الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (10)
الحلقة العاشرة
عزة عبدالنعيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الحلقة العاشرة
( يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ إِمَّا يَأۡتِيَنَّكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَقُصُّونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِي فَمَنِ
ٱتَّقَىٰ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ) الأعراف ٣٥
خلق اللَّه سبحانه آدم وذريته ، وسنّ لهم منهجا يسيرون عليه ، وأرسل إليهم
من يبلغهم إياه ، وجعل الرسل المبلغين من أبناء جنس المرسلين إليهم ، لأن ذلك ادعى
في التأثير ، وأبلغ في الحجة ، فمن سمع وأطاع فهو في أمن وأمان من غضب اللَّه
وعذابه .
و النداء ل بني آدم ... إذا جاءكم رسلي من أقوامكم ، يتلون عليكم آيات
كتابي ، ويبينون لكم البراهين على صدق ما جاؤوكم به فأطيعوهم ، فإنه من اتقى سخطي
وأصلح عمله فلا خوف عليهم يوم القيامة من عقاب الله تعالى ، ولا ههم يحزنون على ما
فاتهم من حظوظ الدنيا .
والمعنى حتى يثبت فى القلوب ثانية يا بنى آدم إن يأتكم رسل من أبناء جنسكم
يتلون عليكم آياتي التي أنزلتها عليهم لهدايتكم فآمنوا بهم وعزروهم وانصروهم ، فإن
من آمن بهم واتقى ما نهاه عنه ربه ، وأصلح نفسه وعمله فأولئك لا خوف عليهم يوم
القيامة ولا هم يحزنون لمفارقتهم الدنيا ، أما الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها
فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.
فالآيتان الكريمتان تخبران جميع بنى آدم أن رسل الله قد بلغوا الرسالة وأدوا
الأمانة فعلى المرسل إليهم أن يطيعوهم حتى يفوزوا برضاء خالقهم.
قال الجمل : «وإنما قال ( رسل ) بلفظ الجمع وإن كان المراد به واحدا وهو
النبي صل الله عليه وسلم ، لأنه خاتم الأنبياء ، وهو مرسل إلى كافة الخلق ، فذكره
بلفظ الجمع على سبيل التعظيم ، فعلى هذا يكون الخطاب في قوله : يا بَنِي آدَمَ
لأهل مكة ومن يلحق بهم.
وقيل أراد جميع الرسل.
وعلى هذا الخطاب في قوله : يا بَنِي آدَمَ عام لكل بنى آدم ، وإنما قال
منكم أى : من جنسكم ومثلكم من بنى آدم ، لأن الرسول إذا كان من جنسهم كان أقطع
لعذرهم وأثبت للحجة عليهم ، لأنهم يعرفونه ويعرفون أحواله .
و نلتقي في الحلقة القادمة ب أمر الله
عزة عبدالنعيم
اكتب تعليقاً