تنمر الأبناء على الآباء (التنمر والعدوانية) (20)
الحلقة العشرون
عزة عبدالنعيم
و نستكمل عن تنمر الأبناء على والديهم ل جرم ما إرتكبه الأب او الأم عن ضعف
ما فى نفوسهم لا يجب علي الابناء أن ينصبون من أنفسهم إله حتي يحاسبوهم و إن
يجعلوا من الآباء و الأمهات سببا ل اخطائهم و أخطائهن فى الحياة .
أيتها الإبنة و أيها الإبن كونوا عقلاء .
وهبنا الله عقلا كي نستدل به على فعل الصواب
أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر
البلاء الذي يفعله ب إختياره لأنها خلقت ظالمة جاهلة .
وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح .
وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ( الجهل و الظلم )
.
فيبذل جهده في تعلم العلم النافع الذي يخرجه عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في
إكتساب العمل الصالح الذي يخرجه عن وصف الظلم .
ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها
فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن
أوكله إليها هلك .
قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
سورة التغابن 16
فيا عباد الله !
إذا وقعتم في معصية ، فاعلموا أن ذلك منكم لا من غيركم .
وإذا نزل بكم بلاء ، فبسبب جهلكم وظلمكم .
وإذا عشتم في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فإعلموا أن ذلك بسبب بعدكم عن
ربكم وإعراضكم عن خالقكم وفاطركم ..
فانظروا في أنفسكم .. ودققّوا النظر فيها فسترون سبب ذلك واضحاً أمام
أعينكم . أما إذا لم تروا ذلك فالأمر كما قال الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ ... وينكر الفم طعم الماء من سقم
و نستكمل في حلقة الغد بأمر الله
عزة عبدالنعيم