متى ينتهي" التسول "
العقيد بن دحو
تمة الفرق بين الفقر و التسول ، ظاهرة انتشار التسول صارت مهنة من لا مهنة
له...وانتشارها بالشارع العمومي و في كل مكان و تعميمها حتى و كأنها تبدو حقا من
الحقوق و بالأمر الطبيعي العادي جدا.
في بعض الدول الكبرى حتى منحة البطالة الني تعتبر اعانة عينية مقننة و
مسطرة ، يوجد العديد من الاناس يرفضون الحصول عليها ويفضلون ان يظلوا على الحال
الني هم عليها على ان يأخذوا هذه الإعانة.
هم يعتبرونها إهانة و ليست إعانة للشخص المستحق.
كم كنت اتمنى ان نرى مدينة واحدة دون ( تسول). التسول ظاهرة مشينة لا تشين
بالشخص المتسول فحسب ، بل ، و بالمدينة و مع التراكم و الاضافات تسير المدينة
بدورها فقيرة و لا تقوى عن الازدهار و الرقي الحضاري. المدينة لا تقوم بدورها
الحقيقي ولن تعود تعلم و لا تمتع و لا تهز.مدينة اتكالية بدورها تصير متسولة
اعطوها الناس او امتنعوا...!
بل صار للتسول عناوين ومشاهد يومية ،عائلات..عائلات تتتقل من مدينة إلى
مدينة تنشر بكيفية او باخرى هذه الآفة
كالنار في الهشيم !.
يقول الشاعر الاغريقي الدرامي (هزيود) : الفقر دية الكسل !
التسول يورث الفقر ويورث بدوره العجز و الكسل و الخمول ، وتصير المدينة في
انعزال عما يجري من تحولات و تنقلات بالعالم الحيوي النشط المجد المكد.
يقول مالك بن نبي المهندس المفكر الجزائري : إذا وجدت شرخا في قميص متسول
فهو شرخ في حضارتنا.
فلا لوم اليوم ان وجدت قطاع الثقافة مريض بدوره رغم غنى المرفق الثقافي
ماديا و معنويا. كون الفقر بالشارع و
بالحيط، و الثقافة إنتاج بيئي. مما صار.
اختلال التوازن.
وحتى لا يقال ثقافة التسول كما نخشى ان
يقال بالطوابير على المواد الاستهلاكية . الفقر طبيعي بالذات البشرية اما
ظاهرة التسول ظاهرة مرضية ينبغي محاربتها بالوعي و الفكر الهادف الجدي و كما يجب
أن يكون. وليس كما هو كائن ان يكون.
ان لا نسطر ( الظاهرة) بخصوص كتب التلاميذ و لا حتى نشير اليها ، بل علينا
أن نجابهها واعتبرها حالة تشين بالانسان و المدينة.
لا نقول صفر فقر وإنما تقول صفر تسول عائلات عائلات من الطفل الصغير إلى
الكبير ،على ان يتكلف كبيرهم بجمع الحاصل
اليومي و هكذا ...
شبيهة تبييض الأموال بعيدة عن احهزة الرقابة و دفع الضرائب ، بل بعيدة عن
الحلقة و الدورة الاقتصادية للدولة . انه
الاسكوار الأبيض الذي لاتطلب تبديل أموال عملة بعملة اخرى. لكنها شبيهة لها. عندما
يقوم الأفارقة اللاجئين بتصريف أموال
التسول و تحويلها إلى عملة صعبة إلى بلدانهم بالساحل و الصحراء.
واذا كان الاسكوار على الاقل واضحا بالغالب من و إلى؛فإن أموال التسول هي
أموال لا بأس بها ،تبقى بعيدة عن أجهزة الرقابة . بل لا يوجد حتى من يتحدث عنها في
تدوير ورسالة هذه الأموال! و كان الجميع خائف من محرم ديني و من محرم دنيوي ان
يدنو عن هذا المسكوت عنه !.
التسول غير الفقر ظاهرة مرضية ينبغي معالجتها باثر سوسيو اقتصادي امني ،
كون عائلات اغتنت من الظاهرة و لا تزال مستمرة تحت أنظار الجميع و مع هذا لا أحد
يتكلم اومن يبحث... !.
التسول خطئية اجتماعية ان لم تكافح و تعالج تتحول إلى جناية بل إلى جريمة.
و مادامت الجريمة لا تفيد فطبيعة التسول لا يفيد !.
ووراء كل ثروة كبيرة جريمة كبيرة. الربح السهل كالتهريب و عدم دفع الضرائب ، وأي ظاهرة مهما كانت بسيطة بعيدة عن
المراقبة تعلم السرقة و آفات اجتماعية اخرى....!.