النُّحاة والمنهج العلمي التجريبي"
[] من روائع اللُّغة []--(٢)" النُّحاة والمنهج العلمي التجريبي"
اهتمّ النُّحاةُ الجُدُد في
مرحلتهم الأخيرة بعلم الصوتيات
الوصفي ، وطبّقوه على اللغات الحيّة.
وقد قام(دي سوسير) بتدشين اللسانيات بمفهومها الحديثة في بداية القرن
العشرين.
وقام منهج( دي سوسير) في دراسة اللغة على أربعة
أُسس ،هي:
السنكرونية في مقابل الدياكرونية .
ومفهوم السنكرونية بإيجاز، هو :" النظر إلى اللغة خلال
فترة محدّدة من الزمن".
أما مفهوم الدياكرونية فهو :" تفسير التغيّرات التي تطرأ
على اللغة عند الانتقال من فترة زمنية محدّدة إلى فترة
زمنية تالية لها".
وجعل(سوسير) الدراسة السنكرونية للغة هي أساس التحليل اللساني،وأنّ
اللسانيات الدياكرونية لاتُصبح
ممكنة إلا إذا قامت على أساس من تحليل سنكروني
سابق.
وهذا يعني اهتمام النحاة الجُدد بالمنهج التاريخي والمقارن في دراستهم
للغة.
وقد قارن (سوسير) النظام اللغوي بالنظام الذي تخضع
له لعبة الشطرنج، وهو الاعتماد على الموقع،وأنَّ قيمة
الموقع لاتتحدّد الاّ في ضوء علاقته بالمواقع السابقة
والتالية له ، وهذا يعني أنّ السمات التي يتمتّع بها الموقع
يستمدّها من علاقتِه بالمواقع الأخرى.
إنّ الموقع وعلاقته بالنظام هو
الذي يُشكَّل النظام السنكروني في اللغة ،أمّا الخلل الذي يطرأ على هذا النظام
هو حين يحتل العسكري موقع الملك، وهو مايمثّل التغيّر
الدياكروني في اللغة ، ولايشير هذا التغيُّر للأسوأ ،ولكنه
قد يؤدّي إلى ضرورة تحصين موقع الملك.
-----------------------
حامد حبيب - مصر