جاري تحميل ... ألف ياء

إعلان الرئيسية

إعلان

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

 

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (5)

عزة عبدالنعيم

الحلقة الخامسة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

الحلقة الخامسة

قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.

البقرة 274

في هذه الآية امتداح من الله عز وجل للمنفقين في سبيله في جميع الأوقات والأحوال، ووعد منه لهم بالأجر عنده عز وجل وعدم الخوف والحزن.

قوله: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ﴾

«الذين» مبتدأ. وخبره جملة ﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾، والإنفاق: إخراج المال وبذله.

والمراد به هنا: إخراج المال وبذله في وجوهه الشرعية الواجبة كالزكاة، والنفقة على الأهل والأولاد، والكفارات ونحو ذلك، والمستحبة كسائر الصدقات والنفقات والهدايا، ونحو ذلك.

﴿ أَمْوَالَهُمْ ﴾ المال: اسم لكل ما يتمول ويملك من نقد، أو عين؛ من أثاث، أو عقار، أو غير ذلك.

﴿ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾

الباء للظرفية، أي: في الليل والنهار، والمراد في جميع الأوقات.

﴿ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ﴾: صفتان لمصدر محذوف وقع مفعولًا مطلقًا، أي: إنفاقًا سرًّا وعلانية، أو مصدران في موضع الحال، أي: مسرين ومعلنين.

ومعنى «سرًّا» أي: خفاءً. ﴿ وَعَلَانِيَةً ﴾؛ أي: جهرًا، كما قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 75].

والمراد أنهم ينفقون في جميع الأحوال، وحسب مقتضى الحال، فبعض الأحوال والمواقف يحسن فيها الإسرار؛ لما فيه من الإخلاص لله، والسلامة من الرياء والسمعة؛ ولما فيه من ستر حال المنفَق عليه.

ولهذا ذكر صل الله عليه وسلم ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله: «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»[1].

وفي بعض الأحوال قد يحسن الإعلان والإظهار، إذا كان المقصود من ذلك إظهار السنة، وإشهارها بين الناس

و قال صل الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء»[2].

﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾ الجملة خبر المبتدأ ﴿ الَّذِينَ ﴾، واقترنت بالفاء لمشابهة الموصول للشرط في العموم، وهذه الجملة مكونة من مبتدأ وخبر، وقدم فيها الخبر، وهو قوله: ﴿ فَلَهُمْ ﴾ على المبتدأ ﴿ أَجْرُهُمْ ﴾ لتأكيد إثابتهم بذلك.

والمعنى: فلهم ثوابهم العظيم على إنفاقهم.

وسمي ثوابهم أجرًا؛ لأن الله عز وجل تكفل به- وأوجبه على نفسه، كما أوجب عز وجل على المستأجر دفع أجرة الأجير،

قال صل الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»[3].

وقال صل الله عليه وسلم: «قال الله- عز وجل: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره»[4].

﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ في هذه إشارة لعظم ثوابهم، وتأكيد لضمان ذلك لهم؛ لأنه عند ربهم العظيم، خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم، ومربيهم بنعمه الظاهرة والباطنة

﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ الخوف يكون مما يستقبل، من حصول مكروه، أو فوات محبوب،

أي: ولا خوف عليهم مما أمامهم، من أهوال القيامة، وغير ذلك، بل هم آمنون مطمئنون

و نلتقي في الحلقة القادمة ب أمر الله



عزة عبدالنعيم


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *