جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
إسلاميحامد حبيبشخصيات

الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل (٤)[ الأئمةُ الأربعة]

 

حامد حبيب

الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل  (٤)[ الأئمةُ الأربعة]

               _ ١٦٤ : ٢٤١ ه _



  هو : أبو عبد الله احمد بن محمّد بن حنبل بن هلال بن أسد بن ادريس… يلتقى نسبُه  مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)فى نزار بن معد بن عدنان.

وُلِد فى شهر ربيع الأوّل سنة أربع وستين ومائة فى بغداد.

مات والدُه وهو طفلٌ صغير ، فنشأ  يتيماً  تكفُلهُ أمُّه وترعاه ، وكانت شيبانية كأبيه.

وكانت قبيلة "شيبان" تقيم بالبصرة،حتى عندما كان يزور  (ابن حنبل) البصرة ، يُصلى فى  مسجد  مازن من بنى شيبان،ويقول: إنه مسجدُ آبائى.

وقد عاش فى العصر العباسى ، حيث  تغلّب  العنصر الفارسى على العنصر العربى، وصار المعتزلة سلطان وقوة، واتّسع نطاق الفقه  ونضُجَ ، وكان(ابنُ حنبل) منصرفاً لدراسة الحديث،مستمسكاً بالأثر.

عاش (ابنُ حنبل) عيشة ً رقيقةً فقيرة،إذ لم يترك

له  والده  سوى  منزل  صغير  يسكنه ، ومرّت  عليه

فترات قاسية كانت تضطُّرُّه الحرفة والعمل،وأحياناً

يلتقط بقايا الزروع من الحقول عقب جمع  الحصاد

بعد استئذان أهلها، وأحياناً كان يكتب  بالأُجرة ، أو ينسج الثياب ويبيعها، وإن يشتغلَ حمّالاً  فى بعض الأحيان.

حفظ القرآن الكريم صغيراً،ودرس علم الفقه،وتعلّم الكتابة في الديوان وهو ابن أربع عشرة سنة،ونشأ مُحِبّاً للعلم ، حتى كانت  أمُّه تُشفق  عليه  من تعبِه المتواصل فى طلبه،حتى كانت له مقولته الشهيرة

حين قال له أحدهم متعجّباً من استمراره في طلب

العلم: إلى متى وقد بلغتَ هذا المبلغ، وصرتَ إمام

المسلمين؟ فأجاب بقوله"مع المحيرة إلى المقبرة".

وقد اشتُهر عنه التشديد في  بعض الأمور ، بسبب ورعِه وتجنُّب الشهوات بحرص وحذر، وأنه يلتزم

بالنّصّ الوارد بلا تصرُّف،وهو مادعا الناسَ أن يقولوا لمَن كان مُتزمّتاً أو مُتعنّتاً:"أنت حنبلى"...

حيث كان لايفتى بالرأى الا فى أضيق نطاق.

واذا  كان  نحمدُ  لهؤلاء  لاصحابِ  والأتباع زهدهم

وورعهم ، فإننا  كنا  نتمنى   لو   أنهم   خفّفوا   من خشونتهم وجهودهم على النصّ ، والتزام السهولة

والسماحة والرِّفق فى دعوة الجاهل وإرشاد الضّال، ولم يغلظوا في مقاومة مالايرضيهم، وإن يتفاعلوا مع الحياة،ويُدخلون في اعتبارهم  اختلاف الزمان

 والمكان والإنسان، مع  مراعاة  الأصول والقواعد، وأن يهتمّوا بتطبيق ماتعلّموه ،لما  هم عليه من إنفاق حياتهم فى التلقّى والحفظ والتدوين وهو ما جعل

(جعفر السراج) الذى مدح مذهبهم كثيراً بشعره،أن يعيبَ عليهم ذلك قائلاً:

إذا كنتم تكتبون الحديثَ ليلاً،وفى صبحكم تسمعون

وأفنيتم   فيه  أعمارَكم  ، فأىّ   زمانٍ   به   تعملون ؟

*وقد تعرّض (ابنُ حنبل) لمحنة قاسية،وهى فتنةُ القولِ بأنّ  القران الكريمَ مخلوق، وهو رأيُ المُعتزلة، وكان ذلك في عهد المأمون الذى كان يعتنقُ مذهبَهم،

ويحبّهم ويقرّبهم إليه ويستعينُ بهم.

وكان( ابن حنبل)  يؤمنُ  بأنَّ  القرآن  كلامُ  الله  عزّ وجلّ،وكلام الله صفة من صفاته،والله  تعالى  قديم

لاأوّل له، فصفاته يجب أن  تكون  قديمة  لاأوّل لها،

إذ لاانفصال للصفة  عن  الموصوف ، والقول  بخَلْقِ

القرآن معناه أنه حادثٌ وغير قديم ، لأنّ كلّ مخلوق حادث.

ولما رفض (ابنُ حنبل) الخضوع حملوه مُقيّداً إلى المأمون، ولكن المأمون مات  فى"طرطوس" وابن حنبل فى الطريق.

لكنّ المأمون كان قد أوصي  أخاه المعتصم  الذى سيخلفه ، بأن يسير سيرته فى خَلقِ القرآن،وكان (ابن حنبل)سجيناًينتظر مصيرَه،فاستدعاه المعتصم، الذى جادله وأغراه  وتوعّده ، ولكن(ابن حنبل) أصرّ على موقفه،فساروا به إلى السجن  فظلّ  به عامين ونصف العام،بعدها أخرجوه من السجن واهى القوة مريضاً مُثخناً  بالجراح ،  ومكثفى منزله  حتى برئ،

ثم  عاد  لدرسه ، وفى جسمه  ندوب  وآثار  للمحنة السوداء،ثم تولّى (الواثق) بعد المعتصم ، فسار على طريقة سابقيه،بل منع (ابن

حنبل) من الاجتماع  بالناس ، فظل( ابن حنبل) فى عزلته  حتى  مات  الواثق ، وتولّى ( المتوكّل) الذى

حاول ان إذ الفتنة،وإزالة آثارها السيئة،بعد أن قضى ابن حنبل فى تلك المحنة أربع عشرة سنة.

ولما استبان للمتوكّل إخلاص ابن حنبل،رفض قبول الوشاية فيه.

لم  يؤلّف ( ابن حنبل) فى  غير   الحديث  والسنّة،

وأشهر  كتبه  هو  كتاب " المسند " الذى  جمع  فيه

 ماجمع من أحاديث الرسول(صلى الله عليه وسلم)

...وقد ضمّ "المسند" أربعين ألف حديثاً،وقد أدركته المنيّة قبل أن يرتّب هذا الكتاب.

وقد استخدم (ابن حنبل)الشعر فى الدعوة لمحاربة الأهواء  والأباطيل ، ويُجيزه  في  الوعظ  والتذكير

..ومن أشعاره:

إذا ماخلوت الدهرَ يوماً فلا تقل

خلوت ولكن  قُل  : علىَّ  رقيب

ولاتحسبنّ  اللهَ   يغفل مامضى

ولا أنّ   ماتُخفيه   عنه   يغيب

لهَونا  عن  الأيام  حتى تتابعت

ذنوبٌ   على    آثارهنّ    ذنوب

فيا ليت أنَّ  اللهَ يغفر  مامضى

وبإذن  لى  فى   توبةٍ   فأتوب

ومن كلماته :

_ الدنيا دار عمل ، والآخرة دار جزاء،فمن لم يعمل هنا ندم هناك.

_ إذا مات أصدقاء الرجل ذَلّ.

_إذا  كان  فى الرجل  مئة خصلة  من الخير ، وكان يشرب الخمر،محتها كلّها.

مرض (ابن حنبل) مرض الموت ، وكان لايشغله فى مرضه الا الصلاة، والتفكير فى توزيع المال الذى تركه،وثلاث سعرات من شعر النبىّ كانت عنده.

وقد توفّى ضحى يوم الجمعة الثانى عشر من شهر

ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين،وكانت جنازته جنازة حاشدة شهدها عشرات الألوف،ودفن

فى بغداد.

__________

حامد حبيب_مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *