العقيد بن دحو
محاكمة الضمير / محاكمة الكيان
العقيد بن دحو
المكان : كل مكان
الزمان : كل زمان
الحدث : مجازر الحرب الإسرائلية على قطاع غزة فلسطين.
توطئة/
في عز هذا العصر الذي أثقله منطقه ، و في ظل الحرب البربرية الإسرائلية
الصهيونية على فلسطين قطاع غزة ، التي لم تبق على بشر و حجر و شجر إلا ابادته مع سبق اصرار و ترصد ، و في ظل ما صار يطلق
عليه الجنون التاريخي ، نهاية التا يخ ، حين يصير العالم يفكر وفق منطق ابليس أي
وفق قوته التدميرية و مدى ما يسببه الإنسان لأخيه الإنسان من أضرار جسيمة على جميع
الأصعدة و المحاور السياسية الإجتماعية الإقتصادية الثقافية و حتى الامنية
الإيكولوجية ، اعادت الإنسانية الى ماكان يطلق عليه حضاريا بالصفر التاريخي في زمن
صفر مسافة و صفر ورقة . يضل الضمير الإنساني الوازع الاخلاقي مستيقظا في أية لحظة
يكون قادرا على أن ينصب خيمة عدالته و ينصف الملايين من هضمت و سلبت حقوقهم.
إمكانية الفن التي هي غضة لا سيما فن
الأدب التمثيلي ان يعقد محاكاة لأفعال نبيلة ، تحقق الحق لأصحابه و تنصف المظلوم
، تزيح الستار عن الجريمة و تكشف سوأتها
للضمير العالمي ، بل توقظه بدوره من سبات بروبجندا الآلة الإعلامية الحربية
المتحيزة التي لا ترى إلا ما يريده رجل الشر الأبيض الجديد في زمن يشهد فيه تراجع
سلطتي الدبلوماسية و السياسة في وقف الحرب على أصحاب الحق. تلقي القبض على المجرم
الحقيقي و تقدمه للمحاكمة الضمير. كحق اخلاقي على المجرم لا يبطله تقادم و لا
يطويه نسيان.
الأشخاص /
- بروميثوس مقيدا
- شمشون (القاضي العبري)
- دليلة (الفتاة الفلسطينية الكنعانية)
- قاضي
- اثنان من المستشارين (2)
- مدعي عام
- محامي
- حاجب المحكمة
- مجرم حرب متهم يمثل جند اسرائيل.
- محلفين (الجمهور يصوت على
الإدانة من عدمها).
اللوحة الأولى /
* (يسمع النقرات الثلاث للمسرح التقليدي الأخلاقي) ، كما يسمع صوت الحاجب
(صارخا) : محكمة !
* يسمع صوت جماعي : هل الجريمة تفيد !؟
- القاضي : بإسم الضمير الجمعي العالمي الحي ، بإسم الحرية و العدل
الدوليين ، بإسم جميع الضحايا من لا صوت لهم نعلن عن بداية المحاكمة .
نادي يا حاجب عن المتهم الأول !
- الحاجب : بروميثوس مقيدا.... !؟
- القاضي : اسمك و سنك و عنوانك ؟
- بروميثوس : اسمي سيدي القاضي بروميثوس الملقب بأبي البشرية أو الملقب بجد
البشرية....
- القاضي : أنت مسبوقا قضائيا....!؟
- المدعي العام : لو سمحت سيدي القاضي هذا بروميثوس الملقب بجد البشرية محبا
للبشر كما تدعي الميثولوجية الإغريقية . و رد اسمه في العديد من أثار ملاحم ينابيع
الفكر الإنساني التقليدي الأخلاقي ، كما هو اليادة و اوديسا هوميروس ، و ورد اسمه
في ثيوغونيا انساب الآلهة للشاعر الملحمي الآخر "هزيود" ، الموسوم أيضا
سيدي القاضي واهب النار للبشر.....
- القاضي : حسب ما هو مسند لدي من مستندات و تحقيقات الشرطة انت متهم بسرقة
النار للبشر من مملكة السماء أورانُس ؛ ما رأيك في التهم المنسوبة اليك يا
بروميثوس يا جد البشرية ؟
- بروميثوس : سيدي القا......
- المحامي(1) : لو سَمَحَت لي عدالتكم الموقرة أن اتدخل مُرافعا عن وكيلي ،
سيدي القاضي موكلي ، شهد عدة معارك جليلة في مواقع كثيرة في سبيل استرداد حريته
حتى أطلق عليه "بسجين الحرية" ، و هو لم يهب البشر النار احدى عناصر
الحياة ، انما الماء ، الهواء ، و التراب أيضا.
سيدي القاضي هذا المتهم الماثل بين ايديكم ؛ البرئ ساهم مع زيوس ابن
عمه الإنتصار على الجبابرة التيتانوس
عمالقة الشر ، و رفض أن يتولى أية مهام أرضية ، بفضله تم انتشار الحكمة و العدالة
و المساواة و الحرية و النظام ارجاء المعمورة... انظر سيدي القاضي أولى ملامح سذاجة
البداية لأولى علامات البراءة تملئ محياه ، رغم تعاسة و شقاوة منظره الأشعث الأغبر
القادم مما قبل التاريخ... !
- القاضي : المتهم بريء حتى تثبت براءته ؛ ألديك أقوال أخرى يا بروميثوس
.....!؟
- بروميثوس : كل ما أريد أن أقوله قاله السيد المحامي ، اكتفي بما قيل سيدي
القاضي .
- القاضي (متوجها الى المحامي) : ألديك ما تضيفه يا موكل الدفاع ؟
- المحامي : اكتفي بهذا سيدي القاضي .
- القاضي : حسنا
(متوجها الى المذعي العام....) !؟
- المدعي العام : أكتفي بتهمة السرقة ، و من يسرق بيضة يسرق دجاجة ، و من
يسرق خروف يسرق ثور ، و من يسرق قطعة ارض يسرق وطنا ، تعددت الأسباب و السرقات
واحدة. أطالب بتطبيق أقصى العقوبات على هذا المتهم سيدي القاضي على هذا المجرم !
- المحامي(1) : لو سمحت سيدي القاضي ، يمكن أن نضيف أن موكلي بروميثوس ساعة
ما أُلقِي عليه القبض تعرض للتعذيب و العنف الجسدي و التنكيل به ، قُيِّدَ عند
صخرة كبيرة ، عرضة لوحش الطير تنهش كبده نهارا ليتجدد ليلا !
- المدعي العام : أنا أعترض سيدي القاضي ، ان كان و لابد ، كان يعني ذلك
على المرء أن يغذي ضميره بالندم فالندم انفع للبشر !
- القاضي : ارجو ان يكون أبا البشرية شبع ندما مادام الندم سيد الأدلة !
انتظر الحكم بعد المداولة.
...........
...........
يا حاجب نادي عن المتهم الثاني
- الحاجب : المتهم الثاني شمشون القاضي العبري .
- القاضي : اسمك وسنك وعنوانك ؟
- شمشون : اسمي شمشون سيدي القاضي
- القاضي : أنت قاضي
- شمشون : نعم !
- القاضي : كان الأولى بك و الأجدر أن تكون خير العارفين بمهن القضاء !
أن تكون عادلا مع نفسك اولا......!
أنت متهم بتهديم المعبد على من فيه من المصلين ،
ما رأيك في التهم المنسوبة اليك !؟
- شمشون : شَعري.... ! شَعري.... سيدي القاضي !؟
- القاضي : و ما دخل شَعرك بأسرار القضاء !؟
............................................
- المحامي (2): لو سمحت سيدي
القاضي الحديث ذو شجون ؛ منذ ان وُلِدَ
شمشون طفلا صغيرا ، لم يولد كسائر الأطفال على أرض غزة فلسطين ، وُلِدَ و هو يحمل
سرا في شعره الطويل ، تماما كما رأته امه في منامها ، تماما كما حذرها الرائي أن
لا تقص شعره فسر قوته يكمن في شعره !
- المدعي العام : لو سمحت سيدي القاضي ،
اذن أستخدمت قوة شعرك كسلاح !؟
اذا كانت القوة بجانبكم لا ترون الا انفسكم ، تماما كما اجزتم قتل اطفال
فلسطين لأسباب دينية.....
من يملك الذهب يَسُن و يكتب القانون !
ستكتشف بأنك كنت أصلعا يا شمشون.....!
- القاضي : ما رأيك يا شمشون فيما أدعاه عليك السيد المدعي العام ؟
- شمشون : أمي سيدي القاضي...... !؟
- القاضي : ثاني...! مرة شعرك و مرة أمك....!؟
- المحامي(2) : سيدي القاضي منذ ان وُلد شمشون ولد بمعجزة عجائبية في شعره
، و لما أشتد ساعده وبلغ مرحلة الزوجية ، أراد كسائر الشباب من أترابه ان يتزوج و
يبني له بيتا ! خطب فتاة من أهالي غزة فأشترطوا عليه أهلها ان يكسيهم بثلاثين
رداءا فسافر الى أرض خانيونس ، و في الطريق صادف تواجده أسدا فأمسك به و قسمه
قسمين ، منذ تلك اللحظة أدرك الأهالي سر قوته تكمن في شعره الطويل !
وصل خان يونس و قامت معركة بينه و بين ثلاثة ألاف جندي انتصر عليهم جميعا.
ولما عاد الى أرض غزة سالما غانما ثانية وجد خطيبته قد تزوجت رجلا آخر فجن
جنونه ، ذهب عقله و فقد صوابه ، و عمد الى
حيلة مجموعة من الأرانب جاعلا في اذيالها كرات من النار ثم بعث بها الى حرق حقول و
مزارع القمح و الشعير مما اثار غيظ غضب الاهالي !
- المدعي العام : هذه جريمة أخرى سيدي القاضي يعاقب عليها القانون ، حرق
حقول وادرام النار في مزارع العمال و الفلاحين البسطاء !
- المحامي (2) :
تآمرت ساكنة غزة على موكلي و عمدوا الى حيلة الإطاحة به ، بعد أن رشوا
دليلة الفلسطينية. و قد تعرف عليها شمشون
الا مؤخرا فغدرت به ، بعد أن اغوته و افشى لها بسر لغز شعره ووشت به !
ما كاد يرتد له جفن و يستسلم
للهزاع الأخير ، حتى تسللت نخبة من الأهالي تحت جنح الظلام ونفذوا جريمتهم
الشنعاء.
لم يكتفوا بقص شعره ، بل فقأوا و سملوا عيناه ، و صار ضريرا أعمى كما ترى
سيدي القاضي......أليست هذه جريمة متكاملة البنيان أسا و أساسا في حق موكلي.....
!؟
- القاضي : التقرير الذي بين يدي يشير حتى وهو أعمى ، عندما اقتادوه الى
المعبد ، يجلس عند عمود من أعمدة المعبد ، فجأة بدأ يشعر شعره يسترد طوله ، وقوته
تدب فيها الحياة....... !
- المدعي العام : صاح ، و بأعلى صرخته المدوية : "عليّ و على أعدائي
يا رب " !
تهدم المعبد على رؤوس من فيه من المصلين !
جريمة ما بعدها جريمة في حق العام ، أطالب بأقصى العقوبات في حق شمشون
القاضي ، من قضى بصيحة واحدة ؛ أزهق بها العديد .... العديد من أرواح أهالي غزة و
فلسطين !. ماذا تسميها هذه قتل أم ابادة جماعية.....!؟
.................... ....... ...............
- القاضي : ألديك أقوال أخرى سيدي النائب العام ؟
- المدعي العام : أطالب بأقصى العقوبات في حق شمشون حاميها
حراميها....القاضي و الجلاد معا......!
- القاضي : الدفاع.......!؟
- المحامي(²) :
الخطأ أصيل بالذات البشرية ، يمكن التقليل منه لكن لا يمكن القضاء عليه ،
موكلي هذا الماثل بين ايديكم بلغ أقصى جهده أن يستخدم قوته الخارقة في الصالح
العام ، لكن معظم الناس أشرار !
- القاضي : معظم الناس أشرار ، لكن من يفعل الشر في الآخرين يفعل الشر في
نفسه اولا ، أغنية حفظناها جميعا منذ كنا صغارا على ظهر قلب ! ....ألديك أقوال
أخرى...!؟
- المحامي(2) : (يكتفي بالصمت).....!
- القاضي : دون اطالة نادي ياحاجب عن المتهم الثالث .
- الحاجب : المتهم الثالث الفتاة الفلسطينية دليلة
- القاضي : اسمك وسنك و عنوانك...؟
- دليلة : اسمي دليلة سيدي القاضي من فلسطين .
- القاضي : أنت متهمة بسلسلة من التهم
1- المؤامرة على شمشون
2- تكوين جماعة اشرار
3- الوشاية و التخابر على حل فك شفرة سر قوة شعر سمشون
4 - المشاركة في فقع عينا شمشون !
ما رأيك دليلة في التهم المنسوبة اليك ؟
- دليلة : سيدي القاضي أنا بريئة ،
كل ما قي الأمر أني تعرضت للغش و الخديعة و الإحتيال ، هم سيدي مجاميع يهودا من
اغروني أن اقوم بهذا العمل.
- القاضي : أفشيت و كشفت لهم سر قوة شعر شمشون !
- المدعي العام : القانون لأ يحمي المغفلين....! جعلتيه حتى ينام و قصيت
شعره ، ثم سلمتيه على طبق من ذهب الى هؤلاء المجرمين ؛ اننا أمام سلسلة من الجرائم
، الجريمة تجر الجريمة ، نحن أمام صراع عصابات ، عقارب تطحن عقارب !
- القاضي : الدفاع.....؟
- المحامي (3) : سيدي القاضي ، سادتي المستشارين... للسيد المدعي العام
الموقر ، و سائر اعضاء المحكمة المحترمين....انظروا الى هذه الفتاة اللطيفة... الى
نظارة وجهها....الى بهاء طلتها....الى جمالها.. و رخيم صوتها....حمامة سلام تمشي
على الأرض ملاكا.....
- القاضي : المحكمة تعترض ، لا مجال للعواطف و أشعار الغزل ، قلل من اسلوب العواطف ، الجلسة جلسة قوانين و
عدل و أدلة دامغة صماء و ليست جلسة شعر و شعراء....اتم ان كانت لديك مرافعات
أخرى....؟
- المحامي (3) : شكرا سيدي القاضي ، كنت أريد أن أقول فيما معناه : أنظروا
بحق ربكم ، انطروا بحق ضمائركم الإنسانية النبيلة ، و عظمة شخصياتكم النبيلة
الموقرة ، موكلتي هذه ، حتى أنظروا الى دلالة من اسمها نصيب مما تقول ، دليلة ؛ بل
سيدة الأدلة على براءتها ، أنها فتاة نورانية لا شأن لها بما كانت تدبره عصابة
يهودا....
الذنب كل الذنب ما اقترفته العصابة المتآمرة ، و ما فعلته بالإنسان و
المحيط على حد سواء...!
- القاضي : السيد الوكيل العام .
- السيد الوكيل العام : ....... (صمت) !
- القاضي :(متوجها للمتهمة) : ماذا تقولين أو ماذا تطلبين....!؟
- دليلة : أطلب الصفح و الغفران !
- القاضي : أطلبي هذا من المعبد أو من الكنيسة نحن هنا في محكمة....سلي
ضميرك...!؟
النطق بالحكم بعد المداولة.
*** *** ***
اللوحة الثانية/
نفس الديكور طاولة يجلس خلفها نفس القاضي ، نفس المستشارين ، على خلفية
منهم صورة كبيرة لميزان....غير بعيد على اليمين المدعي العام... و على اليسار كرسي المحامي.
* - (يسمع خلف الكواليس) : لا ينبغي أن يكون القانون مناهضا للعدالة .
- القاضي : بإسم الضمير الإنساني الأعم ، و بإسم الشعوب الثواقة للعدل و
الحرية و المساواة نشرع في المحاكمة ، نادي ياحاجب عن المتهم !
- الحاجب : المتهم اسرائيل !
- القاضي : اسمك ، سنك ، و عنوانك ؟
- اسرائيل : اسمي سيدي القاضي اسرائيل ، ورد اسمي في اسفار الثورات و
التلمود ، و في العديد من الملاحم .
- القاضي : ان صحت فراسة ما تتدعينه فليس الفضل لك ؛ انما الفضل لأولئك
الشعراء المبدعون الذين استنطقوا الحجر و الشجر ، و نفخوا فيهما شيء من حتى
انفاسهم و ارواحهم العجائبية لتكون أنت على ما انت عليه اليوم من غطرسة و
عنجهية...
انت اسرائيل متهمة منذ تاسيسك الأول ؛ منذ وعد بلفور 1948 بالإبادة
الجماعية في حق ألاف الفلسطينيين ، بل انت
متهمة بخلق كيان عنصري صهيوني عالمي دموي
قائم على الصدمة و الترويع.... السيد المدعي العام....!؟
- المدعي العام : سيدي القاضي هذه اسرائيل متهمة منذ وعد بلفور 1948
بإقتراف افظع و أبشع انواع الجرائم في حق الفلسطينيين ، حتى أصبح القتل و الدمار
للإنسان و المكان عقيدة المستعمرين ، قتلت الاطفال و النساء و الرجال و الكهول ، الى درجة الإبادة الجماعية يندى لها جبين
الإنسانية جمعاء. كما هو جارِ اليوم في قطاع غزة...
اسرائيل هي هي كما هي بالأمس كما هي اليوم كما هي غدا ان لم تجد من يردعها
و يحاكمها !
- القاضي (متوجها بالقول للى اسرائيل) : ما رأيك في التهم المنسوبة اليك !؟
- اسرائيل : هذا الوطن و طن اليهود ، و سل الكتب السماوية ، اما ما يُنسب
الي فهو في حق الدفاع عن النفس....
- القاضي : السيد المدعي العام.... ؟
- المدعي العام : مجازر تلو المجازر لم تتاخر اسرائيل ممارستها على الساكنة
الآمنة ليست على قطاع غزة فحسب و انما في اي مكان يتواجد فيها فلسطيني يردد نشيد
فلسطين بلدي.
سيدي القاضي طيلة حروبها الدامية مع الشعوب الفلسطينية رافقتها بحروب اخرى
في تلك التي تبيد الكينونة البشرية على وجه هذه البسيطة من كوكب الأرض ، استخدمت
اسرائيل مختلف الأسلحة و العدات الثقيلة الارضية و للبحرية و الجوية ، ناهيك عن ما
جد منها الكترونيا و استخبراتيا على شعب أعزل ، كانت صرخة واحدة من شمشونكم ان
تقتل ثلاثة الاف جندي من جنود اعداءكم او كما تزعم مخيلاتكم الجمعية او ما تزعمونه
في صناعة تاريخ شعاركم أرض بلا شعب و شعب بلا أرض....
- القاضي : شكرا للسيد المدعي العام ، ألا يوجد محامي للشعب الفلسطيني !؟
- المدعي العام : لا اعتقد سيدي القاضي الشمس تحتاج الى دليل انها
تتقدم.... لأن الشمس خلقت هكذا.. و دورها لن تحيد عنه ؛ قد تحجبها الغيوم لبعض
الوقت لكنها سوف تعود أكثر قوة و أكثر سطوعا تماما كما يعيد التاريخ دورته في مجرى
الزمن ، مرة في شكل مأساة و مرة في شكل مسخرة ، و لا أرى سيدي القاضي مأساة و
تراجيديا مثلما يعيشها اليوم الشعب الفلسطيني على ارض غزة !
و لم أر مسخرة مثل هذه المسخرة و العالم الحر أصحاب الحق (الفيتوي) الذي
طالما كسروا رؤوس الخليقة بشعاراتهم
الرنانة و دوخوا العالم بمخدر بروبجندا اعلامهم الرهيب ، السلم و السلام و الأمن
الدولي في حدود انتشار ثقافة التسامح ، الحضارة الديمقراطية حرية و مساواة و
عدالة. حق الشعوب في تقرير مصيرها.....
لغة الخشب ولغة كراسي فارغة عاجزة كل العجز عن صناعة حوار ما بين الأديان ،
و لا حوار ما بين الحصارات ، و لا حوار ما بين الثقافات . انه حوار الطرشان و
تجارب أسلحة و أمهات قنابل ليس إلا.....!
فلسطين سيدي القاضي لم تعد في حاجة الى دفاع ، فلسطين لعبة كواليس الكبار ،
و المسامع الصم ، الأعين العمي ، و الألسن البكم ، و سائر الحواس الأخرى المعطلة
المريضة تأكل مع الذئب و تبكي مع الراعي ، و حتى الذئب ذئب يوسف ! لا ترى لا تسمع و لا تتكلم الا عندما يؤذن لها
أوتوماتيكيا.
- القاضي : الدفاع.....؟
- الدفاع : سيدي القاضي هؤلاء منذ جدنا الاول شمشون القاضي العادل ، جلب
العدل و الحرية و قوة الحكمة و التبصر الى هذه البفعة من الأرض المقدسة التي كانت
خرابا و غير آمنة منذ البدء....كانت تسكنها بعض الوحدات النورانية القبلية و بعض
الغجر ، الذين يكتفون في عيشهم بالعفاف و الكفاف ، و ما تجلبه لهم الطبيعة من صيد
وطرائد و من اسلاب و تعدي على بعضهم البعض. هم بالغالب بعض العشرات بعيدون كل
البعد عن الحضارة التي يعيشها الإنسان المتمدن بطبعه و تطبعه اليوم .
- القاضي : اعترض..،..!
- المدعي العام : شكرا سيدي القاضي يبدو سيدي القاضي يبدو الدفاع من كوكب
الجمهورية الفاضلة ، يعيش ما قبل التاريخ بأفكار سفسطائية "يثوبيا" !
صانع اساطير و خلف كل حجر فلاسفة تختفي قضية متجمدة ، حديث بألف صوت ، لا
عندما تبرر الجرائم لأسباب دينية ، كتلك التي تقول ان (يهودا) برر قتل أطفال غزة و
فلسطين كهدية لأطفال اسرائيل ، كان لا بد ان يقتل الطفل الفلسطيني كيما يعيش الطفل
الإسرائيلي....!
خرافة لم يعد يصدقها أحد !
ذهنية مريضة و مرضها مرض الامراض : السأم...الملل...الكلل....العدمية...و
الهروب من المجتمع.
سيدي القاضي كما ترى الحرب على الفلسطينيين عامة لا تهدي زهور محبة و لا
عربون علب حلوى ، و لا حتى اكاليل غار و آس توضع على قبور الالاف من الضحايا
القتلى ،
بل بالغالب هذه الهدايا التي تهدى ما تكون مسمومة ، تزيد ليالي الحزن قتامة
، و مشاهد القتل تقتيلا...!
ابادة ممنهجة لقتل ااطفل أبا الإنسان و الطفل أبا الرجل.
هذا الكيان أبدع في مجرى حياته أبدع بمطرقة الحقد و ازميل الإنتقام ابشع
تمثالا " من كل "لا شيء لا سيء" ! يغذيه بدماء الفلسطينيبن اطفالا
رجالا و نساءا.
هذه الإسرائيل ترمي بالقرارات الدولية عرض الحائط ، لا تنصاغ لأي قرار.
سيدي القاضي ان كانت اسرائيل في كل مرة نمتاز بالحصانة و الحماية الدولية و
الأممية هذه سانحة وفرتها لنا هذه الحرب الضروس ارجو سيدي القاضي اللا تفوت كسائر
المحاكمات الفائتة الأخرى.
نرجو سيدي القاصي أن تمنح فرصة لهذا الضمير العالمي أن يستيقظ مجددا ، ان يسترد عافيته من مخالب نسر الخرافة و يأخذ
بصولجان الحكمة و بكفتي الميزان ، و يحكم بقسطاس العدالة و قاعدة الحق ، بحيث لا
ينبغي ان يكون القانون مناهضا للعدالة.
فرصة سيدي القاضي أن تحاكم العدالة الضمير هذا المجرم الكيان الصهيوني ،
عما عجزت عنه محاكم العالم ، محاكم (القلعة) التي يحيل فيها الجلاد الحكم الخصم ؛
الضحية الى مجرد اشارات ، حروف ، ملفات و أرقام !
في كل مرة كانت تعرض القضية الفلسطينية على المنابر العالمية ليست كقضية
لها ابعادها التشريعية انما كحالة تخضع لمقاييس احوال الطقس و الضغط الجوي ليس
إلا....!
لا يمكن أن تفلت من العقاب هذه المرة سيدي القاضي.
- القاضي : حسنا...! الدفاع ماذا ترى....؟
-الدفاع : سيدي القاضي موكلتي في مجرى التاربخ بل حتى ما قبل التاريخ تعرضت
لأبشع انواع التنكيل و العذابات ، بل بلغ بالنازيين الى حد الإبادة الجماعية ،
وصولا الى المحرقة اليهودية "هلوكوست" ؛ بل بلغ بهم الإستبداد و
الإستعباد الى حد استخدام اجسادهم وقودا لصناعة الصابون ، تكفيرا و تطهيرا و
تنظيفا من ادران ما اقترفت سوأة أيديهم
الملوثة بدماء اليهود و أنفسهم الشريرة.
سيدي القاضي ان هذه الماثلة بين أيديكم الآن تعرضت الى التهجير القصري شتى أصقاع العالم و
نُعث اليهودي الواحد ببئس التلامز و التلاسن بالأسماء و الألقاب و حتى بأسماء نوع
من انواع الحيوانات و الحسرات !
ماذا نريد ما الذي يفقد الود سيدي القاضي
هذه البلدة الآمنة أن تصير بعد جد و كد وطنا له عاصمة و علم و نشيد وطني ،
وطن مساهم في صناعة هذه الحصارة التي نشهدها و نعيشها اليوم بكل تجلياتها
التماثلية و الإلكترونية التقنية الحديثة و ما بعد الحداثة.
ثم كل ما قامت به موكلتي هو الدفاع عن نفسها لا اقل و لا اكثر ، و اعتقد
الدفاع عن النفس مكفول به شرعيا.....ان دولة اسرائيل حكومة و شعبا و جيشا تعيش
رُهّابا (فوبيا) ارهاب ممنهج و مسلح بأعتى انواع الأسلحة فرط الصوتية ، تجاوزت
الكلاسيكية المعهودة منها من الصواريخ
الباليستية العابرة للقارات الى الطائرات المسيرة....
ان هؤلاء الإرهابيون جعلوا يوميات الإسرائليين يعيشون على وقع الإنذار
المبكر تحت الأرض حياة جحيم لا يطاق...
أسألكم بوجه الله أليس هذا ظلم....
!؟
- القاضي : السيد المدعي العام !
- المدعي العام : شكرا سيدي القاضي .....قوله هذا ينطبق عليه قول المثل
العربي : "تلدغ العقرب و تصيء" !
تبرير ما لا يبرر ، الحرب سيدي القاضي أبشع انواع التجارب القاسية يأخذها
الإنسان ضد أخيه الإنسان. المحكمة لا تجرم المكان الجغرافي في حد ذاته ، انما
الإنسان سواء خيرا كان أم شريرا هو الذي يوضع نفسه بدلا عن الجغرافيا. المحكمة
عندما تحاكم اسرائيل فهي تحاكم كافة قادتها السياسيين و الغسكريين الأمنيين ،
المتهمين بالإبادة الجماعية منذ وعد بلفور الذي منح وطنا للكيان يسمى اسرائيل.
سيدي القاضي أن هذه الجرائم البربرية التي نشهدها اليوم على المباشر وسمة
عار على جبين الإنسانية قاطبة ان صار يفلت المجرم في كل مرة من العدالة و ألعقاب .
نحن اليوم كل واحد منا أمام صحوة ضميره ،
اما ان نكون ثانية او لا نكون. سانحة نعود قيها الى ذاكرتنا البشرية و ليست
ذاكرتنا الحيوانية ، يوم كانت البشر مرتبطا ارتباطا بافلوفيا غريزيا بذاكرته الحيوانية.
يوم كان يمتاز بإطراح الحياء كما كانت تمتاز به اطراح الحياء عند سائر الحيوانات ،
سياسة الغاب ، البقاء فيها للأقوى !.
سيدي القاضي....الإنسان الحديث تجاوز عدة مراحل من الإنسان العارف ،
الإنسان اللعوب ، الإنسان الخرافي ، الإنسان الشاعر ، الى انسان هذا العصر الذي
أثقله منطقه ، و في كل مرحلة من هذه المراحل المتقدمة كان ينمو و يصنع بكيفية أو
بأخرى ارثه الإنساني العميق ، لا ليأتي اليوم و يدمره بأفظع انواع الاسلحة الفتاكة
المحرمة ذوليا ما بين قوسين.
سيدي القاضي الجريمة جلية و جلل لا غبار عليها. و حتى لا نمكن المجرم هذه
المرة الإفلات من الغقاب ، نطالب بأقصى أنواع العقوبات على قادة اسرائيل العسكريين
و السياسيين الاحياء منهم و الاموات ليكونوا عبرة لمجرمين آخرين بلاضمير !
هؤلاء سيدي القاضي فقدوا بهاء نظارة وجوههم و لبسوا قناع الضحية و صاروا
علنا جهارا نهارا يسفكون دماء الأطفال و النساء و الشيوخ العجزة ، فقط القتل من
اجل القتل ، أناس مرضى ساديين يتلذذون بعذابات الآخرين.. و لكم واسع النظر و محكمة الضمير سيدي القاضي.
- القاضي : ما رأيك......!؟
- اسرائيل : (صمت)......!
...............................
- القاضي : الدفاع ؟
- الدفاع : شكرا سيدي القاضي مهما يكن موكلتي سواء كانوا رجال ساسة أو قادة
جند و حتى مخابرات ارجو من عدالتكم الموقرة أن تروا بعين الموضوعية و رغم كل ما
قيل من أغاليط في حق موكلتي من أباطيل تهم ، ساهمت رجالاتها و نسائها في صناعة
الوعي الحضاري الديمقراطي ، أحسن بكثير من تلك الدول الريعية النائمة في العسل و
التي لا تحسن إلا التباكي على ظلال الأطلال و الحيطان.
سيدي القاضي اسرائيل دولة مسالمة ، غير ان التهديدات الأرهابية الرهابية
التي تؤمن برمي اسرائيل في البحر !
اظن كافة المواثيق و العهود تشير الى حق الدول الدفاع عن النفس......أطالب
البراءة التامة لموكلتي ، و تعويض الضرر تماما كما عوضتها ألمانيا و العديد من
الدول فيما ألحقته من أضرار جسيمة في حق اليهود.
- القاضي : ألديك أقوال أخرى....؟
- الدفاع : اكتفي بهذا سيدي القاضي .
- القاضي : المدعي العام....؟
- المدعي العام : اننا متواجدون في هذه المحكمة الأخلاقية ، محكمة الضمير
للننصف ألاف المنكوبين ، ألاف المنكودين ، الاف المعوزين ، و للنزل الرأفة و
الرحمة لتلك الأرواح البريئة التي ازهقت بغير وجه حق ، تلك التي لا تزال تحلقة ما
بين السماء و الأرض ، تفتح اعين الإنسانية و تهمس في مسامعها ، تشد بتلابيب ما
تبقى من جبر الخواطر ، لعلنا جميعا ننصفها ، و نحق لها الحق كيما يغمد لها جفن ، و
تنام في هدأة ملكوة السماء و الأرض.
لن تسعد الإنسانية قاطبة سيدي القاضي ما لم نوقف هذا القتل اللاصفات و اللا
لون على اطفال و نساء غزة فلسطين ، بل ما لم نحاكم موشي دايان ، رابين ، شارون ،
.... و سائر قادة جنودهم ووزراء حربهم ، من هندس و اعطى الأوامر ، و نفذ قتل
الابرياء ، من حاصرهم وضيق معيشتهم الى حد
المجاعة و انتشار الوباء ، من هدم بيوتهم على رؤوسهم و قض مضاجعهم ، من حطم مدارس
الأورنوا ، من مسح المستسفيات و الصيدليات من قسم ابي قراط او من مصل
"اسكولابيوس"....جرائم ما بعدها جرائم سيدي القاضي اطالب بأقصى العقوبات
على المجرم !
- القاضي : حسنا بعد ان استمعت
المحكمة الى جميع الاطراف ، سواء كانوا أشخاصا معنويين أو طببعيين متهمين بشكل
مباشر ، أو هم مجرد اشخاص محض الخيال الجمعي بشكل غير مباشر ؛ قررت محكمة الضمير
أن يكون الحكم بعد الجلسة التداول.
*** *** ***
اللوحة الثالثة الأخيرة /
يسمع صوت خلف الكواليس : " لا حرية لأعداء الحرية "
- القاضي : بإسم الضمير الجمعي للإنسانية قاطبة تستأنف المحكمة الاخلاقية و
الوازع الاخلاقي في مخرجات احكامها المتممة و النهائية.
نادي على سائر المتهمين ياحاجب مع العلم ان نطلب حكم المحلفين الذين يمثلون
الضمير الجمعي ، التصويت على المجرم و مقترف الجريمة برفع الأيدي عند
الطلب...ياحاجب نادي عن المتهمين جميعا.
- الحاجب : المتهمين جميعا : بروميثوس ، شمشون ، دليلة ، اسرائيل متمثلة في
شخص يمثل رؤساء حكوماتها ووزراء دفاعها و جنودها المتهمين.
- القاضي : (يطرق المطرقة الخشبية ايذانا النطق بالحكم على المتهمين
الطبيعيين و المعنويبن ، سواء كانوا من ابداع المخيال الجمعي البشري او هم أشخاص
طبيعيون تورطوا بكيفية أو اخرى في جرائم ضد الإنسانية
و لأن لبناء حضارة العدالة ،
يلزمنا عدالة تاربخ و اخرى للشبيهة بالتاربخ.
يلزمنا قانونا وروح القانون ، يلزمنا خيالا جمعيا وازنا بديعا ، كما كان
دائما القانون يستمد قواه من العرف و الإرث الإنساني العميق الجذور. لا بد
بالنهاية ان تسود العدالة ، و لا بطلان لها
لا بالتقادم و لا حتى عندما يغادر المجرم الى أفول لا يؤوب منه مسافر.
القانون ليست مادة صماء كما يعتقد البعض ، و العدالة غايتها الأولى و
الأخيرة أن تصل الى الحقيقة ، حتى ان كان سبيلها ان تعود الى (زوس) سيد النظام ، و
الى تلك الحكمة التي كانت مستقرة برأسه ، و تهشيمه ، حيث تخرج الألهة (يونوميا)
على رأسها خوذة و بيدها الرمح في اشارة الى قوة الحكمة و نشر الحرية و العدل و
السلام ارجاء المعمورة.
العدل اساس الملك ، و اذ لا ملك و لا حرية و لا مساواة دون عدل.
لا نظام و لا اقتصاد و لا سياسة و لا مجتمع و لا فكر و لا ادب و لا فن و لا
جمال دون عدل.
لا حضارة و لا تقدم انساني و لا تطور دون عدل.
الجريمة لا تفيد ، و القانون لا يجب أن يكون مناهضا للعدالة ، و لا حرية
لأعداء الحرية.
ممن يطلب الفقراء و المغتصبة أرضهم العدل ؟
ممن يطلب المنكوبين و المنكودين المعوزين "فيتو" ينصفهم ؟
ممن يطلب من أستعمروا و أستدمروا حقهم في الحياة ؟
لذا تبقى المحكمة هذه الملجأ الأخير لإيقاظ الضمير العالمي من سطوة الغالب
و صاحب الحق التاريخي و عليه ما تحكمة المحكمة ؛ محكمة الضمير بما يلي :
1 - ببراءة المتهم (بروميثوس) الملقب
بجد البشرية ، فكوا كافة قيوده ، و يصير بروميثوس طليقا حرا كعادته صديقا
للبشر ، يمكنه الإنصراف لعلك تكون قادرا في المرة القادمة أن تجلب و تهب للبشرية
قليلا من العدالة بعد أن وهبتهم عناصر الحباة : الماء ، النار ، الهواء ، التراب !
- بروميثوس ؛ يحيا العدل....يحيا العدل....!
- القاضي : فكوا قيده .. واخلوا
سبيله من ذاك وحش الطير الذي كان ينهش كبده ، بعد ان غدى ضميره بالندم. على الندم
ان ينتقل الى ضمائر اخرى في هذه الحياة إن بقي فيهم ضمير يذكر !
يمكنك الإنصراف جدنا بروميثوس لك كل البراءة .
2- المتهم شمشون القاضي العبري انت متهم بكل الجرائم المنسوبة اليك
أولا حكمت عليك محكمة الضمير بقص شعرك سر قوتك التدميرية من جذوره ، مع
السجن مدى الحياة مع تقديم خدمات في صالح العام لتعليم الناشئة و الناس اجمعين
أصول العدل و الحضارة الدبمقراطية على اعتبارك كنت قاضيا ، و تعليم الناس قوة
الروح و النفس في مساعدة الآخرين بغض النظر عن ديانتهم او لغتهم او انتمائهم
العرقي القبلي.....خذوه...!
- شمشون (صارخا) : عَليّ و على اعدائي يا رب....عليّ و على اعدائي يا
رب....شعري.......شعري ياناس.... !
3 - المتهمة دليلة انت فتاة
فلسطينية من قطاع غزة ، متهمة بالتخابر مع الاهالي و الحاق الأذى بشمشون
الجبار....
حكمت عليك المحكمة بالسجن لمدة عشرة سنوات سجنا مع الأشغال لصالح النساء مع
مراعاة تخفيف الحكم اذا ما تماثلتي الى ضميرك الجمعي و الفردي و نبذ و الإبتعاد عن
كل الخيانات الموصوفة....!
4 - اما قضيتنا المركزية ، محاكمة سائر قادة اسرائيل السياسيين و العسكريين
و الأمنيين منهم ، و كل من ساهم في هذه الإبادة الجماعية ، المأساة العالمية ، منذ
وعد بلفور المشؤوم الى يومنا هذا.
و لكن قبل اصدار الحكم ، لا بأس ان نعود الى (المحلفين ، نطلب التصويت برفع
الأيدي ، أي مخاطبة الجمهور على اذانة جرائم اسرائيل) :
1- المصوتون بنعم
............
² - المصوتون بلا
..............
3 - الممتنعون....
...........
طيب اذن بعد الإستماع الى سائر الاقوال
و بعد الإستماع الى الدفاع
و بعد الإستماع الى الشهود
و بعد الإطلاع على مختلف الوثائق و التقارير و كذا الصور و الفيديوهات ، و
كذا تصويت المخلفين باغلبية ساحقة تعلن محكمة الضمير بإذانة اسرائيل اذانة كاملة
على مختلف جرائمها ضد الفلسطينيين اولا و ضد الإنسانية جمعاء ثانيا ، مسؤولية
اسرائيل على جرائمها التي ترقى الى درجة الإبادة الجماعية ، كما أنها ترقى الى
جرائم حرب دولة ، و عليه تقرر ايضا مسؤولية مسؤوليها رؤساء حكوماتها و كبار قادة
جيشها على الجرائم التي اقترفوها منذ وعد بلفور الى يومنا هذا بالسجن المؤبد
ليكونوا عبرة لمن تسول تفسه أن هذا العالم مشاع و سقط متاع بلا وازع اخلاقي أو
بضمير هش و ضغيف أو أن احكامه تبطل بالتقادم......قودوهم....!
- يسمع في الكواليس صوتا جماعيا يردد :
ان الحكمة لأول ينابيع السعادة ، لا ينبغي أن نقصر في تقوى مصداقية عدالة
الضمير. ان غرور المتكبرين و أصحاب الحق السامي ليعلمهم الحكمة بما يجر عليهم من
الشر ، و لكنهم لا يتعلمون إلا بعد فوات الوقت و تقدم السن.
____النهاية____
حررت و تمت بولاية أدرار / الجزائر / تاريخ/ 09 - 04 - 2025.
محكمة الضمير / ا. العقيد بن دحو.
اكتب تعليقاً