عَطْبَرِيَّات
"20"
في الفُؤادِ لَهيبُ
دَخَلتُ إلى مكان الاحتفال المقام على ظهر باخرة ترسوعلى النيل قبالة
مستشفى ناصر بالقاهرة.
كان في استقبالي مدير المبيعات بالمكتب الإقليمي لسودانير.
وقفت إلى جانبه وهو يعدد لي برنامج الاحتفال وبعض الشخصيات التي تمكنت من
الحضور.
قبل أن أتحرك إلى مكان جلوسي إذا بسيدة تتقدم في اتجاهي ولكن سقط منها جهاز
الموبايل.
التقطته سريعاً وهتفت بإسمي...
وقالت : مازلت وسيماً والشيب زادك وسامة..
تطلّعت في عينيها وشوَّقتني لإبتسامتها.
وأخذتني إلى موقف منذ سنوات عديدة في مدينتي الحبيبة.
ذات صباح وأنا أخْرِجُ دراجتي من البيت في موعد الذهاب للمدرسة.
حينها مرَّت بي سيارة وأطلت منها فتاة.
رمقتني بنظرة فاحصة وظلال ابتسامة.
إنه موعد وصول قطار مشترك كريمة محطة عطبرة.
لا شك إنهم قادمين لحضور مناسبة زواج إبن الجيران.
عند العودة من المدرسة وجدت دارنا قد أمست لإستقبال الضيوف.
وكانت هي بالداخل تتأمل تعريشة العنب في مدخل الدار.
عَرفتُ أنها اِبنة عم العريس.
مع عدد من شباب الحي قمنا بتجهيز مكان الحفل.
بعد تناول وجبة العشاء إنساب إلى مسامعنا نغمات من آلة الطنبور.
وفي غمرة الغناء أخذني العريس للتوجه للفنان تعبيراً عن الإعجاب والوقوف
جانباً لأن تمنحنا الراقصات على الأنغام حظوة.
لم أشعر إلاّ بتلك الفتاة تمنحني هذه الحظوة.
وعند نهاية الحفل جلس العريس للحناء في جمع من الأصحاب.
ومنحتني حديثاً هامساً أن تضع على إصبعي الصغير من الحناء تذكاراً لها.
وتذكرتٌ لهوها بجرس الدراجة لتوقظني وقد أعدت شاي الصباح.
وكانت تضمنا جلسات متقطعه خلال اليوم.
وفي بعض المرات توجهنا إلى الأسواق.
وبعد عودة العريس من شهر العسل ذهبنا في رفقته للسينما.
كانت تجلس إلى جواري وانشغلنا عن متابعة الفيلم بضحكاتنا.
وتوالت الأيام لتعود لأرض الشمال وصَارَتْ أَخْبَارُهُا فِي طَيِّ
النِّسْيَانِ.
انتبهتُ إلى حديثها...
هيا لنجلس ونحكي من جديد على شاطئ النيل.
فأثارت لهفتي إليها.
وقَضَيْنَا سَهْرَةً مُمْتِعَةً.
صلاح عثمان
الاسكندرية 25 مايو 2024م