اقرأ ايضاً

عزاء واجب للأستاذ الفاضل محمود جابر في وفاة والدته

فريق ألفا تيم - إبريل 14 2025

كلام فرط صوتي

فريق ألفا تيم - إبريل 13 2025

JET' E VESHTIR

فريق ألفا تيم - إبريل 13 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما هو

 

عندما تقرأ أثرا إغريقيا

العقيد بن دحو

.com/img/a/


يوجد مثل عالمي شهير يقول : عندما تحب احب صحيحا ، و عندما تشتري بضاعة ما اشتريها صحيحا. و عندما تسكن بيتا اسكنها صحيحا ، و عندما تقرا كتابا اقراه صحيحا ، فانك تحيا مرة واحدة بالعمر فعشها صحيحا.  الزيف و الاحتيال ملا الاسواق ، و ارجاء الدنيا ، و لم تعد قيمة للانسان ، الانسانية ، وصناعة الانسان الا للاشياء الفارغة ، فراغ الانسان من اية قيمة انسانية !

بل توجد مقولة اخرى تقول : اذا اردتني ان اضحك اضحك انت اولا ، و اذا اردتني ان ابكي ، ابكي انت اولا !

و كل ما هو امامي لا يخيفني !

هذا حال من يقرا و يهتم ادبيا و فنيا و فكريا باي اثر اغريقي كلاسيكي تقليدي اخلاقي !

هو الوحيد ان بكى البطل او تالم ، ان ابتسم و ضحك ، يبكي و يضحك الوجود كله في اي عصر من العصور و في اي زمن من الازمنة ، و عند اي جيل من الاجيال ؛ كون الاله هو من بكى او ضحك اولا.

لن و لم يسمح لك جودة و روعة الابداع ما توصل اليه الاغارقة في مجرى الزمن. ان تقرا كتابا اخر ، ان تتطلع على مسرحية اخرى او فيلما ، او شيئ من الفنون الزمانية و المكانية او قولا او خطابا مما هو اليوم المتوجه الى جمهور غائب مغيب. تشعرك بان تقصا فظيعا واتزانا مختلا تجوب هذه العروض (...) ، تمنعها من البوح و الذوذ و الدفاع.

تعود فكرة قراءة كتاب اغريقي دون غيره ، الى العلامة المرحوم الالمعي ؛ موسوعة الجزائر مولود قاسم نايث بلقاسم ، وهو بالمكتبة القومية التونسية يطلع كتابا ما ، فواجهته المكتبية " المستشارة" هل قرات سيدي " مليوس حبيبتي"

قال مولود قاسم نايث بلقاسم و اين اجد هذا الكتاب ؟

قالت : بالمكتبة الملكية البريطانية British Library king dom..فما كان على العلامة الا ان  سافر باليوم الموالي. و لما وصل الى المكتبة القومية الملكية البريطانية ، سال " المستشارة" امينة سر المكتبة القونية البريطانية : ايوجد عندكم كتاب كذا.....!؟

ظلت المكتبية واقفة تمثالا ، مندهشة ، و كان الطير على راسها ، تحاول ان تتاكد من السؤال ، فهم العلامة من البقية صمت و سمت و كرر لها سؤال !

تحركت المستشارة الى الرفوف و هي لا تصدق ما سمعت !

قدمت له الكتاب و قالت : اتدري بان ثلاثة فقط من كبار قادة العالم قراوا الكتاب و انت رابعهم في تلريخ انساب الالهة Theogonia !

لم يبرح العلامة المكتبة ليلها و نهارها حتى انتهى من قراءته.

اشكاليتنا ليس لا ننا امة لا تقرا ، و حتى اولئك المحسوبين على عالم القراءة ، لا تقرا و لا تدري ان1ها تقرا !

المقروئية فعل عمل رابع ، و اذا اردت ان تتطلع على جودة كتاب من عدمه ،  يجب  ان تعرف اولا كيف قرئ ؟

اعرف كيف رجالات دولة و علم و فكر سافروا و مسحوا فيافي و قفار في (اوديسة) البحث عن كتاب ليقراوه فقط ، ليست هي قراءة اطفال مدارس بافلوفيا ، منعكسا شرطيا ، و ليست هي قراءة ايطالية داخل العلبة الايطالية بما يسمى ما قبل المسرح الحديث هذا ، انما قراءة حواريةحضارية  ، بين شخوص الكتاب ، حلما و كلمة و فكرا و فعلا و بين القارئ المحتمل . حوار بغية ان يعلم. يمتع ، يهز.  يدهش. بل حتى بغية ان يبعث الامل او الياس او غير ذلك...

لن تجد هذه الصفات و المميزات الخلاقة الخلابة الحسنة الا في كتاب اغريقي ، كونه امتاز بما امتازت به الالهة من جودة وروعة و حب و جمال له وقعه على القلوب الصادمة اذا مستها عصا موسى ، و تهز الحلق من ديباجته كما يقول المفكر اللغوي الفرنسي (فرانسول كروازييه).

كتاب اغريقي او اي اثر (....) فني ادبي فكري اخر ، يختلف عن اي كتاب اخر ، يشعرك بانه يسجن مجتمعا باكمله بين دفتي كتاب ، و يسجنك معه ، يحول القارئ و جمهور كتابه الى اشياء من اشيائه ، الى متاعه ، بل يجري عليهم مختلف التجارب بغرفة تعذيبه ، و يخضعهم الى منطق " سرير بروكست" ، ان كان الشخص طويلا قص من قدميه ، و ان كان قصيرا شده بحبال حتى تطول قدماه. انه السجان الجلاد. (ابل هرمان).

ليس من السهل ان تقنع جمهورا قراءة اثر معينا ، او كان تخضعه عن زمانه و مكانه لبعض الوقت ، اللهم ان كان مجانا لا يلزم القارئ في شيئ لا اخلاقيا و لا اجتماعيا و لا ماديا و لا معنويا.

عندما يقرا القارئ صحيحا دون تزييف او تحريف ، دون تملق او تعلق ، تعلقا ساذجا او ميلا عاطفيا غريزيا .

سوف يظهر كل ما يعرض امامك من كتب و حركات ايقاعية و ايثارة  ومجرد هرظقة ، و العاب صبيانية - وقت مستقطع -  ينتظرون بفارغ الصبر مهرجهم المفضل.

عندما تقرا و تطلع الى هذا الكتاب كيف قرئ اولا ، ستبدو لك الكتابات الاخرى لا معنى لها ، و تبدو المسرحيات التي تعرض امامك (مسرحيات) فعلا بمعنى الشارع للكلمة ، و سوف يبدو لك هذا الخطيب او ذاك كلام فحسب ، من كلام السيد (كلام) بطل (القلعة) رواية كافكا التمثيلية.

لهذه الاسباب و الاخرى كنا ننادي مرارا و تكرارا العودة الى الكلاسيكيات ،  ، اعادة منظومتنا التربوية التعلمية التعليمية ، ومنظومتنا الثقافية التثقيفية الى الاصول ، الى الجذور المعرفية ، الى ينابيع الفكر الكلاسيكي ، تفي اللحظة ، الخالد.

لهذا الاسباب كانوا مسؤولينا نوابغ ، اذكياء ، عندما كانوا يتولون مناصب عليا وزارية ، يحولون مكاتبهم الى مكتبات فكرية ، و ليست مواضع لقص الاظافر !..

كل ما هو امامي لا يخيفني ، و عندما تقرا " هوميروس" ، "هزيود" ، "فرجيل"، "صوفوكليس" ، "يوريوبيدس" ، "اسخيلوس" ، "ارستوفانز"....و العديد... العديد من اولئك الروع الرائعين ، الذين يحجون اليهم القراء من قارة الى قارة و من بحر الى بحر ! بكتسب القائ مناعة ، حصانة ادبية فتية تمنعه و تقيه عن اي شواش ، يخلط اوراق اللعب ، مادامت الفنون عانة لعبة عنبقة الجذور ، القصد من ورائها اعادة التوازن ما بين الانسان و المحيط

بل عندما تكون قراءتك صحيحة ، و معاشك صحيحا ، و مركبك صحيحا ، و صحتك صحيحة فلن يهز جبلك ريح ، مما  يعرض علينا  من رقص ورفص، على جميع المحاور و الاصعدة و ليست الثقافية و الادبية و الفنية.

تبين اليوم اكثر من اي وقت مضى ، عندما نجد رجالات الكونغرس الامريكي ، بل الرئيس الامريكي ، يتكلم بلغة اللمحة الاولى للكلمات الاولى ، اي وفق لغة الاساطير الاغريقية ، يكون بالمقابل  الصعوبة بمكان مواكبة هؤلاء القوم الذين ترجموا قراءاتهم الى اقوال وافعال دبلوماسية.

عندما يتحدثون بلغة الاساطير الاغريقية : "بروست" ، " بروكست" ، " ميداس" ، " سيزيف" ، " الكترا" ، " اياس" ، "فيلوكتيتيس".

صعب ان يواكب رجلا لا يقرا في مجرى حياته اثرا اغريقيا كلاسيكيا هذا العصر الحديث ما بعد الحداثة ، القائم اصلا على التفكير المعاكس و نبدا التغذية الراجعة (الاثر الرجعي) ، عندما تملك المخلية الابداعية مشروعا قوميا وطنيا في الادب و الفن و الثقافة.

 و انت تتطلع و تتفرس في ملامح شخص يعرض اليك بضاعته الفنية ، يشعرك بانه مهزوز الشخصية ، غير مقتنع بما يسرده ، كونه اول خير العارفين بمرجعيته و خلفيته الثقافية الحضارية من مسافة صفر ، فهو يعمد على تعويض الخسارة ، التماسها من بين اكف الحاضرين ، التصفيقات الباهتة بلا طعم و لا ذائقة فنية، و كلمات الاطناب الجوفاء الخرقاء الرعناء ، هذا ان وجد من يفعل ذلك ، و الا ظلت الكراسي منذ يونسكو يوجين الى يومنا هذا الشاهد الوحيد على موت الكاتب وموت الكتاب معا ، و ما بقيت الا النظرات الاخيرة و الكلمات الاخيرة الفارغة التي تخرج من افواه المصلين متحشرجة ، على اكبر قراءة لم تقرا صحيحا. على شاهد قبر مجهول ، كتب عليه هنا : ترقد المقروئية الخطا عند الرجل الخطا في المكان الخطا و الزمان الخطا!.

في الاخير عودوا او لا تعودوا الاثار الاغريقية ، الوقت ينفذ ، بل كونكم لن تعودوا ابدا.

يقول (هوراس) : " اتبعوا امثلة الاغريق و اعكفوا على دراستها ليلا كما اعكفوا على دراستها نهارا "

و يقول احسان عبد القدوس : كلما قابلت مبدعا اساله : هل قرات شيئا عن الادب اليوناني ، ان كانت احابته بالنفي سقط من عيني !.

فبليسقط من يسقط ، فقط حافطوا ان يسقط الكتاب من ايدي اطفال المدارس الامل  (هوب) الذي اصله اغريقي.


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *