تيسير المغاصبه
قصص قصيرة
الثمن ، تصنع
١- الثمن
مر أشهر على الفراق الذي أحدثه النزاع المستمر،شاهدت الطفلة الوديعة أبيها
يقف على الرصيف في الجهة المقابلة لها من الشارع.
كان يفتح ذراعيه لها بشوق ،غمرتها السعادة والشوق وهي تذكر احضانه الدافئة.
جرت إليه بسرعة حتى متى ما وصلت إلى منتصف الشارع
سمعت صوت أمها من خلفها وهي تناديها صارخة محذرة ،توقفت فجأة مرتبكة ..نظرت
خلفها ..كانت أمها تقف على الرصيف
تفتح ذراعيها
لها لتعود إليها.وقفت الطفلة في وسط الشارع ..كانت في حيرة
من أمرها ..هل تتابع جريها نحو احضان أبيها،
أم تجري عائدة حيث أحضان أمها،
ذراعا الأب مفتوحتان ..كذلك ذراعي الأم .
من فرحتها الغامرة خيل إليها إنها ترى أذرع كثيرة في كل مكان تود معانقتها
وضمها ،فكرت ..وفكرت ..لا الأب يجري إليها ليحسم الأمر،
ولا الأم تفعل ذلك ؛ولا حتى يجريان معا إليها ،لقد وضعت أمام خيارين كلاهما
أصعب
من الأخر .عجزت عن إتخاذ أي قرار ..أغمضت عيناها..
أرادت أن تكتم صرخة ..
لكن عاجلتها عربة مسرعة كانت هي الحاسمة للوضع
الصعب ،لتحلق روحها حولهما في السماء الصافية.
٢-تصنع
دخلت الفتاة من باب غرفة الجلوس بخجل مفتعل ،
ترتعش صينية القهوة بين أصابعها الرقيقة لتقدمها للعريس
الجديد الذي اتخذ قراره أخيرا بأن "يعقل" ويترك حياة
"السرسرة". بعد فترات ودقائق
مجزئة من التشجيع
من قبل أمها وأخواتها للظهور أمام
العريس ولو لثوان
معدودة فقط؛وذلك حقه.
فهن يعلمن بأنها الأخت الأكثر خجلا بينهن.
دخلت الفتاة ..
ما أن رفعت رأسها كي تبدأ كالعادة
مرحلة سهام الأعين في معركة الخجل
حتى صعقت وتركت صينية القهوة تسقط لتتحطم
وتلوث هذه المرة الظاهر للعيان.
لقد كان العريس أحد الرفقاء المترددين عليها في
شقة الغواني.
بقلم :تيسير المغاصبه