ماهر محمد
أمطارُ القصائد..
أمطارُ القصائد..
رتّب الكلمات فوق بعضها واصعد الدرجات..
تشبّث بأول غيمةٍ تقابلها ولا تدعها تُفلت منك،
فلربما هي من تكون
المحّملة بأمطار القصيدة..
إن هطلت الأمطار!..
لا تستخدم أبداً مظّلة..
اتركها تبلّل مخيّلتك الجافّة
وتروي عطش صحراء عقلك المتفطّر..
ستُهاجمك بعد ذلك حمّى القصائد
سترتفع حرارة دماغك
وتسري القشعريرة إلى يدك
وتنخفض حرارة الحبر
وتصاب بتعرّق الكتابة..
سيغلي قلبك ويفور دمك..
ستهذي كالمجنون بالكلمات
وتُهلوس باللّغة
وستسيل المعاني بلا عودة
ستلحق بكلمة من هنا
وترجع بأخرى من هناك
ستكتب بخطٍ غير مفهوم لتلحق فكرة ما..
وإن لزم الأمر، وتعبت من المطاردة!
إسحب مسّدسك المحشوّ بمهدّئات التوّتر
وأطلق النار عليها من الخلف ببرودة أعصاب
كي لا تغادرك..
أنصحك بفأس مشاعر حادّ
أُدخل به الغابة
واقطع كل حرفٍ يصادفك..
لا تتردّد وكُن قاسياً..
حتى إن كان الحرف مشلولاً،
إقطعه
وسيتعافى فيما بعد..
لكن إن لم تهطل!..
أفلتها وستدفعها رياحٌ عاتية كالصُداع،
لغيرك..
هناك الكثيرون مثلك
يقفون على عتبات الكلمات
ينتظرون الغيمة ليتشبّثوا بها..
ستصبح مكشوفاً للشمس..
افتح المظّلة حينها
واحمي رأسك الجافّ
ولسانك الجافّ
وقلمك الجافّ
من ضرباتها..
وانتظر غيمةً جديدة
محّملة بأمطار القصيدة...