يحيى محمد سمونة
إشراقة شمس
= 29 =
بدأت الأمور تسير نحو انفراج، ف مدير الثانوية رتب لاجتماع ثلاثي يجمعني و الشخص الذي مزق زينة المولد، و يكون المدير هو الطرف الوسيط بيننا
طبعا كان ذلكم هو الحل الأنسب في معالجة المشكلة التي كنا بصددها، فأنا بحسب
قناعة المدير أتميز بوجه تصالحي خلا من تطرف و من مكر، و أنه لا ضير من مواجهة
تكون بيني و بين ذاك الذي مزق زينة المولد، و أنه ما من داع لوجود شخص رابع في
تسوية أمر كهذا
و إذن تلخصت مهمة المدير خلال اجتماعنا ذاك في: تبرئة عضو الشبيبة من
أجندات خارجية دفعته للقيام بفعلته تلك، و التأكيد على أنه - أي عضو الشبيبة - لم
يكن يحمل بين جنباته ضغينة أو حقدا أو رغبة في انتقام من أحد، و التأكيد على أنه
لم يكن يروم انتقاصا لأية شعيرة من شعائر الدين، و التأكيد على أنه لم يكن يدرك
خطورة ما قام به من فعل، و التأكيد على لزوم الاعتذار عما بدر منه و عدم العودة
إلى تصرفات رعناء كهذه
في غرفة الإدارة التقيت بفتى الشبيبة الأرعن و ذلك بحضور المدير، تفرست فيه
مليا، بدا لي أنه أحمق أو معتوه، غير أني التزمت الصمت حين بادر المدير يكلم الفتى الأحمق مبينا له سبب استدعائه إلى
الإدارة، طالبا منه أن يفصح أمامي عن سبب ارتكاب حماقته تلك
تلعثم الفتى الأحمق و هو يحاول وضع الكرة في مرمى المدير و قال: إنها
تعليماتك أستاذ
نظر إليه المدير بحدة و قال مستنكرا: و هل أعطيتكم تعليمات بتمزيق الزينة
أم طلبت منكم رفعها ! قال الفتى الأرعن بل طالبت بإزالة الزينة و لم تحدد لنا
طريقة إزالتها
قال المدير: و هل هذا يعني أن تمزقوها !! قال الفتى الأحمق ببلاهة: عفوا
أستاذ و هل ارتكبنا في ذلك جرما لا يغتفر
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
اكتب تعليقاً