الحصان و الأرنب
العقيد بن دحو
طاطا الحصان راسه تواصعا هامسا في اذني صديقه الارنب :
الا ترى يا صديقي يتهامزون، يتلامزون يتغامزن، يتلاعبون علينا ببئس الالقاب
، خدمة اغراضهم السياسوية و الشبه الثقافية و الرداءة الادبية. و مختلف سباقاتهم
الدنيئة !؟
الفرس كذا...و الارنب كذا.. !
والفريسة واحدة !.
اترى صديقي الارنب ، يرفعوني الى مصاف عليا ، اكد و اجتهد و اتدرب على
المدمار صبحا و مساء ، و عندما احقق الفوز و النجاح ، يكرم الفارس شكلا ، ليتوج
الامير صاحب الاسطبل مضمونا !.
اترى هذا الظلم ؟!
حقا صديقي الحصان قال ارنب ؟
و ما ذنبي ! ؟ حين يترشح علان او
فلان لكرسي ما سياسي محلي او وطني ، و الصحافة تشير الي بالارنب !
صحيح انا ارنب ، لكن ارنب لنفسي
لفصلي ، لنوعي، لست لشخص اخر ميكيافلي ، الغاية عنده تبرر الوسيلة. بل الماكلوهاني
الغاية هي الوسيلة. ساعة ما يعتلي الكرسي ، يغترب ، ياكلني لحما و يرميني
عظما....!
صرنا مضرب مثل سوء لانانية نرجسية سادية مقيتة.
انتقلت الحالة المرضية هذه الى مسابقة ملكة جمال ، الملكة المتوجة و
الوصيفات. الفرس او الحصان و الارنبين.
هي صحيح صديقي الحصان ترى الظاهرة انتقلت الى القيم ، المسابقات الادبية و الفنية ، حين يختار
الانانيون ، فارسا متوجا واحدا ، ملكة جمال واحدة و ارنبين ، يسمونهم كما يشاءون !
البافلوفية صديقي ، القليل من يثبت ايمانه ، و يضع قلبه على الحجر و يرفض
هذه اللعبة الحيوانية ما بين قوسين ، القليل من التنويريين من يرفض غمار الولوج
لعبة الجوائز ، و يفضل ان يلعب دور الحصان و الارنب ، الحصان خصانهم ، و الارنب
ارنبهم نحن براء مما يصطلحونه !
ما يحز بالنفس صديقي الارنب ، يا من ارتبطت به انانية البشر ، ان بعض من
خسبتهم فرسانا ، من حسبناهم سلطة من غير سلطة ، ملح الخليقة ، من حسبانهم ادباء
يقومون بدور الكومبارس ، لعبة البديل ، تراهم يلهثون خلف جزرة تسمى اصطلاحا جائزة
!.
يشبهون مسابقة ملكة الجمال ، و عندما تتوج الملكة من ارادته دار عرض
الازياء ، الشركة الداعمة الممونة اعلاميا و اعلانيا يمنحون الخاسرتين في المسابقة
لقب الوصيفة كجائزة ترضية.
جاز الله من عرف قدر نفسه صديقي الحصان في هذا الظرف المادي الموغل
بالوحشية القميئة.
ما اصعب يا صديقي الحصان ان يحتفظ الاديب اليوم بهذه الصفة السماوية ، يعلم
الخليقة سماوات سمو القيم . يسكبون في
احذاقهم كيف يحافظون على ادميتهم على انسانيتهم ، و يظلون الاعلون فوق الجوائز و
فوق الوصف المادي.
صحيح صديقي الارنب ليس المهم الجائزة ، المهم من يرفض الجائزة !.
ليس المهم التكريم ، المهم من يرفض التكريم !
ليس المهم الجزرة ، المهم من يرفض ان يكون الجزرة !..
ان تكون الفارس او لا تكون
الكومبارس.
ان تكون الاول لنفسك و لا تكون لدار او مؤسسة تتلاعب بعواطفك دهرا لتلقب
بالفارس الكومبارس او ملكة جمال الوصيفة.. !
صعب ان تكون السيد حرا طليقا.
و الان هيا يا صديقي نتعلم ثقافة الرفض ؛ نتعلم من جديد الركض ، نتعلم القفز الحر ، بعيدا عن حماقات
البشر !