بعد حوالي ربع ساعة التفت النقيب إلي و قال: هيه يا يحيى، شو رأيك بالوضع ؟
قلت: أي وضع سيدي؟ قال: وضع البلد و الدولة و النظام ! قلت: كل الأمور تسير بإذن
الله على مايرام [ كنت في نفسي على قناعة تامة بأن الأمور تسير حتما في صالح أهل
الإيمان، و لقد سألوا الحق يوما: أين كنت حين كان الباطل يصول و يجول، قال: كنت
أجتث من جذور الباطل ]
لكن النقيب - في محاولة منه التمويه على حقيقة أمر استدعائي للفرع، بل ربما
كان يحاول استدراجي في الكلام - سألني: ما رأيك باللون الرمادي؟ قلت: هو الأفضل في
بعض الأحيان. قال - بلهجة تهكمية - : و كيف يكون الأفضل؟! قلت: عندما تختلط الأمور
و تشابك الرؤى فإن الوقوف على الحياد أصح و أسلم ريثما ينقشع الضباب و تتضح الرؤى.
قال: هذا يعني أنك لست ممن يقف إلى جانب الدولة في مواجهة التطرف ! قلت: بل الوقوف
في وجه التطرف واجب مؤكد على كل مواطن، لكن المشكلة تكمن في عدم فهم معنى كلمة
تطرف. بسخرية قال النقيب و منكم نستفيد في فهم معناها ؟ قلت: هو استماتة في الدفاع
عن فكرة خاطئة. قال: و من يحكم بخطأ الفكرة؟ قلت: تقاس الفكرة الواحدة إلى شرع و
دين ثابت
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
اكتب تعليقاً