جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد علَّم نفسك ما

 

بوصفي ملاكما

شربل داغر

يقول شربل داغر "أُخفِي ما له أن يَظْهَر، وأرى ما لا يَظْهَر." ليشرح نصه الشعري الداغري "بوصفي ملاكما" الذي يلتبس به ؛ و ليحاول أن ينفلت من بين أصباع القارئ الذي يرهقه التفكير لمحاولة تشكيل النص أو ربما فهمه؛ و لذلك و كواحد من قرائه سأحاول تحويل هذا النص الشعري إلى نص نثري لأحاول أن أفهمه كقارئ طبعا ؛الشاعر يصف نفسه بأنه ملاكم و الملاكم يلكم منافسه أو يتبادل اللكمات معه ؛هي في الحقيقة صورة شعرية تشكل ملامح القصيدة ؛ ثم يخرج الشاعر من جسده والشاعر هنا يجيز في قصيدته ما لا يجوز فلا أحد يستطيع الخروج من جسده ؛ إلا أنه انفصال داخلي عن الذات يحاول فيه الشاعر أن يتأمل نفسه ليفهمها قبل أن يعرضها على القارئ إذ هي تشكل مشكلا له هو قبل كل شيء ؛و لما ينفصل عن نفسه إنفصالا داخليا طبعا ؛يتصور في ذلك الإنفصال الداخلي أنه خرج من جسده و لو في حالته الشعرية لحظة كتابة هذا النص ؛ ليجد نفسه في جانبها المظلم هي عتمة يعيش فيها الشاعر ما يراه فيما لا يظهر منه ؛يجد نفسه فيما لها أن تكون فيه من بياض و وضوح و لكنها غير كائنة فيه لأنه وجدها في لجة العتمة في منطقة مظلمة تزعجه هي لا تطيعه ترفض ما يريده لترزح تحت ما لا يرغب فيه من إبهام ؛ فمذا يفعل هو يلكمها و يفترض أن لها وجها فيلكمه لأنها لا تطيعه و تتحداه إنه وجه إفتراضي طبعا لأن ذلك الوجه يهدده في قارعة الطريق و هو بين الناس فيداهمه ذلك السواد تلك العتمة التي يكرهها ؛ تهدده بل و ترفع أصبعها في وجهه ؛إنها صدامات يعيشها الشاعر داخل جسده و يطرحها للقارئ على شكل صور شعرية  محاولا تجسيدها كما لو أنها مشاهد مسرحية ؛ ثم يطير الشاعر قبلة لمن تبقى من عتمتها هو يقبل بقايا تلك العتمة ؛إنه التمسك بالحياة و محاولة التعايش مع ذلك العمق المعتم فالشاعر يحب الحياة إذا  هو يخفي حقيقته التي يجب أن تظهر ليعيشها لوحده  و يراها لوحده و يعيشها بداخله ـ

النص الشعري :

بوصفي مُلاكما

إذ أخرجُ من جسدي، أجدُ نَفْسي في جانبها المظلم،

في ما لها أن تكون من دون أن تكون...

أجدني ألكمُ وجها طالما هددني في قارعة النهار، ورفعَ إصبعه في وجهي...

أجدني أُطَيَّر قبلة لمن تَبقى في عتمتها، من دون أن تراني...

إذ أستعيد نَفْسي، وتعود إلى جسدي، أحتقن من جديد، وأتبرم صامتا.

بقلم شربل داغر




***********************


***********************

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *