أبو حنيفة النعمان ....والمذهب الحنفي
أبو حنيفة النعمان ....والمذهب الحنفي
أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفيّ (80-150هـ ) فقيه وعالم مسلم، وأول الأئمة الأربعة
عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنفي في الفقه الإسلامي
اشتهر بعلمه
الغزيروأخلاقه الحسنة ويُعد من التابعين، فقد لقي عدداً من الصحابة
منهم أنس بن مالك
وكان معروفاً بالورع وكثرة العبادة والوقار والإخلاص وقوة الشخصية.
كان يعتمد في
فقهه على ستة مصادر هي:القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع
والقياس والاستحسان
والعُرف والعادة...نشأ بالكوفة وتربى بها وعاش أكثر حياته فيها،
متعلماً ومجادلاً ومعلماً
تفرغ لطلب العلم اتجه إلى الفقه بعد أن استعرض العلوم المعروفة في
ذلك العصرواختار
أولاً علم الكلام والجدل
مع الفرق ثم انصرف عنه إلى الفقه.
المذهب الحنفي...الحنفية أو الأحناف
يُسمى المذهبُ الحنفي مذهبَ أهل الرأي، وهو المذهب الأكثر انتشاراً
في العالم وأقدم
المذاهب الأربعة، نشأ المذهب الحنفي بالكوفة موطن الإمام أبي
حنيفة، ثم تدارسه
العلماء بعد وفاة شيخه ببغداد، ثم شاع من بعد ذلك وانتشر في أكثر
البقاع الإسلامية
فكان في مصر والشام وبلاد الروم والعراق وما وراء النهر، ثم اجتاز
الحدود فكان في
الهند والصين، حيث لا منافس له ولا مزاحم، ويكاد أن يكون هو
المنفرد في تلك الأصقاع
إلى الآن..وتتمثل أهمية هذا المذهب في أنه ليس مجرد أقوال الإمام
أبي حنيفة وحده
ولكنه أقواله وأقوال أصحابه ويعتبر مذهب الأحناف من المذاهب التي
كان لها فضل
كبير على الفقه الإسلامي، من خلال
تحرير مسائله، وترتيبها في أبواب، حيث يعد
الإمام أبو حنيفة أول من دون علم الشريعة ورتبه أبوابًا، ثم تابعه
مالك بن أنس في
ترتيب الموطأ، ولم يسبق أبا حنيفة في ذلك أحد لأن الصحابة
والتابعين لم يضعوا في
علم الشريعة أبوابًا مبوبةولا كتبًا مرتبة، وإنما كانوا يعتمدون
على قوة حفظهم، فلما رأى
أبو حنيفة العلم منتشرًا، خاف
عليه الخلف السوء أن يضيعوه، فدونه وجعله أبوابا مبوبة
وكتبًا مرتبة، فبدأ بالطهارة ثم بالصلاة، ثم بسائر العبادات، ثم
المعاملات، ثم ختم الكتاب
بالمواريث وهو الأمر الذي اعتمده الفقهاء من بعده طريقة أبي حنيفة
في تدريس أصحابه:
فوضع أبو حنيفة مذهبه شورى بينهم، لم يستبد فيه بنفسه دونهم؛
اجتهاداً منه في الدين
ومبالغة في النصيحة لله ورسوله والمؤمنين،
كان أهل مصر لا يعرفون المذهب الحنفي حتى وَلَّى الخليفة المهدي
قضاءها لإسماعيل
بن اليسع الكوفي سنة
146هـ، وهو أول قاضٍ حنفي بمصر، وأول من أدخل إليها المذهب
الحنفى فشا المذهب الحنفي فيها
بعد ذلك مدة تمكِّن العباسيين ولما استولى عليها الفاطميون
وأظهروا مذهب الشيعة
الإسماعيلية ولوا القضاة منهم، ولما قامت الدولة الأيوبية بمصر
أنشأوا المدارس للفقهاء الشافعية والمالكية.وكان نور الدين الشهيد
حنفياً، فنشر مذهبه ببلاد
الشام، ومنها كثرت الحنفية
بمصرولما فتح العثمانيون مصر حصروا القضاء في الحنفية
ويغلب في مصر الشافعي والمالكي: الأول في الريف، والثاني في
الصعيد، ويكثر الحنفي
وهو مذهب الدولة سابقاً والمتبع في الفتوى والقضاء
------------------
إعداد ..داحمد الخواجه