حامد حبيب
الهند...أرضُ العجائب ١٧"_ حضارةُ الدولة المغولية_
" India... wonderland "
_ حضارةُ الدولة المغولية_
نشأ عن
امتزاج حضارة الحاكمين
بحضارة
المحكومين ومدنيتهم حضارة
ثالثة عُرفَت باسم
الحضارة الإسلامية الهندية ، التى
اكتملت صورتها
فى عهد الدولة المغولية التى أقامها( ظهير الدين محمد بابر) وحلفاؤه
، والتى حكمت قرابة ثلاثة
قرون ".
وأدّى التسامح الذى
اشتُهِرَ به سلاطين
الدولة المغولية إلى العمل على تقريب سكان الهند إليهم
حتى أصهروا إليهم وفتحوا لهم أبواب المناصب
فى الدولة ، فساعد ذلك على نشر الإسلام بالهند .
وكان(جلال الدين أكبر) ثالث السلاطين بعد(بابر)
هو أول من
أفصح عن التسامح المطلق وجهر
بالتآلُف ، فنادى بأنَّ الهند
للهنود من أهلها مسلمين
وهنادكة ، ونهض بالفنون والعلوم والآداب نهضة
شاملة ، وزيّن الهند بالكثير
من المنشآت الفخمة
وأرسى جهاز الحكم على نظم لاءمَت شعبه.
و ما أذاع صيت العمارة المغولية فى أنحاء العالم ،
هو " تاج محل "..
ذلك المثوى البديع الذى شيّده
"شاهجهان" لزوجته..وهو تصميم إسلامى خالص..
كما كان من
منشآته الخالدة ،
مدينة " دهلى
الجديدة " التى عُرفَت
فى عهده باسم
"شاهجهان آباد".
وبلغ الفنانون والنقاشون فى عهد(أورنكزيب) بفنِّ
الخط وزخارف الكتب.
ومن يطّلع على موسيقى الهند اليوم لايستطيع أن
يغفل المؤثّرات الإسلامية فيها ..فمن
المشهور أنّ
سلاطين المغول كانوا
على ولع شديد
بالعزف
والغناء باستثناء (أورنكزيب)..
لكن (همايون) ابن
(بابر) كان يعقد ندوة موسيقية ببلاطه فى يومى
الاثنين والأربعاء من كل أسبوع ،
واستقدم (أكبر)
إلى بلاطه مشاهير الموسيقيين رجالاً ونساءً من
كشمير إيران.
وفى عهد الدولة المغولية ، أُدخِل إلى الهند كثير من
الآلات الموسيقية، مثل: الرباب والسرود والطاووس.
أما بالنسبة للحركة الفكرية الثقافية ء فقد كان(بابر)
نفسه قامة فكرية ، بإحاطته الواسعة بتاريخ وتقويم
البلدان ، وتمكّنه التام من الآداب
العربية والفارسية
والتركية ، كما كانت ابنته(همايوننامه)مرجعاً تاريخياً
وكان أشهر نساء
البيت المغولى (زيب النسا) ابنة
عالمگير ، التى كانت تقرض الشعر
باللسانين العربى
والفارسى فى رقة وعذوبة، ولها ديوان مشهور اسمه
"ديوان مخفى".
وصادفت سوق الثقافة
والحياة الفكرية رواجاً منقطع النظير عند(أكبر) حيث ظهر فى
عهده كثيرٌ
من الأعلام فى مجالات شتى ، وكذا
الحال فى عهد
(جهانكير).
كما كتب(داراشكوه بن شاهجهان) بعض
الكتب فى
التصوّف المقارن، مثل "مجمع البحرين" ، كما ترجم
لجمهور من أهل التصوف فى كتابه"سفينة الأولياء"
______________(نواصل......إن شاء الله)
حامد حبيب_مصر