يحيى محمد سمونة
إشراقة شمس
= 39 =
كان "أبو مفيد" قد عبر ببضع كلمات عن استيائه من سلوك الشبيحة إذ يتسببون في نشر فوضى أمام الفرن بدل أن يكون الواحد منهم في محل تنظيم و تنسيق و مسؤولية
و كان من سوء حظ " أبو مفيد " أن يلتقط بعض المخبرين من شبيحة
النظام كلماته تلك !!
و لعل أسوأ شيء قامت به طغمة النظام البائد يوم أن تولت مقاليد الأمور في
البلاد أنها أطلقت العنان للأجهزة الأمنية تعبث بأمن مواطنيها بدل أن تكون عامل
استقرار لهم !! -
لم تكد تمر خمس دقائق على مقالة "أبو مفيد" تلك حتى وصلت المكان
سيارة ستيشن 504 بيضاء، ترجل منها أربعة وحوش، شقوا طريقهم نحو "أبو
مفيد" تأبطوه و جعلوا يقتادونه !!
و كانت الأمور تسير بعدها في المكان على ذات الوتيرة من الفوضى، و كأن شيئا
لم يكن و كأن هذا الفرد من القطيع الذي تم اقتياده لا يعني لهم شيئا
ها هي سيارة الستيشن 504 البيضاء تعود إلى المكان بعد مرور عشر دقائق فقط
من غيابها، توقفت في منتصف الفسحة الترابية الواقعة أمام الفرن ترجل منها الوحوش
الأربعة اجتمعوا معا على سحب جثة "أبو مفيد" و ألقوه أرضا و لم يزل يقطر
دما = رحمه الله تعالى و أحسبه شهيدا بإذن الله تعالى و ما كان ذنبه سوى أنه تفوه
ببضع كلمات جعلت منه كبش فداء لكل من تسول له نفسه أن يتفوه بكلمة معارضة حتى و إن
لم يحمل سلاحا =
هكذا كنا نعيش في وطننا الحبيب سورية آنذاك
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
