ما الفرق بين السيئة والخطيئة وما الفرق بين الذنب والإثم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد:
1- السيئة
سَاءَ ، يَسُوءُ ، مصدر سُوءٌ ، سَوْءٌ ، فهو سَيِّئٌ ، وهي سَيِّئَة ، وهو أسْوأ ، وهي سَواءُ . والجمع : سُوءٌ / ساءَ سوءًا ، وسَوْءا ، ومَساءةً
والسيئة هي : ما يسوء الإنسان في دنياه أو آخرته ،
وقد تكون :الصغيرُ من الذنوب ، العيبُ والنقصُ ، قال تعالى :" إنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ ما تُنَهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ " وقال تعالى: " وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا " [آل عمران:120].
أي: عَيْب ، نقص ، مصيبة وقال تعالى: " وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ" [النساء:78].
السَيِّئ : كلُّ قبيح وشَائن
قال تعالى:" وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ " .[ ٤٣ فاطر ] ساء: قَبُحَ، لَحِقَ بِهِ مَا يَعِيبُهُ
ساءَه ... : ضرّه ، آلمه ، أحزنه
ساء فعل ماضٍ جامد للذمّ بمعنى ( بئس )
2- الخطيئة :
من الخطأ الجمع : خَطِيئات و خَطايا
وهي ايضا: ما عظُم من الذَّنب ، مخالفة الشَّريعة الإلهيَّة ، إساءة تستلزم الصفح أو التعويض
وهو عدم الإصابة، وقد يكون عن عمد، وقد يكون عن غير عمد، إلا أنه غير العمد أكثر، قال تعالى: " رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " [البقرة:286].
وقال تعالى: " وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ " [الأحزاب:5].
قال الأصفهاني في مفردات غريب القرآن:
" الخطيئة والسيئة يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودًا إليه، بل يكون القصد سببًا لتولد الفعل منه ". انتهى.
قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى:" بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ." :
الفرق بين السيئة والخطيئة: أن السيئة تقال فيما يقصد بالذات، والخطيئة: تغلب فيما يقصد بالعَرَض، لأنه من الخطأ. انتهى.
3- الذنب
في اللغة: ذَنْب : مصدر ذَنَبَ . الجمع : ذُنوب والّذنْب: هو أمرُ غير مشروع يرتكب ، و إثم ، جُرم ، معصية
الذنب في الأصل الأخذ بذَنَبِ الشيء، ويستعمل في كل فعل يستوخم عقباه اعتبارًا بذنب الشيء، ولهذا يسمى الذنب تبعة اعتبارًا لما حصل من عاقبته. انتهى من مفردات القرآن للأصفهاني.
قال تعالى: " غافر الذنب وقابل التّوب شديد العفاب" غاقر:3
و " التّوبِ " يجوز أن يكون مصدر تاب يتوب توبا ، ويحتمل أن يكون جمع توبة نحو دومة ودوم وعزمة وعزم ، ومنه قوله : فيخبو ساعة ويهب ساعا
ويجوز أن يكون التوب بمعنى التوبة .
قال أبو العباس : والذي يسبق إلى قلبي أن يكون مصدرا ، أي : يقبل هذا الفعل ، كما تقول قال قولا ، وإذا كان جمعا فمعناه يقبل التوبات .
وقال أهل الإشارة : غافر الذنب فضلا وقابل التوب وعدا شديد العقاب عدلا ، لا إله إلا هو إليه المصير فردا. تفسير القرطبي
4- الإثم :
أثِمَ يَأثَم ، إِثْمًا وأَثَامًا ومَأْثَمًا ، فهو أَثِم ، وآثِم ، وأَثِيم ، وأَثَّام ، وأُثُوم
وهز: الذَّنب الذي يَسْتحقّ فاعله العُقوبة عليه
قال تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرّ والتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ والعُدْوَانِ " المائدة:2
والاثم :اسم للأفعال المبطئة عن الثواب
قوله تعالى: " فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ" يعني في تناولهما إبطاء عن الخيرات. انتهى من مفردات القرآن للراغب .
الإثم في الاصطلاح ، فقد يكونان أي الإثم والذنب بمعنى واحد، كقوله تعالى: " وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا "
قال القرطبي": قيل هما بمعنى واحد كرر لاختلاف اللفظ تأكيدًا له، والخطيئة هي هنا الذنب"
وقيل في تفسير الآية: إن الخطيئة بمعنى الصغيرة، والإثم بمعنى الكبيرة. تفسير القرطبي.
وقد يكونان - أي الإثم والذنب - متغايرين فيكون معنى الذنب المعصية، ومعنى الإثم ما يترتب عليها، فيقال: فلان أَثم بذنبه. والله أعلم.
الإثم: ظاهر الإثْم وباطنه ، أفعال الجوارح ، وباطنه اعتقادات القلوب
يوجد بين الكلمات السابقة نسبة عموم وخصوص:
والفرق بين :الذنب والإثم: أن الذنب مطلق الجرم -عمدًا أو سهوًا- بخلاف الإثم.
وأما الفرق بين : الإثم والوزر فـوصفي
5- الوزر وضع للقوة، لأنه من الإزار وهو ما يقوي الإنسان ومنه الوزير.
ووضع الإثم للذة، لأن الشرور لذيذة.
وزر الجمع : أوزار
المصدر : وُزِرَ ووزَرَ
وهو :حمل ثقيل مرهق وشاقّ ، ما يصعب حمله والقيام به ، وهو ايضا بمعنى : أَثِمَ
وأما المعصية والذنب:
فهما بمعنى لأنهما اسم لفعل محرم يقصد المرء فعل الحرام بالوقوع فيه.
عصَى يَعصِي ، اعْصِ ، عَصْيًا عِصْيَانٌ ، مَعْصِيَةٌ ، فهو عاصٍ ، وعَصَّاءٌ ، وعَصِيٌّ ، والمفعول مَعْصِيّ
خالف أمرَه ، وعانده ، وخَرج عن طاعته
6- المعصية: خطأ أخلاقيّ مبعثه إرادةٌ غير خيِّرة ويُطلق بوجه خاصٍّ على مخالفة الأوامر الإلهيَّة.
وأما للخطيئة، فإذا كانت عمدًا، فإنها تطابق الإثم لأنه لا يكون إلا عن عمد.
أما السيئة فهي ما يتعلق بها الذنب في العاجل والعقاب في الآجل.
وأما الفاحشة فهي ما عظم فيه من الأقوال والأفعال، وتطلق الفاحشة على الزنا كناية، قال تعالى: " وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ " [النساء:15].
***********************
***********************