العقيد بن دحو
ثلاثون سنة
ثلاثون سنة و أنت تدعوهم
على طاولات المقاهي
على منابر النوادي
أنت الهوميري الأخير
المثقل بدم الأجداد و الأباء أيها
(الأنا) السادي الوطنية
النرجسي القومية
الرواقي الاخير
انت الهزيودي الاخير
تنادي جهارا نهارا بأعلى صوتك حتى شاخ سمعك و هزل بصرك :
أتبعوا "أوديسيتي"
أتبعوا " إليادتي"
أتبعوا "مهابهارتي"
"شهنامتي".....
سدى يراق دمك
على الألسن الضحلة الباردة
و كأنك عمرك ما قتلت !
اليوم لا جبل معصيا....سارعوا....
قبل ان يلحقكم عذاب "زوس"
و مخالب نسر بروميثوس
وحجر سيزيف
ادفعوا تهاونكم ... غمزكم....
لمزكم
-صعدا نحو الأسفل - ما جنته ايديكم
!
ثلاثون سنة
ثلاثون سنة و انا ادعوكم ....إلهي ! هؤلاء قومي
عرقي...اترابي........تاريخي
سمعت هاتفا :
يا عقيد انت آخر العقداء....أنت آخر الشعراء....
أنت آخر الشهداء
لا تلتفت خلفك
....................
سافلها اعلاها
وليروننا بأي منقلب ينقلبون
أيها اليوناني الاخير عد بما ورثته من (درع و سهام هرقل المجنحة)
ايتها الذات الجريحة
قومك جبلوا النوم مبكرا قبل أن
تصيح الفجيعة
خلف أصبع واحد يختفي الجميع
خلف شجرة واحدة تختفي غابة بأكملها من البشر
و خلف عيون زرقاء اليمامة يختفي التاريخ الغريق
من الماء الى الماء !
عد بما ورثته مما تبقى من رميم هرقل
قومك
لا يحسنون النزال الا على وقع هز الاكتاف و الارداف و زغاريد الألسن
المتحشرجة
خذ درعك و سهامك المجنحة و عد منفاك الاختياري الإجباري على حد سواء واحد
خذ صحفك
هؤلاء لا يقرأون
صم..بكم...عمي
عن الشمس مغرضون
عد علياءك كما نزلت اول مرة
ودع الميت يدفن الميت
و التراب يطوي التراب ؛ حجر فلاسفة
يذكر الزمن لإله رحيم !'
ثلاثون سنة
لو دعيت التراب صار تبرا
و الحجر ماء شبما
لا طرق و لا زنق
ثلاثون سنة
و العقيد لا يزال العقيد
لا أحد يراسله إلا من (أمل) كاذب
يطل حد قاع فنجان
يتبادل الرشفات
مرة يرتشفه الفنجان
ومرات عديدة ترتشفه الأحداث !
ثلاثون سنة.