حامد حبيب
الأنباط و ..مُصطلَح"ساراسين" فى اللُّغات الأوربيّة)
••" الأنباط "••
الأنباط و
..مُصطلَح"ساراسين" فى اللُّغات الأوربيّة)
----------------------------------------------------
[ من كتابى : " الأنباط
" ] _ أبريل2017م
------------------------------------------------
* وراء هذا
المصطلح مغزىً سيتّضح جليّاً فى
نهاية المقال.
* يشير مصطلح "ساراسين
Sarazenen "
فى الألمانية، و"Saracen" فى الإنجليزية ،إلى القبائل التى استوطنت
شمال غرب الجزيرة
العربية، وحديثاً إلى كل
شخص عربى مسلم .
وهذا المصطلح جاء
متطوّراً عن الكلمة اليونانية
"Saradinoi"
التي أطلقها العالم الشهير بطليموس _المتوفّى عام 150 بعد الميلاد_على
قبائل "الأنباط" تحديداً ، ثم استخدم
الرومان المُصطلح للإشارة
إلى سكان الصحراء فى
إقليم " البتراء" الخاضع
للدولة الرومانية آنذاك.
* وظهرت كلمة "Saracene" فى
اللاتينية..... وجميعُها
ترمزُ إلى القبائل
الرُّحّل فى شبه جزيرة سيناء منذ عام 200إلى400 بعد الميلاد، فى إشارة
إلى توسُّع دلالى لهذا
المصطلح من قبائل الأنباط ،
تعييناً إلى قبائل أخرى تعيش فى الصحراء، ويجمع
بينها الارتحال وتشابُه حال المعيشة
فى البيداء
بدلاً من المدن والقرى .
★ايتيمولوچيا المُصطلَح "اشتقاقه" :
يذكر الباحث الألمانى (ساوتير)
فى كتابه:"صورة
الإسلام فى القرون الوسطى". حول
معنى مصطلح
"ساراسين Sarazenen" :" أنّ أصلَ المصطلح كلمة
من اللغة العربية
يُشار بها إلى
الشرق، أى "شرقى
Schariyn
* ويرى بعضُ علماء
اللغة اليونانية بأنَّ
كلمةَ "Sarakenoi" فى اليونانية تعنى " ساكنى
الخيام "
فى إشارة واضحة جداً إلى العرب.
* ويذهب المستشرق الألمانى
(غونترلونغ) فى
كتابِه :" نموذج جديد لنشأة الإسلام وتبعاته للوصول
إلى نموذج جديد لقصّة بنى إسرائيل" ، يذهب بعيداً
فى استنتاجه الذى يُسفر عن طابع دينى فى المقام
الأوّل ، فيجد أنّ مُصطلَح
"Sarakenoi" معناه :
" محاربو سارة "، و( سارة ) المقصودة ، زوج
النبى إبراهيم (عليه السلام) ،
والدليل الذى استند
إليه
فى هذا ،
هو أنّ اللّاحقة "ken " من
الكلمة اليونانية " oiken Sara" مُشتقّة من
الفعل فى اللغة اليونانية " konein " وهو
بمعنى : "يحارب" ،
وبالتالى، يعتبِر كلمة "Sarakenoi" مرادفاً لكلمة
"Hagarenoi"
بالألمانية الحديثة " Hagarener
"، وهى بمعنى
" الهاجريين " ، نسبةً
إلى السّيِّدة هاجر زوج النبى
إبراهيم (عليه السلام) الثانية ، والتى
تشير حسب التوراة إلى قبائل العرب،
الذين يُنظَر إليهم على أنهم
" محاربو سارة" .
★ سيميائية المُصطلَح :
أخذ مصطلَح "Sarakenoi"
يتوسّع تدريجياً
منذظهوره واستخدامه فى عصور ماقبل الإسلام، فاستُخدِم أوّلاً للإشارة لقبائل
الأنباط ، ثم إقليم البتراء
بكاملِه ، ثم قبائل سيناء.
* بعد ذلك استخدمه
كلٌّ من القدّيس (جيروم ايرونيموس)420م، والأسقُف
(سابيوس القيصرى)
339م ، فى الإشارة إلى القبائل العربية فى شمال الجزيرة العربية، ثم تطوّر هذا
المصطلح كثيراً بعد
الإسلام والفتوحات الإسلامية، وخاصّةً عندما وصل
المسلمون واقتحموا منطقة
البحر المتوسط عام
820ه/700م ، إذ استُعمل
فى المصادر اللاتينية أو
الأدب المسيحى الأوربى، على أنّه مُصطلَح يُقصَد به
"إسم جماعى أو وصف
جماعى لكل الشعوب التى
تدينُ بالإسلام عرباً وغير عرَب".
* وبهذا المعنى
الموَسَّع ومنذ الحروب
الصليبية تسرّب هذا المصطلَح وانضمّ من اليونانية واللاتينية
إلى اللغات الأوربية.
* وجديرٌ بالذكر أنَّ
الكتابات والمصادر فى الأدب
المسيحى دأبَت على
استخدام هذا المصطلَح باستمرار فى وصف المسلمين، لِلحَطِّ
والتحقير من قيمة الشعوب المسلمة فى
أصولهم ، وذلك لأنهم وجدوا كُتَّابَ الكنيسةِ قبل الإسلام قد
وصفوا قبائل العرب الشمالية بهذا المصطلح، لأنَّ العرب الشماليين
يرجعون فى نسبهم إلى النبى اسماعيل(عليه السلام
ابن السيدة هاجر.
* وهنا...وجد كُتّاب الكنيسة
بعد ظهور الإسلام
والفتوحات الإسلامية_فى هذا المصطلح_ ضالّتهم
فى الحرب على
الإسلام ، وأنه دينٌ باطل ، وأن "الهاجريين" أبناء
اسماعيل الذى هو ابن (هاجر) ، والتى هى فى الأصل جارية، وذلك
للحطّ من شأن المسلمين ، وبالتالى ف
(هاجر) الجارية ليست فى منزلة(سارة)
السيدة الحُرّة.
* فأصبح هذا المصطلَح يخفى خلفه معنيان:
_الأوّل : شعوبُ الجاريةِ الأقلّ
مقاماً من السيدة الحُرة.
_والثانى : فقد وجدوا فقرةً
من تفسيرِ الرسول (بولس) للعهد القديم فى رسالته إلى
أهل غلاطية
تؤكّد المعنى الأول ، بقوله : " انبُذ أو اطرد الجارية
وابنها، لأنّه لايرث ابنُ الجارية مع ابن الحُرّة "....
فوُصِف أبناءُ (اسماعيل)
بالعبيد المنبوذين أو المطرودين .
ولأجل هذين السببين ، طار
كُتّاب الكنائس فى العصور
الوسطى بهذا المصطلح
"Sarakenoi"
واستخدموه وصفاً للمسلمين
منذ ظهور الإسلام،
ولكن من باب الازدراء، وأصبح هذا المصطلح
منذ الحروب الصليبية خاصّةً ، أكثر انتشاراً فى الآداب
واللغات الأوربية، وسلاحاً من أسلحة الحرب،للدلالة على رفض الإسلام
ومقاومتهAnt_Islamischen.
* وفى الوقتِ الحاضر
، أصبح هذا المصطلَح محصوراً فى الإطار الأكاديمى البحت ،
ولايُستخدَم فى وصف المسلمين إلاّ نادراً،
لعدم الحاجة إليه كما
كان فى العصور الوسطى.
_______________________
حامد حبيب _ مصر