جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
العقيد بن دحوفعالياتمسرح

عنوان المحاضرة / مدخل الى المسرح الامازيغي ببعده العالمي الافريقي و اليوناني (هنو) نموذجا

 

عنوان المحاضرة / مدخل الى المسرح الامازيغي ببعده العالمي الافريقي و اليوناني (هنو) نموذجا

العقيد بن دحو

الدارس للمسرح الامازبغي رغم شح المصادر و قلة المعلومات و البحوث و الدراسات في مثل هذه المواضيع و لا سيما المسرح (الزناتي) منطقة ولاية تيميمون حاضرة "قورارة".

غير كل الاشارات الاركائكية و الانثربولوجية و التاريخية و الشبيهة بالتاريخية و ما تركه الانسان الجزائري الاول ، سواء قبل التدوين و بعد التدوين تشير ان المسرح الامازيغي كحلم مسرح أولي يكون فد مر من هنا.

تقول الحكاية الشعبية ان لم نقل الأسطورة "هنو" امرأة ذات أصل قبطي  من جذور فرعونية بمنطقة توات الوسطى "تمنطيط" : العين و الحاجب ، قد ضاق بها موسيقي مزمار و شاعر ضرعا و اهتلاسا ، تحولت الى "فقارة" و بعضهم قال هربت الى مصر و صارت فرعونية من ضمن سامنة و اهالي الفراعنة.

غير ان امتدادات اخرى للمسرح الامازيغي عامة متمثلة بالرقصات و الاهازيج الشعبية و كذا الترانيم و مختلف الرقصات الافريقية الفلكلورية عند اهالي مالي و النيجر و نيجيريا ووصولا الى افريقيا الغربية الكونغو و السينغال.

أين يلعب (القناع) دورا استراتيجيا و محوريا في اسقاط اللامرئي على المرئي ، كما ان القناع الافريقي متقدم على القناع الاغريقي في حين كان دور هذا الأخير فيزيائي صرفا ، يستخدم لارتفاع الصوت فقط. و يمثل القناع وجه المراة ، لأن كان يحرم على المرأة ان تمثل ؛ انما رجلا بقناع امرأة.

في حين القناع الأفريقي اثمن و أغنى ، يؤدي دورا وطقسا دينيا ذو بعدا روحيا ، فعندما يلبس الافريقي القناع فانه يملك طاقة و قدرة يدهش و يذهل تشع على الجمبع .

كما أن عندما يرقص الافريقي فان الجد الاول او الاب هو من يرقص.

تقول الحكمة الزنجية (هامباته امبا) : " انه يمسك بالحياة و يعيد توزبعها حسب قاعدة الغناء و عدالة الرقص".

الراقص الافريقي يمسك بالحياة ،  غير اناني يقوم بتوزبعها على الناس اجمعين (الحياة للجمبع).

كما تقول حكمة اخرى : " كلما توفي عجوز افريقي تحترق وراءه مكتبة". في اشارة الى الموروث الشعبي الافريقي المحفوظ غيبا و لم يكتب بعد.

كما زادت تلك التبادلات التجارية و المعرفية في نقل القيم ، لا سيما متمثلة في نقل الدين و اللغة و العادات و التقاليد.

لذا لا غرو ان جاءت رقصات سود حنوب افريقيا كنوع من الثورة و الخلاص و التحرر على اجهزة الابارتيد العنصري او كما سماه المفكر النستشرق روحيه غارودي " الشر الأبيض".

غير ان اذا ما اعتبرنا رقصات (اهليل) بمنطقة قورارة تميمون الجزائر ، النموذج الاكمل و المثال الافضل عن الجوقة او / الكورس Curus في المسرح اليوناني بشقيه التراجيدي و الكوميدي ، بل  اعتبر  (أهليل) متقدم كل التقدم عن الجوقة الاغريقية ، ففي حين اعتبرت الجوقة اليونانية بمجموعها الراقص و المنشد و قائد جوقتها مجرد ستارا صوتيا او كوريغرافيا بين فصل و فصل او بين مشهد و مشهد اخر ، او كأنه يقدم و يمهد لدور الممثل الذي يلي الذي كان قبله ، على ان يختم رئيس الجوقة بحكمة.

اذن الجوقة تمثل ساكنة تلك البلد التي تجري بها الاحداث المسرحية ، لا تقدم و لا تؤخر و لا تستطيع ان تغير من اوامر الالهة القضلء و ابقدر الذي تدور حوله اللعبة المسرحية او الأبطال او انصاف الالهة.

نعتبر (اهليل) كورسا او جوقة جزائرية للمسرح الامازبغي الزناتي بامتياز.

فعندما ينشد المنشد (الاهليلي) القوراري الزناتي الامازيغي التميموني ؛ يكون سيدي  الولي الصالح او الجد او الأب الاول او كبير القبية و العشيرة هو من يغني و هو من يرقص.

العودة الى الحكمة الافريقية (هامباته امبا).

بل عندما يرقص و يترنم و ينشد و يرتل الرجل او المرأة القورارية تتجلى  أهم وحدة في المسرح الأرسطي ، و حدتي : التكفير و التطهير او كما تسمى "كاتارسيز" Catharsis.

 قد تتجلى الظاهرة هذه او الحالة هذه اكثر وضوحا عند الحجيج او عند زوار (السبوع) من هم داخل الوطن و خارج الوطن ، و بعد ان يقضون اسبوعا كاملا مع ليالي رقصات و ترانيم اهل الليل ؛ ترى بوجوه نظرة وقلوب منشرحة فرحين ، و علامات البهجة و السرور تعلو مخياهم لا يستطيعون اخفائها. ذاك انهم حققوا أهم وحدة في هذا العيد الاحتفائي الديني و الدنيوي التطهير و التكفير. فاذا كانت (العين) المباركة و الحمامات المعدنية تطهر الابدان من الادران ، فان (السبوع) و مظاهره الاحتفالية و كذا المزارات و مختلف الاضرخة و المقابر و الاممنة (الحفرة) ملتقى ألوية و اعلام الاسياد و الاشراف و الاولياء ، و لا سيما (أهليل) ، ليل السحر  ، ليل الارتقاء ، بتجلى من خلاله الراقص الى ملكوة غلية. تكون قد طهرت زوارها من ادران انفعالات النفس. فعندما يبكي الشيخ يبكي الزائر و العكس.

كما ان جوقة او كورس اهل الليل لا يحتكر و لا يحسد الناس الرقص و الغناء ، بل تجد الجميع يرقص و الجمبع يغني. لذا لا غرو ان جاءت منظمة هيئة اليونسكو تصنيفه كثرات انساني عميق الجذور.

غير ما يجعل المسرح الامازيغي متقدما حادثة انتصار القائد الامازبغي سشناق (950 - 929 ق.م) البطل الجزائري الامازبغي و في شمال افريقيا على الملك الفرعوني رمسيس الثاني و قيل الثالث.

فالحرب ليست استعمارا  عنجهيا للبلاد و العباد ، و انما هيمنة ثقفافة و حضارة الغالب على المغلوب المادية و المعنوية ، اين نجد بعض الأثار الفنية الثراتية الامازيغية لا تزال قائمة بأرض مصر (هلينة الشرق) و لا سيما في منطقة النوبة و النيوا و غيرها من ساكنة ضفاف وادي النيل.

فمن يقلد من او من يحاكي من ؟

أين تلتقي الحضارتين (الهلينية) التي هي تزاوج بين ققافة سحر الشرق مع الحضارة الاغريقية ، و أين تلتقي الحضارة الامازبغية القادمة بكل حملها الثقيل من شمال افريقيا براسيها الهلينية الاسيوية و الاغريقية.

و من هنا تكون قد اكتملت الحلقة المسرحية الامازيغية.

ان أمازيغ الجزائر بمختلف لهجاتهم ولغتهم ساهموا بكيفية او بأخرى في صناعة و تأسيس اللبنات الأولى المعجزة اليونانية. بل ساهموا اوصلوا العالم ثقافة المسرح ارجاء المعمورة. و تكفي نظرة بسيطة لاية مسرحية كلاسيكية يونانية ليكتسف الباحث المراس المدقق المحقق في ما يجري أمامه من احداث ، من ديكور ، من ملابس ، من اكسيسوارات ، من حوار ، و من حركة و ايقاع ورقص و غناء ، ليكتشف ان الامازيغ مروا ذات يوم من هناك.

بل تكفي نظرة بسيطة و خفيفة في (الثيوغونيا) تاريخ انساب الهة ، سواء عند الشاعر الملحمي هوميروس او عند الشاعر الاخر الملحمي هزيود ، ليكتشف عندما انتصر كبير الالهة (زيوس) سيد النظام و الخلق ابن الزمن كرونوس و أمه الالهة (ريا) ، مساعدة ابن عمه له ،  (بروميثوس) جد البشرية او ابا البشرية . عندما انتصر على الهة الشر (التيتانوس) ، كان به ان يمسك بتلابيب اله (تيفون) و يقذف به بجنوب صقليه ويصير بركانا "ايتنا".

كما تراه يمسك بتلابيب الاله اطلس و يقذف به شمال افريقيا و يصير جبال "اطلس" تمسك السماء حتى لا تقع على الارض !..

صحيح هي مجرد اسطورة غير ان العلماء يدرجونها تحت باب الشبيه بالتاربخ.

لهذا يقول (مالرو) : " لبناء حضارة يلزمنا تاريخ و الشبيه للتاربخ ".

اذن هكذا تعود دورة المسرح الامازيغي و منه الزناتي ، بل تكتمل دورته الانثربولوجية ، حيث الانسان مضافا الى الطبيعة ، و حيث الحياة هي التي تقلد الفن ، و حيث المسرح لا يمكن فصله عن الظاهرة الاجتماعية.

واعطوني مسرحا و خبزا اعطيكم شعبا عظيما.

انتهت المحاضرة تحت تصفيقات الاحرار و على وقع زغاريد الحرائر.

الشكر كان مرفوعا موسوما بعلامة الشرف :

- المسرح الجهوي لولا ية ادرار

- جمعية (اقرود قورارة) تميمون

- السيد مدير الثقافة و الفنون تميمون

- الشكر مرفوعا الى الجمهور الذي كان اكثر من رائع.

انتهت في نفس اليوم و الى اللقاء في لقاء اخر بحول الله.

في الاخير ماذا لو جوقة او / كورس (اهليل) يلعب ، يتدخل ممثل او ممثلين او ثلاث ، يتدخل سيشنق الامازيغي ، الاسكندر المقدوني ، و يتدخل الفرعون رمسيس الثالث.





***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *