يحيى محمد سمونة
إشراقة شمس
= 32 =
أطرق النقيب رأسه قليلا ثم رفعه و جعل يردد و يعيد كلماتي التي مفادها أن
" السلوك و الأفكار تقاس إلى شرع و دين لمعرفة صحيحها من سقيمها "
تساءلت في نفسي: ما بال النقيب يعيد و يردد كلماتي هكذا ! ترى هل أخطأت
فيها ؟! أم تراها كلمات مبهمة جعلته يرددها مستفهما إياها ؟! أم ماذا في الأمر؟!
بعد برهة التفت النقيب إلي و قال مستنكرا : أي دين هذا الذي تقاس إليه
الأفكار ما دام كل فرد من الناس يظن أن دينه هو الأصح ؟! ثم أردف قائلا: وددت أن
تعلم أنك الآن بين يدي تحقيق و أن كل كلمة تقولها محسوبة عليك فلا تدع كلماتك
تقودك نحو المجهول
كنت هادئا و أنا استمع إليه، بل كان الهدوء متجذرا في طبعي، و مذ كنت طالبا
في الإعدادية كنت أرفض الغلو الفكري الفلسفي السياسي، لذا كنت متيقنا من صحة
كلماتي و من براءة ثقافتي من غلو، و ربما كانت مشكلتي تكمن في عدم مطاوعة لغتي لما
أريد التعبير عنه
قلت، سيادة النقيب: أنا على ثقة تامة من صحة و سلامة كلماتي
قال: لقد تم استدعاؤك إلى هنا لا لتهمة موجهة إليك، بل كي نتعاون معا
قلت: و فيم ذاك سيادة النقيب ؟! هل هذا يعني أن أكتب لكم التقارير بمن حولي
!!!!!
قال: لا لا ليس ذاك
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
اكتب تعليقاً