يحيى محمد سمونة
إشراقة شمس
= 38 =
كان من الممكن لأبي مفيد أن يحصل على طلبه من خبزه اليومي في أقل من ثلاث ساعات، لكن شبيحة النظام البائد كان لهم في ذلك غير هذا الرأي
الشبيحة بالمختصر كانوا ورقة رابحة بين يدي النظام البائد، بهم يضرب الأهل
بالأهل و يخرج من بينهم سالما غانما في معركة غير متكافئة بين شعب أعزل و طغمة
حاكمة امتلكت الصواريخ و البراميل و شبيحة بلا خلق ولا دين ولا ضمير
البحر البشري أمام فرن "سعودي" يموج موجا، ف الجوع كافر، و كل
امرئ هاهنا ينتظر دوره في الحصول على قوت يومه من مادة - بها لوى النظام البائد
ذراع الشعب -
هاهو شبيح يأتي من بعيد و ثان و ثالث و رابع كل واحد منهم تجده منتفشا ك
طير طاووس، يخترق الصفوف غير مبال بأولئك الذين ينتظرون دورهم في الحصول على الخبز
منذ ساعات، يمد يده للبائع الذي لم و لن يتردد لحظة في تخديم هذا الشبيح المنتفش و
غيره و سواه
بروحه المرحة يبتسم أبو مفيد و يقول للذين هم أمامه في الطابور "
هؤلاء الوخم - يقصد الشبيحة - لن يضبطهم و يربطهم سوى الجيش الحر" [ كان
الجيش الحر و ألوية الباحثين عن الحرية آنذاك يرابطون على تخوم حلب ولا يستطيعون
دخولها بحكم الوحشية المفرطة للنظام البائد ]
لم يكن أبو مفيد يتوقع أن تلتقط كلماته تلك من قبل أحد المخبرين المنحطين
الذين لا ذمة لهم ولا كرامة ولا شرف😠😠😠
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا