اقرأ ايضاً

إشراقة شمس = 38 =

فريق ألفا تيم - إبريل 17 2025

عن أغنية "يا ريتك فاهمني" و أنغام

فريق ألفا تيم - إبريل 17 2025

مدير عام الإدارة العامة للتعليم الإعدادي بالوزارة يشيد بانضباط العملية التعليم بمدارس الفيوم

فريق ألفا تيم - إبريل 15 2025
جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

إعلان في أعلي التدوينة

شرخنا الثقافي الثالث

 

شرخنا الثقافي الثالث

العقيد بن دحو

العقيد بن دحو

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%20%D8%A8%D9%86%20%D8%AF%D8%AD%D9%88

يقول العلامة و المفكر الإسلامي الجزائري الألمعي الأودعي ، المرحوم "مالك بن نبي" : "ان وجدت شرخا في قميص متسول فهو شرخ في ثقافتنا و في حضارتنا" !.

كان هذا الشرخ في قميص متسول فمابالك ان كان في قميص (غني) يدعي الاورستقراطية الإجتماعية !؟

و ما أكثرها الشروخ و الندوب في ايامنا هذه ، زمن (خباط كراعو) على حد تعبير الممثل القدير الجزائري " حكيم دكار" ، و على وزن المقولة : اولدي اعقلها وسير مولاها يتولها" !

لا شيء ادبيا و فنيا و ثقافيا يدعو الى التأمل و الأمل على أننا في الطريق الصحيح ، ما زلنا بعاد...كل البعد عن الوثبة الحضارية بشقيها المادية و المعنوية التي ينتظرها منا الوطن ، و تلك التي تنتظرها منا التضحيات الجسام الملايين من الشهداء على ان ترى هذا الوطن سعيدا.

ما زلنا بعاد....و انت تدعو الى أمسية(....) محسوبة على الفن و الأدب و الثقافة ، و انت ترى بأم عينيك العشرات من شخصيات (خباط كراعو) المستنسخة تستنسر المنابر خبط عشواء.....!

ما زلنا بعاد و المسرحيات - ان صح التعبير - تُعرض ديكتاتوريا على من حضر ، و لا يسمح فيها بهامش المناقشة ، التحليل ، و التركيب ، و النقد عموما و نقد النقد !

ما زلنا ابعاد....حين يفرض شاقوليا على (الجمهور) نصوصا درامية مجهولة الهوية و النسب و المذهب ، و ساعة ما ينتهي العرض يفترق الجمع يتتفس الصعداء ، و كأنه مجبر لا بطل ان يتحمل ألم جلد المشاهدة حتى الرمق الأخير.

ما زلنا ابعاد....حين نحتفل من القاعدة الى القمة او من القمة الى القاعة - صعدا نحو الأسفل - و لا ندري لماذا احتفلنا ؛ أهو حفل تأبيني أم حفل قرباني دنيوي ديني !؟

مازلنا بعاد.... حين نلمس المرفق العام الثقافي المحلي و الوطني يعيش بؤسه السرمدي ، "لا يبتسم فينوس في منزل كل دموع" كما تقول الإغريق و الأغارقة القدماء.

أين ازدهار المؤسسات التي جاءت من أجله ؟

ما زلنا بعاد....حين نسمع - ان لم تستحي افعل ما تشاء - خلف الكواليس بلغة البزار و السلع : هذه البضاعة أدي و لا خلي....على وزن : قهوة موح اشرب وروح !

ما زلنا بعاد.....عن الفن الراق حين نجد (خباط كراعو) يخلط بين الإبداع و المحاكمة و التفكير الدرامي ، و بين أناشيد صغار الكشافة المبتدئين ، و بين اغاني اطفال المخيمات الصيفية !

و ما دمنا هكذا نجلس في هلع آسر فيما يفرض علينا (خباط كراعو) المتردية و ما اكل السبع ، رداءة ما بعدها رداءة على جميع الأصعدة و المحاور لغة خارج النص لا تنتمي لأي قاموس و لا لأي أسلوب ، لماذا اذن نشمئز و نتقزز من تلك الكلمات النابية البديئة التي يتفوه بها اليافعين و صغار المراهقين و حتى أصحاب المراهقة المتأخرة في شوارعنا و ازقتنا بمدننا الكبيرة سواء القريبة من البحر منشأ كل حضارة أو تلك البعيدة عن البحر.

كان من المفروض ان الحياة كوميديا التفكير و تراجيديا الشعور هي من تقلد الفن ، لكن العكس هو الحاصل و تحصيل الحاصل.

كان من المفروض ان المرفق الثقافي الفني ان يكون خير مؤثر في المدينة ، من يعيد لها وهجها الحضاري التليد ، حين كانت المدينة بمعنى (بوليس) / Polis أي أحسن معلم.

لكن في ظل تواجد (خباط كراعو) في كل مفصل من مفاصل المرفق العام ، جعل الجميع فنانين وجمهور و تقنيين فنيين داخل مخيم صيفي كبير في عز فصل الشتاء ، لا ليقص علينا قص "شتاءات" الشاعر السيريالي ملارميه ، انما خربف الرجل النبيل الجديد الفهايمي ، بعيد كل البعد عن الفكر او العلم ، بعيد عن الرقيب ، التفتيش الثقافي ، عندئذ لا تلومن الصبيان في حالة الرقص..و هكذا يكون (خباط كراعو) الجديد أعادنا الى ثقافة الزردة و الهردة ، و ثقافة هز الأكتاف و الأرداف (مولود قاسم نايث بلقاسم".

شرخنا الثقافي الثالث الذي نعيشه في هذه الألفية صحيح كان سببه هذا الكائن الغريب ، غير ان غياب المثقف الخقيقي عن مرفقه العام الثقافي كان السبب مما يعيشه ، يرى بأم عينيه حجم الأفلاس الفني التي وصلت اليه جل المراقق و لا يستطيع أن ينبش بإبنة شفة ! بل يرى التدهور و الهدم و لا يتكلم بحجة أهل مكة ادرى بشعابها.

المؤسسة الثقافية اليوم و لا سيما في ظل الصلاحيات الممنوحة (خباط كراعو) عاجزة كل العجز عن أداء مهامها النبيلة التي خلقت و بعثت من اجله : اعادة التوازن ما بين الإنسان و المحيط !

شرخنا الثقافي يوشك ان يكتمل دوائره الخربة في ظل تواجد مثل هؤلاء الأشخاص ، الذين لا احد يدري من أين جاءوا ققط أقبلوا ليبثوا الحياء السلبي في احذاق المشاهدين ، بحيث يحضرون محاكم شبيهة بمحاكم التفايش بداية القرن الماضي ، بحيث لا يستطيع المشاهد أن يبدي وجهات نظره ، في حين يكتفي بالنشاهدة من اجل المشاهدة و الحضور من اجل الحضور ، ثم يغادر كالظل الحسير منتكس الملامح يجر اديال الخيبة في امنه الثقافي ، و هو يرى كل تمثال جميل نصب بالدم و الدموع يهدم بمطرقة (خباط كراعو) الشعواء.

شرخنا الثقافي يكمن في أولئك أشباه أدعياء الفن و الثقافة الذين ابتلانا بهم الله ؛ اما يلعبون او يحرمون اللعب ، مادام المسرح فن لعبة المحاكاة ، لعبة عميقة الجذور ، القصد من وراءها اعادة التوازن ما بين الإنسان و المحيط. و من حيث الإبداع لعبة الله. تواجد شخص (خباط كراعو) على ركح المشهد الثقافي العام ، يشير الى أننا ما زلنا بعاد......،!


***********************


***********************

اكتب تعليقاً

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *