفروض فى الاسلام مختلف عما جاء فى الديانات الاخري، والزعم بان
الصيام فى اليهودية نفس الصيام فى الاسلام، فهو غير صحيح بالمرة فالاسلام الصيام
شهر كامل بمواعيد محددة من الفجر حتى المغرب وفيه يتم الامتناع عن الطعام
والشهوات، أما فى اليهودية فالصيام ٦ ايام فقط".
وتابعت: "اليهود يصومون ٢٤ كاملا واصبح ذات سياسى قومي، وهو اليوم
الذى يكفر فيه ذنوبهم، ويعمل على تحريم العمل فيه، والطعام والجماع".
الأزهر: الصيام أيام معدودات لكنه عطاء من الله لسعادة أهل الأرض
قال الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية،
إن الله -عز وجل- لما وصف عبادة الصيام في القرآن في سياق آيات الصيام قال
عنه: {أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰتࣲ}، وهي كلمات
تنزل على عقل المتأمل فيرى فيها أبوابًا من النظر، ذلك أن الله عندما أمر خلقه
بالصيام كان من باب وده واللطف بخلقه أنه قدم بين يدي التكليف بالمرحمة، فقال لهم
متلطفًا وهو اللطيف: {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟}.
وأضاف فضيلته خلال درس التراويح بالجامع الأزهر اليوم الجمعة أن الله جعل
عباده المؤمنين يأنسون إلى هذه العبادة فيمن كان قبلهم فقال: {كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ
كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ}، ثم بين الغاية
من هذه العبادة وأنها قد تحثهم وتدفعهم إلى إتيانها فقال: {لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ}،
ثم ذلك ترغيبا بعد ترغيب فقال: {أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰتࣲ}، وكأنما يهون
عليهم مشقة التكليف، ولا عجب فهو رب رحيم، وكأنما يقول لهم تهيؤوا واستعدوا لاستقبال
هذا العمل، ولا عجب فهو رب ودود سبحانه وتعالى.
الأزهر: رمضان صورة مصغرة من العمر الأكبر ينبغي استغلاله واغتنام فضله
وتابع فضيلته أنها أيام معدودات كلف الله بها عباده الطيبين ليستقبلوا عطاء
السماء فيسعد أهل الأرض وتسعد الأرض جميعا، لكن في قول الله {أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰتࣲ} ربما نجد فيها
ملمحًا، وهو إشارة إلى أن العباد ينبغي أن يستثمروا مواطن وأزمنة العطاء، ذلك أن الله
حين يشرع شرعا ويكلف بتكليف وحين يأذن لعباده بعمل فإنما يحثهم إلى استثمار هذا
الشرع، وإلى استغلال هذا التكليف حتى يعودوا بخير غنيمة، فهو أيام معدودات سرعان
ما تمر، فعلى المكلفين الصائمين الاستثمار في هذا الوقت للعودة بخير غنيمة من هذا
الصيام.
وأكد فضيلته أن هذا الشهر الكريم صورة مصغرة من العمر الأكبر وإشارة طيبة
إلى أن المسلم مطالب بأن يستثمر زمانه ووقته وأن يبحث عن مواطن البركة في عمره،
ذلك أن العمر وتقلب الليل والنهار مما أقسم به العزيز الغفار في كتابه، وجعل
بعضهما يخلف صاحبه تذكرة وعظة لمن أراد أن يتعظ ويتذكر، فهذا العمر هو الغنيمة
الحقيقية ورأس المال الحقيقي للإنسان، فمهما بلغ الإنسان من عطاء الله وبركاته إن
لم تقترن بحياة فلا قيمة لها، لذلك يحاسب رب العالمين الإنسان على وقته هذا ليس
على عمره جملة، وإنما على ساعات حياته، كما قال رسولنا ﷺ: (لا تزولُ
قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ
فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ).