انتبه ×لا تكن أرعن أو أحمق أو سفيها
كتب هاني الشافعي
ذات يوم حدثني صديقي شيخ من شيوخ العرب ابن البادية ذو الأصول الطيبة التي تلفه
لفا، وصف لي شخصا نكرة بأنه أرعن
وجدتني أبحث في المعاجم لأفهم ما نطق به شيخ العرب فعلمت أن الأرعن في
اللغة×
من الفعل رَعِنَ، يَرعَن، رَعَنًا، فهو أرعن ،رعِن الجمع×رُعْن ، المؤنث×رَعْناءُ ، و الجمع للمؤنث×رُعْن
ومعناها أيها السادة الكرام أنَّ هذا الشخص أَهْوَج في منطقه، متسرِّع في
جهل وحمق، وأيضا حمُقَ وطاش فيما يقول أو يفعل (طائش نَزِق) فيُكْثِرُ الأَرْعَنُ
من الهَفَوات فكأنه روح طفل بلا عقل بجسد رجل بالغ يأتي صغائر الأفعال والأقوال
دون روية وقد يسحب وراءه أمة للهلاك
فتقول ×وَلَدٌ أَرْعَنُ×أَحْمَقُ، أَهْوَجُ
×سائقٌ أَرْعَن×أَحْمَقُ، أَهْوَجُ متسرع جدا في القيادة
ويجوز لنا أن نصف بها الأشياء فنقول ×جَيْشٌ أَرَعَنُ أي عظيم جرّار، أَو مضطربٌ لكثرته
يَوْمٌ أرعن× أي ×متغيِّر الجوّ متقلِّبه
وبالتالي× أرعن× -أيها السادة الكرام -ترادف
أحمق× وترادف سفيه
نعوذ بالله منهما فلقد نهى القرآن
عنهما وكذلك سيد الخلق محمد r
وأوصيكم أحبتي بالحكمة والرشد في القول والفعل والصبر حتى لا تكونوا رُعْن
أو حمقى أو سفهاء والعياذ بالله
فالحُمقِ لُغةً:
الحُمقُ: قِلَّةُ العقلِ وفسادٌ فيه. وقد حَمُق الرَّجُلُ -بالضَّمِّ-
حماقةً، فهو أحمقُ. وحَمِق -أيضًا بالكَسرِ- يحمَقُ حُمقًا، فهو حَمِقٌ. وامرأةٌ
حمقاءُ، وقومٌ ونِسوةٌ حُمقٌ وحَمقى وحماقى
.
و الحُمقِ اصطلاحًا:
قال ابنُ الأثيرِ: (حقيقةُ الحُمقِ: وَضعُ الشَّيءِ في غيرِ مَوضِعِه مع
العِلمِ بقُبحِه) .
وقال النَّوويُّ: (حقيقةُ الأحمقِ: من يعمَلُ ما يضُرُّه مع عِلمِه
بقُبحِه) .
وقال الرَّاغِبُ: (الحُمقُ: قِلَّةُ الإصابةِ ووَضعُ الكلامِ في غيرِ
مَوضِعِه، وقيل: فِقدانُ ما يُحمَدُ من العاقِلِ)
.
أما السَّفَهِ لُغةً:
السَّفَهُ: خِفَّةُ الحِلمِ أو نقيضُه أو الجَهلُ، والسَّفَهُ نَقصٌ في
العقلِ، وأصلُه الخِفَّةُ، من سَفِه سَفَهًا من بابِ تَعِب، وسَفُه بالضَّمِّ
سَفاهةً وسَفاهًا، أي: صار سفيهًا، فهو سفيهٌ، والأنثى سفيهةٌ، والجمعُ سُفَهاءُ.
وسَفِهَ الحقَّ جَهِلَه، وسَفَّهه تسفيهًا: نسبَه إلى السَّفَهِ .
و السَّفَهِ اصطلاحًا:
السَّفَهُ: نقيضُ الحِلمِ، وهو سُرعةُ الغَضَبِ، والطَّيشُ من يسيرِ
الأمورِ، والمبادرةُ في البطشِ، والإيقاعُ بالمؤذي، والسَّرَفُ في العقوبةِ،
وإظهارُ الجَزَعِ من أدنى ضَرَرٍ، والسَّبُّ الفاحِشُ .
وقال الجُرجانيُّ: (السَّفَهُ: عبارةٌ عن خِفَّةٍ تَعرِضُ للإنسانِ من
الفرَحِ والغَضَبِ، فتحمِلُه على العَمَلِ بخلافِ طَورِ العَقلِ، وموجَبِ
الشَّرعِ) .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (السَّفَهُ غايةُ الجَهلِ، وهو مركَّبٌ من عدَمِ
العِلمِ بما يُصلِحُ معاشَه ومعادَه، وإرادتُه بخلافِه) .
السَّفَهُ ينقَسِمُ إلى قِسمَينِ:
1- سَفَهٌ في الأمورِ الدُّنيويَّةِ، ومن أمثلتِه ما جاء في قولِ اللهِ
تعالى: وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ [النساء: 5] .
2- سَفَهٌ في الأمورِ الدِّينيَّةِ؛ قال تعالى حكايةً عن المُشرِكين
قولَهم: أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ
[البقرة: 13] ، فنبَّه أنَّهم هم السُّفَهاءُ في تسميةِ المُؤمِنين سُفَهاءَ، قال
تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ
الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا [البقرة: 142] ، والمرادُ اليهودُ، وأهلُ النِّفاقِ،
والمُشرِكون .
وأوصيكم أحبتي بالحكمة والرشد في القول والفعل والصبر حتى لا تكونوا رُعْن
أو حمقى أو سفهاء والعياذ بالله
لنا عودة في النهي عنه بمقال قادم بإذن الله