الأبعاد النفسية و الإجتماعية (للغش) بالوسط المدرسي
العقيد بن دحو
لعل من الأسباب البعيدة و القريبة , و ا تعاني منه المنظومة التربوية اجمالا : آفة أو /وباء او /جائحة أو / مرض ( الغش) المدرسي بكل وظائفها التعلمية التعليمية , التربوية البيداغوجية , و المالية المادية. بل وسائر الجماعات التربوية . مرض الأمراض ة ما بعده داء , يمس الجوهر الإنساني ويخرب الألباب و العقول و يحطم بشكل مباشر المادة الرمادية للذات البشرية , الطفل أبا الإنسان و الطفل أبا الرجل.
ليست التحطيم المادي من يعاقب عليه التلميذ
المحطم بإجراء مقابل مادي او التعويض , و بعد ان يمر على المجلس التأديبي للقسم او
المؤسسة كان ذاك اهون و انتهى , انما تحطيم الوازع الأخلاقي او الضمير / degradation
morale . من الصعب جبره ,
بل يترك اثارا على المديين القريب و
البعيد الى اجيال عديدة. يكون عندئد من
الصعوبة بمكان الإقلاع التربي من جديد سليما معافى.
يمس النواة الأولى و الكروموزومات المورثات
الفطرية القلبلية للتعلم و التعليم من جديد.
هذا و اذا كان لكل ذاء ذواء يستطب به إلاّ
الحماقة أعيّت من يداويها , فالغش بالوسط المدرسي ما بعده حماقة , لا الكي ينفع
معه , ولا أية معالجة من معالجات التسيير البيداغوجي الإداري الذي عرفته و شهدته
المساطر وكافة قوانين التشريعات المدرسية و الجامعية , لم ينفع مع الغش بالوسط
المدرسي مختلف ( المعالجات) البيداغوجية , ولا التربوية , ولا المالية , ةلا
المادية , ولا الأوندراغوجية.
استفحل الدار , و صار المتمدرس ساعة ما يدخل الى
المدرسة ما يشرع التفكير النجاح [اي وسيلة كانت , و تعددت الأسباب و
الغش واحد.
استفحل الداء و صار
ينخر جسد مستقبل أجيال بأكملها.
هذا و بقدر ما كان التقدم الحضاري و الثقافي
للأم و الشعوب مزدهرا , بلغ أوجه ووصل عنان القمر , ابدع و خلق وسائل توضيحة
ومعدات الكترونية دقيقة , كانت بمثابة الذكاء الإصطناعي , استطاع وفقه ( الغش)
الطارئ أن يتكيف مع الطارئ , و ساهمت هذه الوسيلة و الثورة الرقمية و المعلوماتية
, على انتشار المعلومات و على انتشار الغش على اوسع نطاق ايضا.
وبدوره انتقل ( الغش)
من الغش الورقي الى الغش الرقمي كالنار بالهشيم. في شكل رهيب , مكونا ( رهّابا) /
(فوبيا) جديدة.
الظاهرة مدعاة للقلق و
لكن ليس للخوف المرضي , حتى لا يتضاعف المرض. انما لنضع أصبعنا على الجرح مجددا
, نعرضه على طبيب . ثن نفحصه بدقة وعناية
, نجعل العلاج , نشتري الدواء من الصيدلي , ونتبع كافة الشروط اللوجستيكية و
الموضوعاتية للعلاج....ثم التقرير الأكلينيكي , و المعالجة البيداغوجية الناجعة
الموصوفة.
اذ لا تكفي لجنة بيداغوجية كلجنة مكافحة الغش ,
التي تترتب على التاجر اجراءات عقابية ردعية و افساد و اتلاف المنتوج الفاسد. انما
من أجل اخلقة العمل التربوي , و العمل على تدريس و ايقاظ الضمير , اظ لا تعليم دون وازع
اخلاقي متقدم.
كما ان اعطاء معنى جديد لفكرة النجاح و لمعنى
الإمتحانات السبيل الوحيذ لمكافحة هذا (
الداء).
داء الغش بالوسط المدرسي حتى الجامعي , مرض الأمراض , لا يحطم زلا يهدم
المرفق التربوي المدرسي العام , و انما يحطم
الروابط التربوية , المكون الأساسي للأطر و الكوادر و النوابغ , و هكذا
يفرغ المحتوى الأصلي لكلمة (رائز) او امتحان , بل يحطم نزاهة واخلاص تكافؤ الفرص ,
و بالتالي يلج ( الفساد) الى منظومة أساسها و أسها الأول و الأخير ( الأخلاق).
انما الأمم الأخلاق ما
بقيت *** فإن ذهبت اخلاقهم ذهبوا
لن يسقط الجدار و انما
يسقط الأسباب الأصلية التي سببت و هندست و خططت لهذا الجدار . ساعتئذ لا تنفع
الندم , و الجسد بأكمله صار مخدرا لا يشعر بالألم , ولا يحس بالألم , انما كل همه
( النجاح) وكفى , النجاح المادي , اين يصل فيه الفاشلون و الغشاشون الى المكان
المناسب , ساعة الأمر ينطبق علينا قول ( قس بن ساعدة) كون الأمر فيه خيانة , او
قول الأندلسي الذي اضاع قصر الحمراء وسلم مفتاح غرناطة للأسبانيين , وكتب اليه
والده ينعي تبنه الأمير :
" ابك وطنا
كالنساء لم تحافظ عليه كالرجال " !.
لكن علمتنا الظروف و
التاريخ انه لا بد ان يسود ( الأمل) ولا سيما بالمدرسة و بالجامعة , كونها أٌعدت
خصيصا لرجل الغد.
و صدقت الحكمة التربوية القائلة : " ولد
تعلمه اليوم رجل تنقذه غدا " .
لكن تعلمه صح بصحيح معتمدا على نفسه , و الخشية كل الخشية أن يكون
الجسد التربوي باكمله قد تعود على الجرثومة , عن الجمرة الخبيثة ان لم يكن الجسد
بأكمله صار (غشا) او عش غش.
ان نعيد التلكير مجددا بالمعالجة خير من أن ندفن رؤوسنا بالرمال , حتى
اذا ما استيقظنا على كوابيس , فيها جميع الأصابع السياسية الثقافية الإجتماعية
الإقتصادية , وكذا مختلف الأوراق و الأهداف و الكفاءات الفاشلة تشير الى المدرسة.
نريدها مدرسة قوية دون غش فيها الجميع واثق من
نفسه , معتمد على نفسه , و نصف النجاح دون غش خير من نجاح كامل بغش كامل.