نكران فضل الأبوين (التنمر والعدوانية) (21)
الحلقة الحادية والعشرون
عزة عبدالنعيم
و من الأبناء من دوما ينكر فضل الأبوين للأسف .
فقد وُلِد ليجد نفسه كبيرا و صاحب مهنة و له دخل مادي كبير
و عن إختياراته السيئة فلا يعلمها و لا يزكيها لنفسه او نفسها و لكن لان
هذا تقصير من الأبوين خاصة الأم التي تحمل من الأثقال ما تنوء به الجبال .
و دائما وابدا لا يعتبر بعض الرجال
أن لهم دورا في تلك الاربية سوى الحضور المادي ( و الذي ربما لا يكفي ) بل الأم
بالنسبة لهم .. فى الفرح منسية وفى الحزن مدعية ..
فعندما يحقق الابن إنجازا أو يحصل على درجات عالية فى مدرسته يقول له بكل
فخر : هذا الشبل من ذاك الأسد .. ولكن عندما يفشل أو يرتكب خطأ ما أو يتحدث بطريقة
غير لائقة ينظر إليه او إليها قائلا : تربيتك يا مدام وآدى آخرة دلعك فيهم .
فلا يتدخل الأب فى شيء إلا للإشراف فقط على الأم و طريقة تربيتها و ربما
قام بتربيتها دون ان يلتفت إلى طريقة تعامله معها و تربيته هو شخصيا ..
إن علاقة القرب بين الأب والأبناء ليست لها علاقة بالعيش تحت سقف واحد أو
أن الأب والأم منفصلان فقد يكون الاب يعيش فى البيت نفسه لكنه لا يعرف شيئا عن
أولاده وقد يكون الأب والأم منفصلين لكن الصلة بين الأب والابن قوية وهما قريبان
..
ولكن ما الدور الذى يجب أن يقوم به الأب على وجه الدقة إن لم يكن تأمين
الإحتياجات النفسية ؟
هنا على الأب قبل كل شئء أن يظهر الاحترام لأمهم ويتفق معها على أسلوب
تربية واحد فلا يختلفان فيه أمام الأبناء وخلافاتهما الشخصية مهما تكن حدتها فلابد
أن يظهر كل طرف للآخر إحترامه ويؤكد ذلك مع و امام الأولاد .
على الأب أيضا أن يكن جسرا بين الأولاد و أمهم حتي يكونوا جميعهم بخير .
و نستكمل في حلقة الغد بأمر الله
عزة عبدالنعيم