جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

 

يحيى محمد سمونة

إشراقة شمس
= 28 =


توخيت فرصة أخرى أقابل بها المدير، أتكلم معه فيها بحرية، أفصح خلالها عن مخاوف

تنتابني جراء حماسة شديدة لدى طلاب الصف في الانتقام من ذاك الذي مزق الآيات الكريمات في صفهم 

طرقت باب الإدارة، و مع كلمة أدخل ولجت الغرفة و ألقيت تحية الصباح، ترجل المدير، مد يده مصافحا إياي، صافحته على ارتباك [ رب قال يقول: و متى كان مدير المدرسة يقوم لطالب يدخل غرفته ؟! قلت: تقتضي أصول التربية السوية قيام المدير لطالب متردد لا يعرف كيف يفصح عن مطالبه، فهو - أي المدير - يشجع بذلك الطالب أن يقول كلماته بأريحية و ثقة ] 

قال المدير: خيرا يحيى ؟!

قلت: خيرا إن شاء الله، و عدتك يوم أمس أن أعمل على تهدئة نفوس الطلاب في مسألة تمزيق الآيات الكريمات في صفنا، غير أني عجزت عن تهدئتهم، بل قد واجهت سيل هجوم و انتقادات لا طاقة لي بها

قال المدير: و فيم ذاك ؟!

قلت: لم أكن أتصور حجم الشعور الديني الكامن لدى طلاب الصف، لقد رأيت في سلوكهم و كلماتهم عنفوان شباب متدين قد واتته الفرصة يعبر خلالها عما يجيش في صدره من غيرة على هذا الدين فإذا به يريد الانتقام ممن يمس و يعبث بمشاعره الدينية

قال المدير: ماذا قال الطلاب ؟

قلت: أستاذ، الذي يهمني مما قاله الطلاب هو مقترحاتهم العصية في معالجة المشكلة

قال: فما تلك المقترحات ؟

قلت: ينتظر الطلاب منك موقفا حازما تجاه ما جرى، و قد اقترح البعض منهم تجريم الفاعل، و أنك الوحيد الذي يتوجب عليه البت في تلك المسألة

قال المدير: كيف ! و بماذا يتم تجريم الفاعل ؟

قلت: إن الفاعل قد أيقظ بفعلته تلك فتنة كانت نائمة، و الفتنة أشد من القتل، و ماذا لو أن أحد الطلاب دبت الحمية في رأسه و أشبع الفاعل ضربا و شتما و تجريحا، و ربما أدى ذلك إلى وفاة الفاعل، و هل سيصمت إتحاد شبيبة الثورة عن ذلك   

قال المدير: أرى أن هؤلاء الطلاب يريدون الشغب ! و كيف نحكم بتجريم شخص دون سماع رأيه و شهادته

قلت: و من الذي سيقوم بمحاكمته؟ الإدارة ؟ الطلاب ؟ إتحاد الشبيبة ؟! أم رجال الأمن ؟!

قلت: يقول المثل العامي عندنا { من يحمي كرم العنب من الناطور ؟! }

- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *