الدلالةُ اللُّغويّةُ والدلالةُ الصوتيّة " [] مِن روائعِ الُّلغة[] (١)
الدلالةُ اللُّغويّةُ والدلالةُ الصوتيّة "
[] مِن روائعِ الُّلغة[] (١)
؛ ؛ ؛ ؛ ؛ ؛ ؛حامد حبيب
" الدلالةُ
اللُّغويّةُ والدلالةُ الصوتيّة "
-------------------------------------
أوّلاً : الدلالة اللُّغويَّة
يُقصَدُ بها : المعنَى (العام)
الذي تدُلُّ علَيهِ اللُّغة،
وإلى هذا المعنَى ترجعُ ألفاظُها كلُّها .
ومثالُ ذلك مادّةُ " ح ر م " ، ودلالتُها تشيرُ إلى المَنع.
ف :
_حرَمَ فلاناً الشئَ حِرماناً : منعَه إيّاه.
_ حرُمَ الشئُ حُرمةً : امتنع.
_أحرَمَ الرجُل : دخل الحَرم ، فدخلَ في حُرمة ، اي
الامتناع عما كان حلالاً له من
قبل.
_تحرَّم : تمنَّع .
_الحرامُ : الممنوعُ فِعلُه.
_ الحُرمة : مالا يحلُّ انتهاكه،فهو ممنوعٌ عن فعلِه.
_الحريمُ : ماحُرِّمَ فلا يُنتهَك ، ومثله : حريمُ الدار،
وحريمُ المسجد ، وحريمُ البئر :
اي الموضع
المُحيط بهما .
_ المُحَرَّمُ : ذو الحُرمة ، واول شهور السنة الهجرية.
_المَحرَمُ : ذو الحُرمة من النساء والرجال،الذي يَحرُم
(يُمتنَع) التزوّج به ، وكلّ
ماحرّم الله تعالى.
_المَحرَمة ، والمحرُمة : مايحرُمُ انتهاكُه (ج) محارم.
_المحروم : الممنوع من خيرٍ ونحوه.
_الحرَمان : مكة والمدينة : لِحُرمتهما ، وانّه حُرِّمَ
(مُنِع) إن يُحدَثَ فيهما
انتهاك.
_محارِمُ الليل : مخاوفُه التي يحرُم(يُمنَع) على
الجبانِ إن يسلكها.
ثانياً : الدلالةُ الصوتية
" هي التي تُستمَدُّ من
طبيعةِ الأصواتِ اللُّغويّة
داخل البِنية ، حيثُ تتّفقُ بعضُ
الابنيةِ في اصواتها
( عدا صوتاً واحداً ) يترتّبُ عليه
بعضُ التغيُّرات
الدلالية.
ومثالُ ذلك :
_ نضح ، ونضخ : كلاهما يدلُّ على فوَران الماء ،
ولكن دلالةُ الخاءُ اقوى من دلالةِ
الحاء ، فالثانية
تُعبِّرُ عن تسرُّبِه ببطءٍ وضَعف
، والأولى تُعبِّرُ عن
فورانِ الماء بقوّة وعُنف ، كقولِه
تعالى ( فيهِما
عينانِ نضَّاختانِ )________[
الرحمن ٦٦].
_الهزُّ والأزُّ : كلاهما يدلُّ على الحركة ، ولكنَّ :
الهزُّ تدخُل على الساكِن الذي
لاحركةَ له.
كقولِه تعالى ( وهُزِّي إلَيكِ
بجِذعِ النّخلةِ....)
_________[ مريم ٢٥]
والأَزُّ : يدخُل على التحريكِ
بعُنف ، كقولِه تعالى
( ألَم ترَ اَنَّا ارسلنا
الشياطينَ على الكافرين تؤزُّهم
أزًّا) _________[ مريم
٨٣].
فارتبط المعنَى القويّ بالصوتِ
القوي،وهو(الهمزة) والصوت
الضعيف بالصوتِ الضعيف ،
وهو(الهاء).
_ القَدُّ والقَطُّ : يدلّانِ على القَطع ، ولكنَّ"القَدّ) للقطعِ
طُولاً ،كقولِه تعالى ( ..وقَدَّت قميصَهُ مِن
دُبُرٍ.......)
________[ يوسف _من الآية ٢٥]
بينما "القَطُّ) لِلقَطعِ
عرضاً. فيُقالُ : قَطَّ الشئَ قَطًّا
إذا قطعَه.
_ الخَضْمُ والقَضْمُ : يدُلّانِ على اكل ، ولكن دلالةُ
القافِ أقوَى ، فالخَضمُ :
لِاكلِ الرّطب/الرطيب،
والقَضمُ : لاكلِ الصُّلبِ
واليابس ، ف(الخاءُ)
لرخاوتِها اختيرَت الرّطب ،
والقاف صلابتها
اختيرَت لليابس ، ويِسمَع
للقَضم صوتٌ عند
كسْرِه ، لانه يُستخدَم فيه
أطرافُ الأسنان.
اما الخضمُ : فالأكلُ بجميع
الفم،أو باقصى
الأضراس.
وهناك أمثلةٌ كثيرةٌ في اللغة لتلك
الدلالات.
كما علينا ان نتذكّر إنه كلما كان
هناك زيادة في
المبنَي ترتّبَ عليه زيادةٌ في
المعنى.
________________
حامد حبيب _مصر