اقرأ ايضاً

أهواء متصحرة للشاعرة خديجة الحمراني

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025

الأدب و الصحافة

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025

" الكلمة..... " بقلم : إيميلي أيما وولف _النمسا 🇦🇹 ترجمة : حامد حبيب _ مصر 🇪🇬

فريق ألفا تيم - مارس 13 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

 

أيام "أونتجون" Antigone المسرحية

العقيد بن دحو

العقيد بن دحو

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%AF%D8%AD%D9%88

كان الأولى و الأجدر أن تحتفل الجزائر بأونتجون  عن أي دولة أخرى !

و على الرغم ما كانت من حساسيات و حروب دفينة طاحنة بين الدولتين : اليونان حاضرة الأغريق و ايران حاضرة الفرس .

 الأغريق حاضرة الملحمتين الشهيرتين " الإليادة" و " الأوديسا" للشاعر الملحمي "هوميروس" ، و كذا حاضرة ملحمة الفرس " الشاهنامة للشاعر الملحمي " الفردوسي" .

و على الرغم من الحرب الضروس ، كر وفر بين الفرس و الاغريق ، حتى أن الأغربق سمت الفرس بالبرابرة أي "البيسيستراس Picisstrasse.

إلا أن هذا لم يمنع من الحوار الحضاري و التثاقف بين العدويين التقليديين ، فما فرقته السياسة و الحرب و الصراع على النفوذ الجغرافي و التاريخي أستطاع الأدب و الفن و الفكر و الثقافة أن يجمعه.

و لعل الحادثة الأدبية سقوط "مليوس" المدينة الاغريقية على أيدي الفرس شاهد على ذلك ، و كذا ضفر الاغارقة على الفرس في مواقع كثيرة كهجمات مرتدة.

كل هذا لم يمنع الإيرانيين في مجرى التاريخ رغم التشدد اللغوي و الديني العرقي من أن يحتفلوا سنويا بأونتجون و لو أنها فتاة من محض خيال الكاتب الأغريقي صوفوكل و الخيال الجمعي الأثيني أسطورة أكثر منها حقيقة ، ذاك ان النفس الأبية ، الإنسانية الثواقة للعدل و الحرية و المساواة في مجرى الزمن واحدة ، و الحكمة ضالة المؤمن أنى ما وجدها أهل بها.

الجزائر ترتبط تاريخيا عضويا غرامشيا بأونتجونا أو أونتجون الاولى و أكثر من غيرها من دول جوض البحر الأبيض المتوسط احتفاءا بها.

تعود قصة أونتجون في الجزائر الى زمن الإستعمار الإستدمار الفرنسي سنة 1953 يوم مثلت المسرحية " اونتجون" أول مرة على خشبة المسرح الوطني الجزائري المسمى حاليا " محي الدين باشطرزي" ، و لما شاهدت الجماهير العرض بقي وفيا للاحداث الدرامية . و ما كادت تندلع الثورة الجزائرية الكبرى سنة 1954 ، و أعيد تمثيل و تجسيد و تشخيص المسرحية ، تذكرت الجماهير الاحداث ، و ما كادت تسدل الستارة حتى خرجت الجماهير غاضبة و مساندة و متعاضدة على تلقته الجزائر من ظلم غاشم و منذ ان وطأت اقدام الفرنسيين شاطئ سيدي فريج بالجزائر العاصمة 1830.

خرجت الجماهير من المسرح 1954 و لم تلتحق ببيوتها تكفيرا و تطهيرا من ادران انفعالات النفس ، انما بصفوف الثوار بالأودية و السهول و الجبال و الفيافي و الصحاري و القفار تفكيرا وتغييرا ، الى أن نالت استقلالها 1962.

كان الاجدر بالثقافة الجزائرية أن تحتفل بهذه الثائرة اليونانية ، التي جعلت ااجماهير تلتف حول قضيتها القومية الوطنية وتؤازرها

كان الاجدر ان يخصص لها أيام مسرحية و الجزائر تعيش غمار الإحتفاء بسبعينية الثورة.

من حق الاجيال أن تتعرف على ابداع الثورة و من ألهمها فكريا و عسكريا.

الجزائر ليست مقطوعة من شجرة أو منفصلة على بقية شعوب دول العالم. لا بد لها أن تسامت العالمية.

لابد أن تعود اونتجون الى المسارح من جديد ، أن تعود الى الكتاب المدرسي ، ان تعطي معنى جديدا للثورة في البناء و التشييد و الذهاب قدما نحو الرقي و الخضارة و الإزدهار.

كم نشعر بأننا في حاجة مجددا الى أونتجون لتشحذ فينا الهمم و روح الإنتماء.

الجزائر أولى الإحتفاء بأونتجون Antigone ، هذه النورية النورانية الإغريقية التي تشبهنا في مواقف كثيرة رغم الإختلاف في العرق و التاريخ و الييئة.

نستحق كأجيال ما بعد الثورة أن نعيش و نعايش هذه الافكار التي جعلتنا احرارا. نعيشها محاكاة و افكارا و ابداعا و محاكمة. ننصب خيم ضمير و نحاكم كل جبار مستبد غاز على العباد و البلاد. محاكم ضمير تزيح الشواش عن الإستعمار الحديث الذي يريد أن يدخل من النوافذ و المواقع بعد ان سدت عليه أبواب الماضي و المضارع ، المستقبل للشعوب ان عرفت كيف تقرأ التاريخ البديع الرائع.


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *