اقرأ ايضاً

الفوضى و النظام في الأدب التمثيلي اليوناني

فريق ألفا تيم - مارس 21 2025

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (18)

فريق ألفا تيم - مارس 21 2025

أنت بقلبي-١- (في عتمة الحافلة )

فريق ألفا تيم - مارس 21 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو ال

 

عزة راجح

خذلان

عزة راجح

  عزة راجح

%25D8%25B9%25D8%25B2%25D8%25A9+%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AC%25D8%25AD

على كرسيها المتحرك، في غرفتها، في دار المسنين، جلست تتأمل على صفحتها في فيسبوك، صور وحيدها الذي لم تره منذ سنوات، وتستعيد الذكريات..

           كان بدرُا في طفولته، وهبته كل حياتها لتعوضه فقدان الأب، الذي سافر إلى أوربا بعد شهور من ولادته، وانقطعت اخباره.

       انهكتها السنون وفرمتها ما بين تروس العمل ومسئوليتها تجاهه،ومرت بطيئة متثاقلة، كان وحده شعاع النور فيها..

               لمَ يعد أباه، وصار هو شابا فتيا، صار إبنها ومليكها، وصار الآمر الناهي في حياتها، ورغم انها الطبيبة الجميلة الراقية الانيقة قد صارت مديرةً لمستشفى خاص وأخر حكومي إلا أنها شعرت بالسعادة وبالفخر أن كبُر الصغير وتركته يتحكم ويدير حياتها ما شاء.

 اغلقت ملف الصور وفتحت صفحته على فيسبوك، آملة لو يكون قد نشر صورا جديدة له ولاحفادها منه، فتحفظها كعادتها في ملفها..

 بالفعل..، وجدت منشورا حديثا على صفحته، "صورة تجمعه وزوجه واولاده" مرفقة بأغنية " ست الحبايب" ودعاء لها بالصحة وطول العمر و..

        خفق قلبها، وانسابت دموعها، وارتجف جسدها النحيل واقشعر ..، تمنت لو تخلع الصورة من فيسبوك خلعا لتضعها في قلبها ..

   نهرت ذاكرتها التي صارت بليدة، في محاولة لتتذكر يوم جاء بها الى الدار وتركها على وعد بأن يزورها دائما ويصطحبها للتنزه خارج الدار كلما سنحت له الفرصة، انقبض صدرها، فالفرصة قط لم تسنح، سألت نفسها هل كانت هي السبب في كل ذلك الخذلان منه ومن قبل أبيه ..

  فرت من الذكرى وهربت من السؤال، وقالت لنفسها، يكفي انه مازال يتذكرني، بالرغم من ضيق وقته ومسئولياته الجسام تجاه عمله وبيته وأبنائه ..

فجاة .. سمعت وقع أقدام كثيرة تقترب من باب غرفتها، تمنت ان يكون هو وأحفادها معه، فلطالما تاقت لو تضمهم إلى صدرها وتروي شوقها إليهم

   طُرق الباب ..

  حاولت أن تحرك الكرسي لتفتح ، لكن.. خيَّبت يداها الواهنتان سعيها هذا، فعَلا صوتها مهللا، " تفضل" وكررتها بسرعة " تفضل" كأنها تخشئ ان يعودوا من حيث أتوا إن هي تأخرت بالرد..

  فُتح الباب، فإذا بنزلاء الدار يتوافدون على غرفتها مهنئين بعيد الأم وهم يحملون إليها الورود

    نظرت في وجوههم نظرة جامدة ولم تنبس ببنت شفة، اقتربوا منها جميعا، وانحنت صديقتها المقربة لتضمها الى صدرها مهنئة فإذا بها باردة، تسقط من فوق الكرسي، وسط ذهول الجميع .


***********************


***********************

الوسوم:
هذا أحدث مقال.
إشراقة شمس = 33 =

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *