جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك
حامد حبيبغزةفلسطينكلنا غزةنقد

فنحنُ في غزّة نمقُتُ الفرار.. "عرائسُ العتمة" قصة : كرم الصبّاغ _مصر رؤية نقدية:حامد حبيب _مصر

 

فنحنُ في غزّة نمقُتُ الفرار...]

  -------------------------------

       "عرائسُ العتمة"
قصة : كرم الصبّاغ _مصر
رؤية نقدية:حامد حبيب _مصر

—--------------


-----------

   في قِصٌةٍ كان من أهمٌِ غاياتِها أن نشُقَّ من اليأسِ

طريقاً  إلى الأمل ، ومن  العَتمَةِ  طريقاً  إلى  النور..

في قِصّةٍ تناولت تلك  المشاهدَ التي  تتوالى  حتى الآن في قطاع  غزّة  في  اختزالٍ لُغوي  له  دلالاتُه

البعيدة ، فيه  تجاهُل  للحُكام  العرب  وإسناد  دور

البطولةِ الحقيقي لأهلِ"غزّةَ " الصامدين  في  وجهِ

الدمار..." فنحنُ في غزّةَ  نمقُتُ الفرار / لعلّ  رُفاتنا

تُنبتُ  في يومٍ  ما اشجاراً  وشموساً،وبنينَ وبنات ،

ودُوراً تضجُّ بالصَّخبِ والحياة / رحِمُ  الفلسطينية

أرضٌ خصبةٌ ، سرعان ماتجودُ بثمرِها.."

في  قصّةٍ  تؤكّدُ دورَ الأُدباءِ العرَبِ  في  فَضحِ

المحاولاتِ   الصهيونية ،  والتضامُن  الشعوري

الموكَّد مع اهم قضايانا القومية ،ومع اهلِ غزةَ

الصامدين ،الذي يحتفي بهمُ الكاتب رغم عُمقِ

ومرارةِ المأساة….

في قصّةٍ جاءت اللُّغةُ فيها لتحدِّي كلَّ المحاولات

الاستعمارية لطمسها ، أو إضعافِها  والتحقير  من

شأنِها باعتبارها من أهم مقوِّماتِ هُوّيتِنا العربية.

علينا ان نتوقّفَ عندها رغبةً  في  تناولها  لاطلباً

من صاحبِها ولاتكليف ،لأنّ العملَ  الادبي الجديرُ

بالقراءةِ لايصحّ إن نمُرَّ به  مروراً عابراً  ولانُكلّفَ

أنفُسَنا شرفَ المشاركةِ فيه ، والتضامن معه فيما

اشار إليه ، فجميعنا أدباءُ او نُقاد ذلك هو الوقتُ

الذي يحتاجنا أن نصطفَّ فيه بأقلامِنا واصواتِنا

وإن  نتواجدَ  جميعاً على الجبهةِ  في   مواجهةِ

هذا الطغيان وهذا  العدوان الآثم ،  وهذا التكتّل

الغربي المُعادي الذي يحاول ان يستمرّ في هدم

كل ماتبقّى لدينا  من آثارِ هذه الأُمة.

كان هناك تزامُن بين حالةِ  التخيُّل  والاستغراق

في الكتابة ، وحالة الوعي  التي كانت  من  أهم مظاهرها ذلك   الوعي  اللُّغوي   الذي  نجح  في

خروج القصةِ  أن تكونَ شاهداً  واعياً للأحداث،

وفي التوثيق الفنّي لفترةٍ حالكةٍ من  تاريخِ الأُمّة.

والمستوى اللُّغوى في  قصص ( كرم الصبّاغ )

له  دلالاته  الهامة  التي لايجب  أن نغفلَ عنها،

فلرُبّما حملَت في حد ذاتِها إبراز التحدّي لمحاولات

هدم الهويّة العربية التي  اهمّ  مقوّماتِها الُّلغة،

ليؤكّد لهذا العالم أنَّ  لُغَتنا ، رغم  كلِّ  المعاولِ

التي تستخدمونها لهدمهاحيّةً،ولن تنالوا منها.

وهو يُثبتُ ايضاً  أنّ  لكُلٌِ اديبٍ  لُغتَه الخاصة  التي

ينتقيها لنفسِه،وأسلوبَه الذي يُميّزه، وانَّ اللغةَ ليست

عُنصُراً مُفرَداً  في الأدب ، أي إنها ليست  مُجرّد

قواعدَ نحويّة وصرفية وبلاغية ، بل هي وعاءٌ

فسيحٌ ، وكِيانٌ حيويٌّ  مرِنٌ  قابِل للتشكُّل  والتلوُّن

طبقاً لقاعدتَي:قُدرة الموهبة،وثراء الحافظة اللغويّة.

والكاتبُ يتجسّدُ لُغوياً في نصِّه .وعلى هذا الاساس

فاللغةُ هي ابنةٌ شرعيّةٌ للموهبةِ  والتاريخ  والسياقِ

النَّوعي الذي يكتُب فيه .

ولُغتُنا  العربية الفُصحى  حملَت  خصائصَ  تفرَّدت بها ،إذ هي استوعبَت ولاتزالُ قادرةً على استيعابِ

الاحداث والوقائع والحروب ،كما إنها تُمثّلُ _ ايضاً

_الموهبةَ والتجربة التي تُعبِّرُ عنها.

والكاتبُ ينتمي للمدرسةِ الواقعية، وكما قال ( ابنُ

عربي) : "الأديبُ  مَن عرفَ  وقتَه".....تأثّر الكاتبُ

بما  يجري  من أحداثٍ  علي ارضٍ  "غزّة"  وانفعل

بتلك الأحداثِ الدامية التي  استمرّت  من  اكتوبر

(٢٠٢٣م)حتي يناير(٢٠٢٤م)ومازالت مستمرة، لأنها

أحداثٌ حُقَّ لها أن  تستأثرَ باهتماماتِ الأُدباءِ....

كيف لا ، وهي أهمُّ قضايانا الكُبرى..كيف لا وقد

استاثرت باهتمام  الشعوب  في  ارجاء الارض ،

نظراً لفداحتِها وعظيمِ اثرِها.

استطاع اختزال مايجري ، مُتَتبِّعاً حالتَين ، كان

يستهدفهما بالكتابة .

_الحالة الاولي:إبراز وحشية  العدوان  الإسرائيلي على غزة ،في قوله : "...في انتظار الغارةِ  المُقبِلة ،

على مَن يأتي الدّور..خيمةُ  السماءِ  المعتمة...يفردُ أجنحتَه السوداءَ على تابوتٍ ضخمٍ يُدعَى القطاع…

وهل  يُعيي  ذلك  الكائنَ الأسطوري الدَّميم  نشرَ جناحَيه  العملاقَين  على  ثلاثمائة  كيلو متراً  أو

مايزيد؟

هل يُعجزه إن  يهُزَّ شجرةَ "غزّةَ" العاريةَ فتتساقطَ بين   كفَّيهِ   رُطَبُ  الأرواحِ  التي أنضجَها   الجوع،

والعطش والقصف، والرُّعبُ والدمار ؟  مازالت روائحُ  الشواء  التي انبعثَت من بين ثنايا الأجسادِ المُحترقة عالقةّ في الهواء….".

اما الحالةُ الثانية : فإثباتُ روح التحدّي لدي شعبٍ

مقهور ، يرفضُ  رغم حجم  الدمار  الهائل  النزوح،

وأن  يغادرَ   وطنَه ،  ويأمل  في  أن  يكونَ  النصرُ

حليفَه ، وانَّ الغدَ له لا لعدوِّه ، فيسوقُ  على  لسانِ

هذا الشعبِ قوله:"....فنحنُ في غزّةَ  نمقُتُ الفَرار..

لعلّ  رُفاتَنا  تنبُتُ   في  يومٍ ما  أشجاراً  وشموساً ،

وبنينَ  وبنات ،  ودُوراّ  تضجُّ  بالصخَبِ  والحياة…

رحِم  الفلسطينية  أرضٌ  خصبةٌ ، سرعان  ماتجودُ

بِثمرِها"....." فأراكما  أنتِ  وفرَح  بصُحبةِ  عددٍ

لانهائي من العرائس تُحلّقانِ في سماءِ غزّة التي

تبدّدَت عتمتُها لِلتّوّ"..

فيالَه من أملٍ مطلوب في تلك المرحلة في قصّةٍ

لاتقطعُ حبالَه، ولاتدعو للتشاؤم واليأس،بل تبعثُ

في النفوسِ املاً  للنصر  والعِزّة ،  وليس  مطلوباً

في تلك الحالاتِ من الحروب إلاّ تلك النبرة  التي

تدعو للصمود.وكما قال(دوستويفسكي):"كلما كان

الليلُ اظلَم ، كلما كانت النجومُ أكثرَ سُطوعاً ،وكلما

كان الألم أعمق،كان اللهُ أقرب".

لم يبقَ امامنا إلاّ إن نعودَ ادراجنا  للُّغةِ  ومحاسِنها

حين تؤدي وظيفتها بما ينبغي،وحنكةِ الكاتبِ في

تشكيلِِها بما يناسبُ الاحداثَ من كناياتٍ  في قوله

"تابوت ضخم يُدعَى قطاع" كنايةٌ  علي أنَّ  أرضَ

غزة  صارت كلها  توابيت للموتي،كنايةً عن كثرتها،

و " وذلك  الكائن  الأسطوري الدميم "  كنايةٌ  عن إسرائيل  ،  وتلك    الاستعارة    التصريحية   في

"رُطبِ الارواح"  بتجسيدِ  المعنوي  ،  وفي   قوله

"رفاتنا تُنبت أشجاراً وشموساً"  كاستعارة   مكنية،

ذات قرينة  لفظية  وهي "تُنبت" تمنع   من  إرادة المعنى  الأصلي  ،  والتشبيه   المُجمَل   في  قولِه

" رحِم الفلسطينية  أرضٌ  خصبة "  بحذفه   لأداة

التشبيه،وذكره للجامع(وجه الشبه) وهو الخصوبة.

وكثيرٌ من ذلك،لكنها جاءت  في  سياقها  بلا  تكلُّف

وادّت وظائفها المطلوبة.

.......................

# تحياتي وتقديري الاديب/كرم الصبّاغ

مع تمنياتي له بدوام التوفيق.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *