الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (15)
عزة عبدالنعيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الحلقة الخامسة عشر
وأما ( البشرى ) في الآخرة فنحو تلقي الملائكة بالسلام وإخبارهم إياهم بما
أعد الله لهم في دار الكرامة.
وإلى هذا يشير قوله عز وجل : ( لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة
هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) الأنبياء103
وتُطلق ( البشرى ) على ما يُبَشَّر به الإنسان من خير .
ويصح حمل الآية على هذا الوجه والمعنى : أن لأولياء الله خيرات في الدنيا
والآخرة يستبشرون بها .
أما خيرات الآخرة فكل ما تشتهيه الأنفس وتلذُّه الأعين
ومن خيرات الدنيا التي تعدُّ من عواقب الإيمان والتقوى : النصر على الأعداء
.. ذلك أن من الواجبات التي لا تتحقق التقوى إلا بها : الدعوة إلى سبيل الله
والذود عن الحق بما يستطاع من يد أو لسان ومن قام بهذا الواجب ، كف الله عنه أيدي
أعدائه وأظهره عليهم ولو كانوا أكثر منه مالاً أو أوسع جاهاً أو أنفذ كلمة.
هذا ما يُشاهد من سنة الله في الأفراد ، وذلك ما يدعو المؤمن أن يمضي في
سبيل دعوته إلى الحق ، ولا يثبطه عنها أن يكون لخصم الحق سطوة .
فإنهم إن استطاعوا أن يلحقوا به أذى قد يجعل الله في ذلك الأذى خيراً
كثيراً.
وقول الحق سبحانه : ( لا تبديل لكلمات الله ) .. (كلمات الله) أقواله
ومن جملتها : مواعيده .
فتتناول الآية ما وعد به المؤمنين الصادقين من خير في الدنيا أو الآخرة .
ويدخل في هذا : الرؤيا الصالحة .. فإنها من قبيل الوعد وعدم تبديلها في
تحقق ما تدل عليه من حصول خير لمن رؤيت له .
( ذلك هو الفوز العظيم ) .. ( الفوز ) النجاة والظفر بالخير والمشار إليه
بـ ( ذلك ) ما ذُكِرَ قبلُ من أن ( لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) وأي
فوز أعظم من أن يظفر الإنسان بسعادة الدارين ؟!!!
و نستكمل فى حلقة الغد ب أمر الله
عزة عبدالنعيم
اكتب تعليقاً