الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (18)
الحلقة الثامنة عشر
عزة عبدالنعيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الحلقة الثامنة عشر
( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ
السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )
الزمر 61
لما ذكر حالة المتكبرين
( وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ
وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾
الزمر
ويوم القيامة ترى هؤلاء المكذبين الذين وصفوا ربهم بما لا يليق به، ونسبوا
إليه الشريك والولد وجوههم مسودة. أليس في جهنم مأوى ومسكن لمن تكبر على الله،
فامتنع من توحيده وطاعته؟ بلى
ثم ذكر سبحانه وتعالى حالة المتقين
فقال : ( وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ )
أي : بنجاتهم ، وذلك لأن معهم آلة النجاة وهي تقوى اللّه تعالى التي هي
العدة عند كل هول وشدة .
( لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ )
أي : العذاب الذي يسوؤهم
( وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) فنفى عنهم مباشرة العذاب وخوفه وهذا غاية
الأمان .
فلهم الأمن التام يصحبهم حتى يوصلهم إلى دار السلام فحينئذ يأمنون من كل
سوء ومكروه ، وتجري عليهم نضرة النعيم ، ويقولون :
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا
لَغَفُورٌ شَكُورٌ )
قال الإمام الرازي ما ملخصه : هذه آية جامعة ، لأن الإنسان إذا علم أنه لا
يمسه السوء كان فارغ البال بحسب الحال وإذا علم أنه لا يحزن كان هادئ النفس عما
وقع في قلبه بسبب فوات الماضي فحينئذ يظهر أنه سلم عن كل الآفات .
وقد دلت الآية على أن المؤمنين لا ينالهم الخوف والرعب في القيامة وتأكد
هذا بقوله : لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ .
و نستكمل فى حلقة الغد ب أمر الله
عزة عبدالنعيم
اكتب تعليقاً