و إذن، لا شيء يستوجب توقيفي في هذا الفرع اللعين - فرع أمن الدولة - و
إنما تم استدعائي إلى هنا للتفاوض عسى أن أكون عميلا لهم ! يا للعار، ما أقبح أن
يكون المرء في وطنه عميلا { تموت الحرة ولا تأكل بثديها }
قطع النقيب شرودي هذا و باغتني بسؤاله: هيه يا يحيى، فيم تفكر ؟ قلت: أفكر
بالخروج من هاهنا، قال: ليس قبل أن نتفق، قلت: عفوا سيادة النقيب: هل هو إتفاق أم
تراها إملاءات؟
قال: سمها بما شئت، ثم أردف قائلا: أنت شاب ذكي و مثقف و نشيط، و الفرع
يطلب منك أن توظف نشاطك في خدمة الوطن، قلت: يكفي المواطن ألا يكون أعوج السلوك
حتى يكون صالحا و في خدمة الوطن. قال: التقرير أمامي يقول أن لديك أنشطة دينية غير
مسموح بها. قلت: و هل الأنشطة الدينية تعتبر سلوكا أعوجا ؟! قال: نعم، إذا كانت
مصبوغة بصبغة سياسية و هذا ما أقصده بالقول غير مصرح بها، قلت: محور التحالفات في
العالم كله تكتنفه مرجعية دينية، قال: هنا بيت القصيد، تكمن المشاكل برمتها إذ
تتقاطع و تتضارب تحالفات المواطن مع تحالفات الدولة، قلت: و أين تكمن الديمقراطية
في هذه الحالة ؟! قال: كأني بك تجاوزت خطوطا حمراء، فاحذر تقاطع تحالفاتك مع
تحالفات الدولة، و لن تكون صالحا إلا أن يتوافق سلوكك و مقررات دولتك، قلت: و ما
ضمانة صحة و سلامة و سداد مقررات الدولة و تحالفاتها؟!
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
اكتب تعليقاً