اقرأ ايضاً

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (19)

فريق ألفا تيم - مارس 25 2025

(أياس) قوى التدمير و النمو

فريق ألفا تيم - مارس 25 2025

خذلان

فريق ألفا تيم - مارس 22 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما ه
آراءالعقيد بن دحوفنون

تراجع الاغنية العصرية عن الانشودة الدينية

 

تراجع الاغنية العصرية عن الانشودة الدينية

العقيد بن دحو

.com/img/a/


* - يقول بن خلدون في المقدمة : "ان أول ما تمس الدول ، تمس في أغانيها".

لما كانت الحياة محاكاة للفن ، بمعنى ان الحياة هي التي تقلد الفنون اجمالا زمانية كانت ام مكانية . قائمة على الاتزان بالمقام الاول .

الملاحظ اليوم تأخر بشكل ملحوظ الاغنية العصرية عن باقي الفنون الزمكانية. و كأن الاغنية لم تكن باهمية بمكان ، لا تهم اهلها و لا من يرعاها و يدعمها لا من قريب و لا من بعيد.

و كأنها لم يكن لها صوتا ابان الثورة الجزائرية التحريرية الكبرى، و لم تقدم قرابين الشهداء على مدبح الحرية ، الشهيد علي معاشي.

هكذا لم نعد نسمع لا بقديم يعاد و لا بجديد يذكر عن الاغنية العصرية الجزائرية.

همشت و ابعدت عن كل احتفاء المشهد الجزائري لا سيما المسموع منه و المرئي ، في ظل غياب الاعلام الثقافي و الاعلام الفني ، الموكل اليه سوسيولوجيا ايصال المعلومة و الصورة و الفكرة و الفعل الفني من الدائرة الفنية المنتجة للاغنية ، للكلمة ، للحن ، للموسيقي ، للمؤدي ، المنتج الى دائرة الاستهلاك بالاوساط الشعبية.

صحيح السوق الفني تلقى ضربة قوية هزت كيانه ، خاصة عندما غزت (الرقمنة) العالم. و ظهور منصات شبكات التواصل الاجتماعي. عملت على توسيع قرصنة الاغاني ، و ضربت بحقوق المئات من الفنانين و المغنين.

و في حين تأخرت الاغنية العصرية تقدمت الانشودة الدينية ، و جعل لها مهرجانا داخليا و خارجيا ، محليا ووطنيا ، بل استطاعت الانشودة الدينية ان تجد لها منبرا و صوتا جامعيا.

بل صار منشدا مشرقيا و منشدا مغربيا. و هكذا....تطورت الانشودة الدينية و ليس بعيدا مع الجد و الانتعاش و النشاط الطلابي بالمعاهد و الجامعات ان يصير لها لسانا فكريا ثقافيا سياسيا.

فالذي عمل على تأخر الاغنية العصرية ، عن طريق ضرب خلفياتها ومرجعياتها الثقافية و لا سيما الاعلامية منها الخفيفة و الثقيلة كحصة "الحان و شباب" قديما ، و تلك مدخلات المهرجانات البلدية و الولائية المحلية التي كانت تنتهي بمخرجات مهرجانا كبيرا وطنية.

ان الاغنية العصرية ، لم تعد لهوا و لا ترفا ، تبدو انها بدات حياتها هكذا....لكن التطور الثقافي و الحضاري جعلها ثقافة و حضارة اما الان فهي توعية...تعبئة...وسلاح.

في عصر فقدت فيه السياسة و الدبلوماسية سلطانهما بشكل ملحوظ ؛ فان امكانية الفن التي هي غضة و لكنها باقية ، ليتحتم عليها ان تحفظ المجموعة البشرية في وحدة واحدة ، فكل ما يمكن ان يشير اليه الى اننا ننتمي الى نفس النوع له قيمة انسانية.

قد يحسبها الجاهل مجرد لهو لا غير ، غير انها سرعان ما تتحول الى تيمة و قيمة انسانية عميقة الجذور لها معنى قوميا وطنيا ، عندما يعلو صوتها على ركح اولمبي او عالمي.

يؤلمني ان  يغيب صوت الاغنية العصرية ، في حين تتقدم اصوات اخرى "ميكيافلية" و "ماكلوهانية" باكثر رجعية ، تخفي لبوسات ولوغوسات شتى ، مع الايام و الشهور و سنين التراكم و الاضافات تصير قوى مطلبية سياسية ؛ حين ذاك لا ينفع الندم و لا التأويلات الاخرى.....!

لا تسأل عن الأغنية العصرية مادام البديل قائما فالطبيعة لا تأبى الفراغ.


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *