اقرأ ايضاً

جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو
آراءالعقيد بن دحو

يا ويلتنا عجزنا أن نكون مثل الكاتبة الأديبة (مونيكا زاك)

 

العقيد بن دحو

يا ويلتنا عجزنا أن نكون مثل الكاتبة الأديبة (مونيكا زاك)

مسحت مسافة 3،960 كم ما بين دولة السويد شمال أوروبا غرب بحر البلطيك و خليج بوتينيا ، و يين دولة الجزائر شمال افريقيا البحر الأبيض المتوسط ، ناهيك عن المسافة التي قطعتها من الجزائر العاصمة الى مدينة تندوف أقصى الجنوب الغربي ، و من مدينة تندوف الى مدينة ادرار في أقصى الجدود مع دولتي المالي و النيجر.

كل هذه المسافات قطعتها الكاتبة الصحفية الأديبة السويدية (مونيكا زاك) Monica Zak ليست في رحلة سياحية استجمامية ترفيهية فضولية لإكتشاف الصحراء ؟ تضاريسها الجغرافية الوعرة ، و البشرية و المناخية ، ثلاثية الإنسان و الجبل  الرمل و دفء الحياة. انما من اجل "أوديسة" البحث عن شخص واحد ، يخالف الواقع و أثارت حوله و تضاربت الأقاويل ، بين الحلم و العلم ، و بين السحر و الغموض.

لم يضنيها الكلل و لا الملل ، و لا تجشم و عكاء السفر ، ولا حجم المغامرة اذا كان للشخص الذي قض مضاجعها و ارفها و اقتلع النوم من اعينها ، و صار هاجسها الاول و الاخير في حجم الولي الصالح "سيدي هدّارة".

قد يتساءل احد كيف لإمرأة أعزل ،  قد بلغت من العمر هذا السن المتاخر ، تنويرية ، ليبرالية التفكير تبحث عن درويش في فيافي الصحراء ، في وسط سراب يحسبه الظمآن ماء  وسط رمال منحركة لعوب الداخل اليها مولود و الخارج منها مفقود....! رجل أُحيكت حوله بالتراكم و الإضافات الأقاويل العجائبية ،  أحبكت حوله الكرامات ، و العديد من عقد الحكايات الشعبية حتى اضحى أسطورة الصبي الذي أضاعته أمه في قلب غياهب عواصف التلال الرملية عشرة سنينا بأكملها.

في هذه (الأوديسا) الشبيهة بأوديسة هوميروس الأغريقية التي تكاد اللا تنتهي و لا تتوقف عند ثني الركب أولسان واحد ، و الرقم (عشرة) ، التي قضاها أوديسيوس في مكابدة اهوال البحر و كذا اعداء الوطن ، هي نفسها عشرة سنوات التي راحت من عمر العبقرية الجريحة ، البطل اليوناني (فيلوكتيتيس) وحيدا ، منفيا ، تعيسا بعلته.

هي نفسها عشرة سنوات التي قضاها (اوريستيس) منذ أسلمته أخته (إليكترا) الى تلك الأيدي الأمينة حتى يعود اليها فارسا قويا و قد حمل كل ارث الحقد و الإنتقام لأخته التي أوشك أن يفتك بها الحزن و كذا لنفسه.

عشرة سنوات و سيدي هدارة يعايش النعام ، سواء كان طائرا أم بعيرا الى غاية ان عثر عليه بعض السيارة و اعادوه سالما الى اهله و قد أكرمته الطبيعة بما يتحدث عنه الناس اليوم.

الحديث لا يتوقف حول السيرة الذاتية لسيدي هدارة ، انما حول من اراد أن يصنع الحدث خبرا مقدسا و تعليقا واجبا فصار هو الحدث و الأثر الذي يخلفه الحدث و ما بعد الحدث.

هو كيف لهذه المرأة الصحفية القادمة من مسافات بعيدة جدا ، من بياض الثلج والصقيع الى شمس الصحراء الجزائرية التي تخشاها ساكنتها الأصليين ، عندما يشتد غضب الطبيعة ، تنتبه مبكرا الى هذه الشخصية ، و تكتب عنه مقالا صحفيا ، و لما وجدت أبعاد صداه تجاوزت المحلية ، كتبته روايتها العالمية بعنوان : " الولد الذي عاش مع النعام".

كل هذا يحدث و نحن نياما في بلهنية !

نتساءل في خجل أين كنا ؟

 أين مثقفينا ، أين أدبائنا ، أين باحثينا ، أين صحفينا !؟

الى متى نظل نترقب (الآخر) يكتب عنا لنكتشف بأن الأرض تدور ، و ان كافة الاجيام تنجدب الأرض بفعل الجاذبية الأرضية !

لنكتشف انفسنا بأننا لسنا مستحاثة في متحف طبيعي أو نقشا تليدا في معبد ، أنما نحن بهذا الحد من الجمال من ماء و خضرة ووجه حسن.

لماذا نحتقر بعضنا بعضا و نصاب بعقدة الدنو نتوارى خلف أصبع الحياء و الحشمة و الوقار و الإدعان !؟

الإنسان أولا قبل أسعار البطاطس ، و اسواق رمضان ، و أثمان الخراف اضاحي العيد ....

الإنسان أولا  يجب أن يسترد صورته الشواش ووعيه ، يجب أن يكون في طلائع اخبار الشاشة و اخبار المذياع و اخبار الصحف الورقية و صفر ورقة . و ليست أخبار السلع و اولئك الذين اذا تكلموا لا احد يريد أن يستمع اليهم ،

 و اذا طلعوا علينا لا احد يريد أن يراهم !

 الغريب العجيب ان المقال الذي كتبته الكاتبة الأديبة السويدية عن سيدي "هدارة" و اقتفت أثرة عبر التلال و الاودية ، و من حمادة تندوف الى حمادة مدينة أدرار ، صار بنفس العنوان "الولد الذي عاش مع النعام" رواية !

 و الأغرب الأعجب هو نفسه عنوان الكتاب صار كتاب بحث تربوي (دليل المعلم) انقذت الكاتبة السويدية من خلاله منظومة بلدها السويد التربوية البيداغوجية ، في حين منظومتنا التربوية تعيش أزمة على جميع الأصعدة و المحاور ، في المناهج و البرامج التربوية البيداغوجية المالية المادية ، و على جميع الأطوار و المستويات العلمية التعلمية التعليمية.

فمن ينقذ من !؟

يا أهل العلم يا اهل البلد *** من ينقذ الملح اذا ما الملح فسد !؟.

للعجيب الغريب أن هذا (الدليل) ، دليل المعلم ، هو الدليل الجغرافي GPS، و هو نفسه (دلائل الخيرات) تأليف محمد بن سليمان الجزولي ما تحتاجه اليوم دراويش الثقافة و الإعلام و مدراء البحث كيما ينير لهم دروب الإنسانية اهم شيء في الوجود ، و يكتشفون أنفسهم من جديد بأنهم أضيّع من الضياع.

كان هذا الغرب عندما يهتف له هاتف الإبداع ، الخلق ، الإبتكار يتجاوز المستحيل لبلوغ هدفه حتى ان أهلك دونه !

أما نحن متأخرين ننتظر أن يصدر أديبا أو كاتبا عن واحد منا كتابا لنسارع تسلق المنابر في التحليل المحلل و تركيب المركب ، في حين كانت الشخصية بين ضهرانينا صبحا و مساء و لم نستغل لحطاتها المسحورة و نحولها قضايا لحظا و لفظا و اشارة تسر الناظرين ، تبعث عن أمل التفكير و التغيير في غد افضل .

هم لهم المولود و تركوا لنا خيار الإسم ، نسميه وليا صالحا أم وليا طالحا ! فماذا يهم الشاة بعد سلخها ، و ماذا يفعل الميت بين ايدي غساله !؟

يا ويلتنا عجزنا نحن الرجال أن نكون في حجم هذه المرأة أن نكتشف من خلال هذه الرمال ألف سيدي هدارة ، ألف مقالة ، ألف كتاب روائي ، و ألف كتاب دليل المعلم لإنقاذ ما يمكن انقاذه !

ولكن كما قال أبا الطيب المتنبي منشدا :

لم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على التمام.

هي الأساس و تأتي بقية الأشياء الأخرى أُسا و مادامت النعامة تدفن رأسها قي الرمال لتعبر العاصفة ، و تكمل سبيلها نحو الفراغ الرحيب المطلق.

000000000000000000000000000000000000000000000000000

00000000000000000000000000000000000000000000000

00000000000000000000000000000000000000000




***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *